1 *** ارتفع همس الناس بشدة في السودان ليصبح عاليآ في كل مكان بعد ان وضح وبلا جدال ان عمر البشير يتعمد عدم تهنئة الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسى كفائز أول بمنصب رئيس الجمهورية فى الانتخابات الرئاسية التى جرت على مدار أيام 26 و27 و28 من مايو المنصرم، وكان مفروضآ دبلوماسيآ ، ان يكون عمر البشير هو اول من يهنئ السيسي سابقآ بذلك كل الرؤساء الاخرين، علمآ بان السيسي وقبل ايام قليلة مضت قد قام بتهنئة البشير بنجاح العملية في ركبته، ولم نسمع ان البشير قد رد التهنئة باحسن منها!! 2 جاءت ااخبار لتفيد، ان عاهل المملكة العربية السعودية كان اول المهنئيين للرئيس السيسي وخاطبه خادم الحرمين مهنئا: "توكل على الله واستعن برجالات مصر الأكفاء"، وبعدها انهالت تهانئ الرؤساء من كل حدب وصوب علي السيسي الا من الرئيس الجار لمصر (الحيطة بالحيطة)!! 3 ان ذاكرة التاريخ لاتنسي، وهناك حادثة شهيرة سخرت منها الجماهير كثيرآ في السودان وقطر، وهي حادثة غريبة لها علاقة بالمقال، فعندما تم تنحي الشيخ حمد لابنه تميم في يوم 25 يونيو 2013، وقبل ان يقوم الشيخ تميم باداء القسم تمهيدآ لتولي زمام الامور واستلام السلطة بشكل رسمي، سافر اليه عمر البشير للتهنئة!!، ولم يكن الشيخ تميم في استقباله، وانما وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية!! *** لقد كانت زيارة غريبة عجيبة مخالفة للبروتوكول الدبلوماسي، واضحكت الدنيا العالميين علي الرئيس السوداني، الذي وبعد 24 عامآ من حكمه مازال في ( سنة اولي دبلوماسية)!! ، لقد دخلت هذه الزيارة الفضيحة علي البشير ب"الساحق الماحق"، واحرج نفسه ونظامه، فالوقت لم يكن مناسبآ علي الاطلاق للزيارة وتقديم فروض الطاعة والولاء!! 4 *** ومرة اخري نعود لقصص البشير الغريبة التي لاتخلو من التهكم، فهناك حادثة اخري ايضآ اضحكت الناس علي البشير الذي لا هو ولا من معه من كبار الساسة والمستشاريين في نظامه يفهمون ويفهمون ابسط ابجديات الدبلوماسية والتعامل الراقي في تعاملهم مع الاخرين، وتقول اصل الرواية، انه وبمجرد ان فاز عمر البشير بالولاية الثانية في ابريل 2010، وقبل ان يقوم باداء القسم، او حتي يتلقي التهانئ من رؤساء الدول، طار الي "شرم الشيخ" ليهنئ الرئيس المصري السابق حسني مبارك بنجاح العملية التي اجراها في المانيا!!، وكانت التوجيهات الطبية وقتها قد صدرت لجميع المسؤوليين في مصر بعدم زيارة الرئيس المريض لحرج الحالة، الوزراء وكبار رجال الدولة نفذوا القرار بحذافيره وابتعدوا عن "شرم الشيخ"، واستغربوا من وصول البشير بدون سابق اخطار!!، بل وكان الاكثر استغرابآعندهم :( قدوم البشير الذي لم يؤدي القسم في بلده، ويجئ طائرآ ليطمئن علي صحة مبارك!!، وكانما السؤال عن هذه الصحة اهم الف مرة من اداء القسم)!! 5 *** من سخريات الشارع السوداني علي تاخير تهنئة البشير للرئيس المصري السيسي، ان البشير ينتظر تهنئة الشيخ تميم وبعدها سيقوم هو بارسال تهنئته:(عيب ان يسبق صاحب الوديعة ويبادر بالتهنئة)!!، وتكمن المشكلة عند البشير لو رفض تميم بتاتآ ارسال تهنئة لمصر!! 6 *** كلمة اخيرة نقولها لعمر البشير بصدق، السيسي اصلآ قانع بشدة من تهنئتك ولايتوقع منك اي مبادرة طيبة، ولكن ياعمر، كان الواجب عليك ان تتذكر ان نبينا الكريم محمد قد (اوصانا بسابع جار)، ومصر أخت بلادي ياشقيقة هي اقرب جار، وسيظل اقرب واعز جار بكري الصايغ [email protected]