منذ أن إنطلقت الدعوة الإسفيرية للتوقيع على مذكرة لإطلاق سراح محمد صلاح وكافة المعتقلين السياسيين، وللتنبيه لما يتعرضون له لأشد أنواع التعذيب اللاإنساني، و بنحو إسبوع تقريبا الرابط: https://secure.avaaz.org/en/petition...vists/?kAWEJfb ظللت أراقب عدد تلك التوقيعات والتي توقعتها أن تصل لعشرة ألاف في غضون ساعات أو يوم على الأقل وهذا هو الرقم المطلوب للوصول إليه لتقديمه للسلطات الخائبة للإفراج عنهم. ولكن إلى اليوم لم تتجاوز التوقيعات ال 1500 توقيع. وإستغرابي يأتي من أن بعض الأخبار التي تقرأ قد يصل عدد قراءها إلى العشرة والعشرين ألفا، أيغلب هؤلاء الدخول والتوقيع والموضوع لا يحتاج غير تسجيل البريد الإلكتروني والإسم ثم الضغط على توقيع. بصراحة، لقد أحبطت إحباطا جما وأصبت بخيبة أمل كبيرة. في مصر القريبة كانت التوقيعات سببا في إسقاط نظام عصابة الأخوان الإسلاميين. فقد قامت حملة "تمرد" بجمع تويقعات المصريين لخلع الرئيس محمد مرسي. وفي غضون أقل من شهرين تقريبا إستطاعت أن تجمع الحملة حوالي 23 مليون توقيع مما أدي بعد ذلك لخروج الجماهير والشعب وإسقاط حكم الاخوان في ثورة 30 يونيو 2013. وعليك أن تلاحظ بأن هذه التوقيعات لم تكن إلكترونية بل ورقية، بحيث جاب شباب الحملة كافة المدن المصرية وتحصلوا على تلك التوقيعات يدويا. المضحك المبكي إن السيد الإمام الصادق أراد أن يحاكي حملة التوقيعات المصرية لإسقاط الكيزان، ولا أحد يدري ما حدث للحملة ولا أعلم كم من التوقيعات جمعت!!. كلام في كلام يا ... لا أدري ماذا دهانا؟!. إن هؤلاء المناضلين، ليسوا قادة أحزاب ولا سادة ولا أأمة ولا من أوجه المعارضة البارزين، ولا من الصحفيين المخضرمين والذين إذا أعتقلوهم لم يمسوهم بسوء بل أنزلوهم في معتقلات خمس نجوم، ولكنهم منكم أيها السودانيون. إنهم من البسطاء والفقراء الذين يكافحون الظلم ويقولون كلمة الحق في وجه السلطان الجائر. إن صيتهم لم ينتشر إذا أعتقلوا والكثير منكم لا يعرفهم لأنهم ليسوا كالنجوم التي تلمع في سماء الوطن وتوهمك ببريقها ولمعانها وهي أساسا ماتت قبل ألالاف أو ملايين السنين وتحولت لثقوب سوداء. إنهم شموع تحترق في صمت في جوف ذاك الظلام الدامس لتروا بصيصا من النور فتطمئنوا وتقولوا: أليس الصبح بقريب. أيها االسودانيون إن هؤلاء الشرفاء ضحوا براحة بالهم ووقتهم ومستقبلهم وأنفسهم وأهليهم من أجلكم لكي يكون لكم غد مشرق في هذا الوطن. إنهم مستعدون أن يموتوا شهداء في سبيل ذلك. إن هؤلاء الأبطال قد يعيشون الخذلان ويشعرون بمرارة الخيانة الآن ولكنهم لا يشعرونكم وسيظلوا صامدين من أجل نشر ولو قليل من الوعي، والإسهام في إحداث ثورة التغيير التي ستأتي بالفجر. لا أملك إلا أن أكرر ما قلت في مقالي "محمصة الشرفاء": "أسوأ مكان فى الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد فى المعارك الأخلاقية العظيمة" -مارتن لوثر كنج. و أدعو و أكرر النداء مجددا. فكل واحد فينا من المفترض أن يجتهد لتوصيل هذا النداء لكل جهات إتصاله بالفيس بوك أو البريد الإلكتروني. فإذا لم نفلح في هذا الإختبار البسيط، فمتى سننجح كسودانيين أن نكون يد واحدة أصلا وكيف لنا أن نسقط نظام عصابة الإسلاميين إذن؟ [email protected]