بسم الله الرحمن الرحيم هل تواجه صعوبة في التحدث بالإنجليزية بالرغم من أنك تجيد القراءة والكتابة بتلك اللغة؟ وبالرغم من أنك تستطيع أن تفهم الكثير مما تسمعه بتلك اللغة؟.. إذا كانت إجابتك (نعم).. فأنت تعاني المشكلة التي يعانيها الكثيرون من دارسي الإنجليزية.. فالتحدث هو المهارة الوحيدة التي يصعب عليك إتقانها بمفردك.. إذ لابُدَّ من وجود شخص تتحدث إليه. وهنالك قاعدة لغوية مفادها: "أنك إذا أَرَدْتَ أنْ تتقن أية مهارة من مهارات الإنجليزية فلابُدَّ لك أن تمارس تلك المهارة".. فهذا هو السر بكل بساطة! فأنت لن تتقن القراءة ما لم تقرأ كثيراً.. ولن تجيد الكتابة ما لم تكتب باستمرار.. ولن تصير مستمعاً جيداً ما لم تواظب على الاستماع.. ولن تُطَوِّرَ مهارة التحدث ما لم تتحدث كثيراً. فإذا أرَدْتَ أن تفيد من هذه القاعدة اللغوية في تطوير مهارة التحدث فما عليك إلا أن تبحث عَمَّنْ تتحدث معه بالإنجليزية يومياً.. وبعد أشهر معدودات، سَتُحَلُّ عقدة لسانك وستتحدث الإنجليزية بطلاقة. قد يقول قائل: "ولكن كيف لي أن أجد من يتحدث معي بالإنجليزية وجميع أصدقائي لا يجيدون تلك اللغة؟".. وهذا تساؤل منطقي ومقبول.. ولذلك، اسمح لي أن أُقَدِّمَ إليك أعظم هدية ستفيدك في تطوير مهارة التحدث.. وهي هدية مجانية! فإذا كُنْتَ مُقِيْمَاً في الخرطوم، فهنالك الكثير من أندية النقاش بالإنجليزية يرتادها المئات من الدارسين.. وجميعهم أفادوا منها فائدة عظيمة.. وأنت أيضاً تستطيع أن تفيد منها عندما تقرر ذلك. فهنالك نادٍ (مجاناً) للنقاش بالإنجليزية ينعقد في المجلس الثقافي البريطاني (British Council).. وينعقد يومي الأحد والخميس من كل أسبوع.. يبدأ في السادسة مساء ويستمر حتى السابعة والنصف مساءً.. ويشرف عليه أساتذة بريطانيون.. وهو مفتوح للجميع.. وتستطيع أن تفيد منه في تطوير مهارة التحدث بالإنجليزية. وهناك نادٍ آخر (مجاناً).. وهو نادي مدرسة (الكمبوني) غرب (مستشفى الزيتونة) في شارع السيد عبد الرحمن.. وتَنْعَقِدُ نقاشاته يومي الاثنين والأربعاء من الثانية عشرة ظهراً إلى الثانية ظهراً.. ويومي الثلاثاء والخميس من الرابعة عصراً إلى السادسة عصراً.. وتشرف عليه أستاذة أمريكية.. وتستطيع أن تفيد منه أيضاً. وأُحِبُّ أن أُذَكِّرُكَ أنَّكَ عندما تذهب إلى هناك وتتحدث لأول مرة في حياتك.. فإنك ستضطرب وتجد صعوبة في التحدث.. فعليك ألا تستسلم وتجلس مستمعاً، بل تَحَدَّثْ عندما تحين فرصتك.. وتلعثم واضطرب.. فلن يضحك عليك الآخرون.. أو يسخروا منك.. فأكثرهم قد مرَّوا بهذه التجربة.. وما هي إلا أيام من مواصلة التحدث وصاروا يتحدثون بطلاقة.. وأنت أيضاً تستطيع القيام بذلك عندما تواظب على التحدث. وعليك أن تتذكر أنَّ التحدث وَحْدَهُ لن يجعلك مُتَحَدِّثَاً بارعاً.. إذ لابُدَّ لك أن تتقن مهارة الاستماع أَوَّلَاً.. لأنك ستتحدث بالكلمات التي سمعتها من قبل.. فالطفل يقضى عامه الأول في الاستماع ثم بعد ذلك يُرَدِّدُ الكلمات التي سمعها.. وبعد سنوات، ينطلق في التَّحَدُّثِ.. ولذلك فإنَّ الأشخاص الذين يولدون بمشكلات في السمع لا يستطيعون التحدث. إذن استمع كثيراً ثم ابحث عمن تتحدث معه بعد ذلك.. فإن لم يكن في منطقتكم أندية للنقاش.. فعليك أن تُشَجِّعَ أصدقاءك وأشقاءك على التحدث بالإنجليزية.. أو أن تؤسسوا نادياً صغيراً للنقاش.. وحاول أيضاً أن تكتسب اصدقاء أجانب يتحدثون معك بالإنجليزية.. وهنالك أيضاً مواقع إلكترونية ستجد فيها من يتحدثون معك بالإنجليزية عبر الإنترنت.. وتستطيع أيضاً أن تتحدث مع نفسك أمام المرآة في كل صباح.. أو تسجل كلامك على جهاز تسجيل وتستمع إليه. فإذا واظبت على الاستماع والتحدث يومياً، ستصحو يوماً وأنت تتحدث الإنجليزية بطلاقة.. ولا شَكَّ أنه سيأتي يوم وتجد فيه نفسك مضطراً إلى التحدث بالإنجليزية.. وقد يكون ذلك في معاينة عمل مصيرية، أو في مقابلةٍ مُهِمَةٍ مع أحد الأجانب.. ومن الأفضل لك أن تستعد لذلك اليوم منذ الآن بدلاً من أن تلوم نفسك بعد فوات الآوان!! * في صفحتي على الفيسبوك ستجدون بعض المقالات عن تعلم الإنجليزية.. فمرحباً بكم. فيصل محمد فضل المولى [email protected]