تعقدت عملية انتخابات الجالية السودانية بدولة قطر دورة "2014- 2016" بعد الخلاف القانوني حول القرار(4) لسنة 2014، الذي أصدره السفير وفسرته لجنة الانتخابات بضوء اخضر لتعديل مقاعد 22 فئة، ونتج عن ذلك تأخير الترشيح الذي كان مقررا الجمعة الماضية 13 يونيو، ولم يتضح متى تستأنف العملية الانتخابية. في غضون ذلك،خرجت لجنة اﻻنتخابات بحل أسمته" توفيقي"بان تحتفظ كل الفئات بعدد مقاعدها وإلغاء مقاعد الزراعيين ورجال اﻻعمال و رفع الفئات التي زاد التسجيل فيها عن 100 إلى 3 مقاعد، وهو ما يرفضه الجميع لمخالفته النظام الأساسي فضلا عن إقصاء فئتين دون مبرر قانوني ما يعكس عدم احترام الأخر وإهدار الحقوق ومحاولة الهيمنة واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب سياسية ولو ب"انقلاب ابيض" مهد له بقرار لتحقيق أغلبية زائفة،في تمرين ديمقراطي يعوزه التحكيم النزيه . وبدأت إرهاصات "الانقلاب الأبيض" منذ العام الماضي بمذكرة للمؤتمر الوطني – فرع الدوحة إلى جهاز المغتربين تقترح تعديل النظام الأساسي بشروطه ، وأجهضت المذكرة بكشفها ونشر تفاصيلها .ورافق الانتخابات الحالية حملة تشويه متعمدة للجالية المنتحبة برئاسة الدكتور عثمان بشير، بصورة تجاوزت أدب الاختلاف إلى "قلته" ودخول أجهزة رسمية في الخط بنشر خبر مسرب وبصيغة واحدة عن مزاعم بجود تجاوزات نشرته بعض صحف الخرطوم فيما يشبه "حصة الإملاء" التي غاب فيها الضمير المهني والأخلاقي ،وكان العنوان" الفساد يتجاوز الحدود"،فضلا عن محاولة ضعاف النفوس لتشويه مواقف رابطة المرأة – أهم مكونات الجالية تولى كبرها "الطبل" الاجوف. الخلاف القانوني حول من له حق تعديل النظام الأساسي، لم يحترم إطاره، وباتت السفارة طرفا في الأزمة الحالية، وكان يمكن أن تكون ضامنا للنظام الأساسي 2005، وتحافظ على سير العملية الانتخابية، كما جرت خلال الدورات السابقة، وتجنب أي تفسير خاطئ لاختصاصات لجنة الانتخابات، أو إي إخلال بسير العملية الانتخابية ،ولا زالت الفرصة قائمة استكمال المسيرة الديمقراطية والعملية الانتخابية وضمان مسيرتها وليس إجهاضها بقرار يجيره طرف لمصلحته وفي ظنه انه مسنود بمنطق "القوة". عدم الالتزام بالنظام الأساسي ومحاولة ضربه، وفرض تعديل المقاعد ، يجري على قدم "عرجاء"،وبدأت في الأفق تلوح محاولة لتسوية ، تمهد لبلع حبة"الكينين" المرة بعطنها في سكر "الوفاق" ، لتمرير خرق النظام الأساسي 2005، بمعادلة " بقاء المقاعد لكل الفئات وشطب الزراعيين ورجال الأعمال ورفع الفئات التي سجلت 100 وأكثر إلى 3 مقاعد " وتلك قسمة ضيزى في مائدة اللئام و"المبلسون"! في المحصلة، الجميع أمام اختبار تاريخي، من نتائجه- إذا سارت الأمور كما يشتهي "سدنة" المؤتمر الوطني- فإن الناس ، سينقسمون إلى فسطاطين، بالعودة إلى المربع الأول والى سيرة "الزارعنا" يقلعنا، والى "سلم تسلم" وسيتحملون وزر هذا الانشقاق ، ومحاولة جر الجالية إلى بيت الطاعة ! [email protected]