سعدت اليوم ايما سعاده بانضمامي لمجموعة ابونا الشيخ البرعي طيب الله ثراه , ان معرفتي بالبرعي منذ الصغر , كان ذلك في بداية الستينات من القرن المنصرم ,حينما بدا اهلنا من دار الريح يشدون رحالهم الي زريبة ود وقيع الله, ولم اخفي سخريتي برحلة احد ابناء اهلي معنا باللوري ونحن وجهتنا خور طقت وهو كانت وجهته الزريبة, فضحكنا مع احد اصحابي الذي قال لي معلقا زولك يمكن فاكر الزريبة سوق شيه ومريسه, اذ ان صاحبنا مشهور عنه ولعه بمثل هذه المواقع , كانت كردفان يومها ضحية التخطيط الاستعماري الذي أزره بعض ابناء الوطن في السعي الجاد لنشر الفساد والافساد لمحاربة اثار التدين التي تركتها المهدية , وقد اوصلوا الناس الي انلا يرو عيبا من الوقوف في صفوف الدعارة او الجلوس والتحلق في ساحات الاندايات , وقد ساعد في هذا الافساد الفلوس التي تجمعت في ايادي ابناء التجار الذين كان يطلق عليهم الجلابة , تلك المرحلةهي مرحلة يستحق ان يطلق عليها مرحلة التمكين الاولي , وقد نتج عنها افساد شبيه بالذي يحدث اليوم , في هذه الاجواء وفي الاسواق التي غالبا ما كانت تقام للمشروب والمنهوب , حيث تتعالي اصوات السكاري بالغناء , فيدخلون الاسواق علي ظهور جمالهم يتسابقون ويخرجون هم ثملون يتساقطون من عليها ايضا , وغالبا لن يخلو السوق من مشاجرات لاتفه الاسباب وديات( بفتح الدال) ترتكب وهي قتل الرقبة , وقد يقتل في الدية الواحدة عدد من الناس, وكثير من التعديات السافرة علي العروض والمال . هذا لا يعني ان الحال كانت تنعدم فيه الاشراقات . في هذه الظروف وعلي استحياء , دخل طار البرعي الاسواق مع الداخلين , كان ابتداء صوت يميز السوق كصوت نافخ الكير الذي تتناغم ضربات صبيانه للحديد الساخن محدثة نغمة تميز السوق , او صوت الطاحونة التي تدقق العيش , ليكون مع جلبة اهل السوق , وصوت الطار رنة موسيقية خاصة . رأي الشيخ ان يلحن المديح بترنيمات الاغاني المالوفة للناس , كل هذا كان امعانا في جذب الناس الي ساحات الطار الذي اطلق عليه فيما بغد المديح وذلك حينما تجاوز بهم الشيخ المرحلة الاولي وهي مرحلة جذبهم الي ساحة الطار ليتجاوزوا ايقاعه الراقص الي معاني ما يقال والملاحظ انه كان من ضمن الذين يرتادون حلقه الطار بعض من السكاري , لا احد يتامل كلمات المادحين قدر ما يتامل الحالة التي يركض فيها احدهم خلف المادح , ويلقي في النهاية بقطعة من النقودعلي الخرقة المطروحة لذلك, كنا نعتقدهم في زمرة المتسولين , وكان المرور بحلقة الطار فقرة من فقرات السوق, وقد غالطني احد الشباب يوما ان المداحين يشربون الخمر زي كل الناس , فاشترطنا , وقمنا بدفع مبلغ لاحد معارفنا طالبين منه ان يعزمهم بعدالحلقة في راكوبة صاحبة الخمر ويجيب ليهم شيه ومريسه , فقبلوا الشية لكنهم رفضوا اي انواع المشروبات حتي الانواع الخفيفة المصنوعة من البلخ--في الحلقة القادمة نتابع الاثر الاجتماعي للبرعي [email protected]