من المعروف أن الحوار يكون بين طرفين حول قضية ما متفق عليها بين الطرفين ليصلا بعد الحوار إلى حلول ترضي الطرفين هذا بالنسبة للمسائل العادية مثل منازعات الحدود واللمتلكات وغيرها من الأنماط المعروفة أما في حالة الحالة السودانية فالأمر يختلف لأن الوضع يتعلق بمصير دولة ومستقبل أمة وفي هذه الحالة يتحتم على المتحاورين الإتفاق على مبادي تضع الثوابت الوطنية في الإعتبار وهي معروفة بالنسبة للدول الإخري وفي هذه الحالة ومادام الطرفان متفقان على الثوابت تكون أهداف الحوار معروفة ومحددة وبالتالي يوقن الطرفان بأن النتائج لا محالة سوف لن تنحرف عن محور الثوابت ومن هذا المنطلق فإذا نظرنا لأهداف كل طرف نجد أن أهداف أهل السلطة تتمثل في قيام دولة الخلافة الأسلامية في السودان كنواة لدولة الخلافة الإسلامية التي يعمل لها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتؤكدها الحيثيات الماثلة أمامناوتجربة الإخوان في مصر وليبيا وتونس وما يجري حاليا في العراق وسوريا ويؤكد ذلك ماجرى في السودان خلال الخمسة والعشرين عاما من حكم الإخوان من جهاد ونفير أفضى إلى إنفصال الجنوب بسبب طبيعة الحرب الدينية التي ترتبط بدولة الخلافة المزعومة ويؤكد ذلك سياسات الحكومة الخارجية التي أضرت بمصلحة الوطن على حساب مصلحة الهدف ومن ناحية أخرى إذا نظرنا إلى أهداف الطرف الآخر وهو المعارضة بكل ألوان طيفها نجد أن الهدف يتمثل في تفكيك دولة الحزب الواحد لإنشاء دولة المؤسسات المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات مما يؤكد بأن الهدفين يسيران في خطوط مستقيمة ولن يلتقيا أبدا ولن يتنازل أي طرف عن أهدافه من الحوار ولن يصل الحوار إلأى نتائج تنقذ الوطن وتوقف الإنهيار المريع الذي ينتظم الوطن ويؤكد ذلك التصريحات العنترية التي يطلقها منسوبو المؤتمر الوطني من شاكلة البديل للحوار هو قيام الإنتخابات وقيامهم بإعداد قانون الإنتخابات والحديث عن ولاية رابعة للرئيس والتهكم من الذين يتكلمون عن تفكيك دولة الإنقاذ مما يدل على أنهم لايعترفون أصلا بأن هناك مشكلة في السودان إذن هدفهم هو الإستمرار في الحكم للمحافظة على مصالحهم ومصالح الشعب والوطن في ألف داهية ومن هذا المنطلق أن الحديث عن تهيأة الأجواء مثل بسط الحريات حديث غير مجدي لأن الحوار نفسه غير مجدي مادام الطرف الأقوى والذي بيده السلطة لا يعترف بالمشكلة ويعتقد بأن إستماره في الحكم هو الحل ولا يمكن أن يتنازل عن الهدف الذي من أجله إستولى على السلطة وقدم التضحيات ونسأل الله السلامة سيد أحمد الخضر [email protected]