ان مسألة الفقر ككل المشاكل الاجتماعية يصعب تبسيطها ،والفقر كلمة اشتقت من الفعل (افتقر) والتي تعني الحاجة ، هذه الحالة سواء كانت في الماديات أو المعنويات قد تكون في المال أو في الثقافة أو المعرفة ، واحتياج الانسان ﻷي شيء يكمل به النقص والشعور بالحرمان والقلة فهو فقير في هذا الشيء أو مفتقرا" اليه . يفسر الفقر علي انه حالة بنائية ملازمة لاسلوب انتاجي من طابعه وجود انماط العمل اليدوي والعقلي وتحديد الأمور بناء" علي ذلك ، يفسر الفقر بما يتبع ذلك من تناقض واضح في العلاقات الانتاجية والتوزيعية المرتبطة باستغلال طبقة لبقية الطبقات التي ﻻتملك والتي تكون مجبرة علي بيع عملها التي تتحكم فيه الطبقات التي تحوز علي وسائل الانتاج في المجتمع . والفقر مجموعة من الظروف والاوضاع الحياتية التي تعيشها فئات اجتماعية وليس سمات تخص الفقراء دون غيرهم وهي أوضاع تتسم بالحرمان علي الصعيد المادي والاجتماعي والبيئي. من أخطر تبعات مناخ الففر وأثره علي المجتمع انه في هذا المناخ الغاضب تجد الجريمة والحركات الدينية المتطرفة المناخ والبيئة المناسبة لنموها وتغلغلها في المجتمع ، مستثمرة هذا المناخ الغاضب ومالئة الفراغ بايدلوجية هروبية ، وتستثمر طاقة الغضب واليأس لتغذية مشروعها العدمي ونزعة الانتقام من المجتمعات الحديثة . ان الحالة العقلية للمجرمين ترجع الي الانحطاط والتردي الاقتصادي من ناحية والي التفكك الطبقي من ناحية أخري . فواقع المجتمعات اليوم يؤكد ان معظم الجرائم مردها الي متغيرات اجتماعية متعددة ، ولعل أبرزها وأهمها هو ظاهرة الفقر الذي أصبح سمة من سمات العصر الحديث وهو يطبع كل المجتمعات الحديثة منها والمتخلفة . ولعل أخطر الامراض الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات النامية هي ظاهرة الحريمة بالوسط الحضري الذي تقطن به الاف من السكان الذين يعيشون في ظل مشكلة الفقر ومن بين مؤشرات الجريمة في هذه المجتمعات تعاطي المخدرات وترويجها، والتسول ، الانحراف الجنسي، الدعارة ، السرقة الخ .... يؤدي انتشار الجريمة في المجتمعات الي فرض تحديات علي صانعي القرار ومنفذيه ، وكنتيجة للتحولات الاجتماعية العامة التي يشهدها المجتمع فقد زاد اهتمام العامة بالخوف من الجريمة بكل أبعادها ومن الاهتمام به كمشكلة اجتماعية تهدد الامن العام للمجتمع وتتطلب رصد المصادر المناسبة لمعالجته وتحديد الفئات الاجتماعية المتضررة منه . ويتمثل الجانب الوقائي في توفير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الملائمة التي تشجع الفرد علي الابداع والابتكار وتبعده عن الرزيلة والجريمة.. * تذكرة .. امتلأت ردهات وغرف المستشفيات بالظلام والباعوض وصرخات الموجوعين وروائح الصرف الصحي والدم . ان تحالف روائح الصرف الصحي مع العرق والدم والظلام أوجدا واقعا" لا انسانيا" لأن السيد وزير الكهرباء قد قرر استخلاص فاتورته الشهرية حتي وان كان هناك دم . كل الذي حدث وسيحدث هي مشاهد عبر مسلسل العبث اللامتناهي .. * تذكرة أخيرة .. اجتمعت الضباع والطفليات لتقتات علي جثة ماتبقي من وطن .. عصام محمد عثمان داؤود [email protected]