الكلمات التي قالها رئيس وزراء ايطاليا ماتو رنزي وبجانبه نائب وزير خارجيته لابو بستلي عندما هبطت الطائره التي تقل مريم ومايا علي الاراضي الايطاليه, ذكرتني صديقي وتوأم روحي المرهف ابوعركي البخيت واغنيته الخالده " غنو معانا غنوة العيد والفرح" . قالها سيادة رئيس الوزراء بلسان ايطالي والفرح يتدفق بين جنباته ( اليوم نحن سعيدين جدا..اليوم هو يوم الاحتفال). ياسيادة رئيس الوزراء, اليوم نحن وكذلك عموم المسلمين اكثر سعاده منك ومن عركي لان الله قد تقبل دعاءنا واثبت لنا انه لن يرضي باغتيال المرتد اذا افترضنا ان السيده مريم قد كانت اصلا مرتده. هذا اليوم, وكما قال احد القراء الالكترونيين, لم ينقصه شئ سوي غياب السيده اميره قرناص زوجة وزير الخارجيه علي كرتي وسفيرتنا في روما. فحضورها كان مطلوبا حتي من اجل مشاركة اللحظه الاخيره لانها لاتزال المسئوله عن مريم في الاراضي الايطاليه وليس رئيس الوزراء. بهذا الخبر تكون كل تلك (الجوطه) التي قام بها رموز الاسلام السياسي متمثله في علماء مسلمينا في السودان ومؤيديهم قد (طلعت شمار في مرقه) ولم يتبقي منها سوي رذاذ ذلك المنشور الذي وزعته جماعة (حمزه لمحاربة الالحاد والزندقه) والذي لاندري ان كان هذا الاسم ثوريا ام صحابيا مرتبط بالرسول ام مجرد اسم من نسج الخيال لتخويف وترويع المسلمين الامنين امثالنا. مع انه لا يوجد الحاد او ذندقه في السودان اكثر من تنصيب جماعه متفلته نفسها (الراعي الرسمي) للاسلام. بمجرد الهبوط الامن في مطار روما (وليس الاقلاع من مطار الخرطوم او حتي مرور الطائره فوق الاراضي المصريه) يكون الله قد رفع البلاء عن الاسره الكريمه وخصوصا (مايا) الصغيره. وتكون مريم قد استيقظت من كابوس مخيف لتجد نفسها في حدائق الحريه الممتده في كنائس الفاتيكان محاطه برجال ونساء لا تفارق الابتسامه شفاههم. هنا يمكنها ان تعبد الله او لا تعبده, ان تذهب الي الكنيسه او المسجد, ان تصلي او لا تصلي فتلك مشكلتها مع خالقها لا دخل لاحد فيها حتي البابا الذي مد يدا حنونه لتدفئتها من شرارات الغضب التي اشعلها في جسدها أئمه المساجد الذين ملؤو قلبها رعبا اثناء محاكمتها وسجنها. فالبابا يعلم تماما ما جاء في الانجيل ان ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). الان وقد انتابنا السرور بعتق (السيده مريم) رجعنا نتساءل وماذا عن بقية خلق الهي الذين يئنون يوميا تحت جبروت وظلم الكيزان في الخرطوم, وماذا يخبئ لهم القدر في مقبل الايام؟ فقد صارو كمن يمشي في حقل الغام دون ان يدري متي ستنفجر في وجهه. ربما يكونو امنين اليوم بغض النظر عن اين يسكنون, فهل هذا يعني انهم سيكونو امنين غدا او بعد غد مع وجود هذا الكم الهائل من فقهاء السلطان الذين (يولفون) فتواهم حسب الظروف بطريقه مضحكه ومثيره للغثيان في نفس الوقت؟ قلناها من قبل ونظل نكررها الي يوم يبعثون ان الاسلام السياسي ماهو الا ثور هائج يرتدي لباس الدين ليذر الرماد في العيون من اجل تحويل الثروه والسلطه من يد المواطن الفقير المسكين الي سكناته. المصيبه ان الفتاوي ستتكرر يوميا مادامت الدوله تمتلك المال ومادام هنالك رجال ونساء يستخفون بعقول اهلنا الطيبين فينسجون من خيالهم قصص لا علاقه لها بالرسول او الصحابه سوي كلامها المنمق الجميل. نحن ندعو الله في هذه الليله المباركه ان ينتقم لنا من كل الذين يتكسبون باسم الدين اذا كانو أئمه مساجد, او شيوخ, او مقدمي برامج دينيه او (ناجري فتاوي) خصوصا اولئك الذين يعملون في مؤسسات دينيه كالذكاه والحج والذكر والذاكرين ولجنه استقبال شهر رمضان ووداعه والقائمه تطول. فهؤلاء الكيزان لم يتركو اسما اسلاميا حتي اسسو له عملا تجاريا ساعد في افقارنا افقرهم الله يوم القيامه. فقديما كان اباؤنا الصالحين ينفقون من حر مالهم للدين اكثر مما ياخذون منه. Follow me in twitter@elrazi_elrazi [email protected]