تؤكد ملابسات اعتقال المناضل ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني في الثامن من يونيو 2014، بما لا يدع مجالاً للشك، ضعف نظام الإنقاذ وتخبطه وتململه لكن في الجانب الآخر تكشف عن حقيقة مهمة هي الخوف من هذا الرجل القوي لأسباب عديدة منها: 1- ارتبط اسم ابراهيم الشيخ وحشود المنتمين لمؤتمر الطلاب المستقلين في الجامعات والمعاهد العليا السودانية بأشرس أنواع النضال السلمي الذي أدى إلى تفجير انتفاضة مار - أبريل 1985 المجيدة. ولا اعتقد أن اثنان يختلفان في الدور القيادي لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم آنذاك والذي كان يرأس مجلس اتحاده الاربعيني ابراهيم الشيخ فيما يرأس لجنته التنفيذية المكونة من مؤتمر الطلاب المستقلين والقوى الديمقراطية الباشمهندس عمر الدقير. وخارج إطار الجامعة كانت هنالك شخصيات نافذة في النقابات المؤثرة في ذلك الوقت مثل الدكتور الفاتح السيد القيادي الحالي في حزب المؤتمر السوداني والذي كان جزءً فاعلاً من نقابة الأطباء التي أسهمت بدور ملحوظ في انتفاضة 1985 أيضاً. 2- حزب المؤتمر السوداني يقوم على مبادئ وأسس أصيلة نابعة من الوجدان السوداني وهو الحزب الأقرب إلى الكثيرين من أبناء الشعب ولهذا السبب كان أول ما فكرت فيه عصبة الإنقاذ هو سرقة الأسم اللامع فعملوا في ليلة ظلماء على تسمية حزبهم باسم حزب المؤتمر الوطني الذي كان الاسم الأساسي والأول لحزب المؤتمر السوداني، ولعمري هذه الخطوة المضللة تكشف مدى إدراك جماعة الأخوان المسلمين لحجم ومقبولية مؤتمر الطلاب المستقلين في الجامعات والمعاهد العليا السودانية لذلك أرادوا منذ البداية قطع الطريق أمام الكيان الذي يعبر عنهم في الشارع السوداني. 3- أكدت السنوات الماضية أن ابراهيم الشيخ هو أنشط رؤساء الأحزاب في الشارع السوداني بدليل مواقفه الثابته وتواجده الدائم في أوساط الشباب في التظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن السودانية في مناسبات عديدة خلال الفترة الأخيرة. 4- التواجد القوي لحزب المؤتمر السوداني في الأقاليم، حيث تؤكد الظروف المكانية والزمانية التي اعتقل فيها ابراهيم الشيخ مدى خوف النظام من هذا التمدد الطبيعي. 5- ظل حزب المؤتمر السوداني بين القليل من الأحزاب الموجودة في الساحة السودانية التي تمسكت بمواقف واضحة فيما يتعلق بمسرحية الحوار التي ابتدعها النظام في محاولة يائسة لنيل الشرعية لممارسة المزيد من الفظائع والجرائم في حق الوطن ومواطنيه. [email protected]