تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    إبراهيم نصرالدين (درمي).. صخرة دفاع أهلي الكنوز وطمأنينة المدرجات    والي ولاية كسلا يشهد ختام دورة فقداء النادي الاهلي كسلا    بعثة نادي الزمالة (أم روابة) تغادر إلى نيروبي استعدادًا لمواجهة ديكيداها    الخارجية البريطانية: مستقبل السودان يقرره شعبه    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان    توجيهات مشدّدة للقيادة العسكرية في الدبّة..ماذا هناك؟    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ موسي هلال وشِيعَته يُنكِرونُ ضوء الشمس من رَمَدٍ(1)
نشر في الراكوبة يوم 31 - 07 - 2014


بقلم/ عبد العزيز سام- يوليو 014
(أي زول عارف أنو الدعم السريع دي ياها زاااتها عصابات الجانجويد!) الأستاذ إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني لوفد حكومة المؤتمر الوطني من داخل معتقلِه في العيد.
خبر العيد (الراكوبة): إلتقي وفد رفيع المستوي من حزب المؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان برئيس حزب المؤتمر السوداني الأستاذ إبراهيم الشيخ داخل معتقله، وإجتمعوا به في جلسة مغلقة بمكتب مدير السجن وعرضوا عليه اطﻻق سراحه وسراح كافة المعتقلين من أعضاء حزبه نظير تراجعه عن تصريحاته بشأن قوات الدعم السريع واﻻعتذار عنها فرد عليهم قائلا: (أنتم نظام مجرم يجند العصابات ويجيش المليشيات القبلية ويؤجج الصراعات بين مكونات المجتمع السوداني.. أنتم على أتم استعداد لمزيد من القتل والنهب والتدمير وإحراق ما تبقى من الوطن في سبيل الحفاظ على سلطتكم.. يجب أن ترحلوا وإن لم تفعلوا فسيقتلعكم الشعب وسيكون مصيركم قاسياً ﻻ يستطيع أحد التنبؤ بمدى سوئه.. بعدين انتو بتغشو في منو؟! في روحكم؟! أصلاً أي زول عارف أنو الدعم السريع دي ياها زاااااتها عصابات الجانجويد! شوفو هنا عشان ما نكثر ونقلل، أنا لن أخون ثقة هذا الشعب.. وكان أقعد في السجن ده مائة سنة ما بتراجع وما بعتذر.)
وأكرر ما قاله هذا الرجل المحترم إبراهيم الشيخ البطل الوحيد الباقي في هذا السودان الفِضل، ولكن في حق الشيخ موسي هلال زعيم "مجلس الصحوة السوداني المزعوم" وأقول (كل من يمد يده لزعيم الجنجويد ومؤسسها الشيخ موسي هلال ويوقع معه المواثيق والعهود هو شخص/ جهة تستخف بدماء وضحايا الحرب اللعينة في دارفور التي حرقت وأبادت مواطني دارفور المدنيين العزّل، من يفعل ذلك يتضامن مع مجرم دمر البلاد وحرق العباد وما زال، من يفعل ذلك يؤجج الصراعات ويشعل نيران الفتنة بين مكونات الشعب السوداني بدلاً من البحث عن الحق والعدل والقصاص ورد الحقوق إلي اهلها.. من يفعل ذلك لا يغش إلا نفسه.. في الأصل أي زول عارف أنو موسي هلال ومجلس صحوته المزعوم دا ياهو زااااتو عصابات الجنجويد! ومن ينكر ذلك ويلتف علي الحقيقة يخون ثقة الشعب السوداني فيه ويتاجر بدمائه وشرفه وكرامته التي أهدرها الجنجويد ومجلس صحوتهم ودعمهم السريع وحرس حدودهم وشرطتهم الظاعنة والمستريحة وقوات أبوطيرة وهلمجرا إلي لدن عمر بشير راس الكفر والإجرام الملطخ كله بدماء الأبرياء وشرف الحرائر وكبرياء الرجال وبراءة الأطفال الذين أحرقهم الجنجويد برميهم مكتوفين في النيران بعد إشعالها. ولو نناضل لأجل ذلك مئة ألف عام لن نتراجع عن قول أن موسي هلال هو راس فتنة الجنجويد، وهو الحريق الذي أفني دارفور، هو رأس الفتنة الكبري التي قسمت دارفور إلي زرقة وعرب ليبرر قتل الزرقة لأنهم خرجوا عن طوع أسيادهم العرب في الخرطوم، يقصد عمر البشير والعصابة الحاكمة.) مثل هذا الشيخ موسي هلال أتي إلي دارفور لأسباب نعلمها ويعلمها الكافة ليدعي أنه في مأمورية بأمر عمر بشير ورئيس البرلمان لإجراء مصالحات بين القبائل!! والسؤال هنا: من الذي خرَّب ما بين القبائل من وئام وصلات طيبة ومشتركات مقدسة عبر القرون غير موسي هلال وجنجويده؟؟ مالكم كيف تحكمون، من الذي فتت النسيج الإجتماعي وفتن الفتنة الكبري في دارفور غير موسي هلال وجنجويده؟؟ ثم متي كان الجلّاد هو القاضي العادل ليفصل بين خصومات الناس؟ ومتي كان المجرم والجاني القاتل هو الحكيم الذي آتاه الله الحكمة والفصل مثل سيدنا داؤود عليه السلام؟؟ موسي هلال ومجلس صحتوه يفقدون الشئ ولا ولن يعطونه، هي قاعدة حكيمة "لاتينية قديمة" قامت عليها أعظم قواعد الحق والعدل في القانون العام، تقول: Nemo Dat Coud Non Habit، وتعني بالعربية: "فاقد الشيئ لا يُعطِية" وبالإنجليزية: " No one gives what he doesn't have" وتعنِي لمجلس الصحوة وموسي هلال: لا يمكنك أن تحرق دارفور يا "هولاكو إبن جنكيز خان" تم تدَّعِي أنك من ستعيد بناءها وتحقق الصلح وتعمم السلام في ربوعها، فأنت ملك الشر وحده، أما الخير فأنت لا تملك منه مثقال ذرّة.
يا موسي هلال زعيم الجنجويد ومجلس صحوتهم المزعوم، يا آلة الموت والدمار والهلاك إنك ومن شايعك وتحالف أو تفاهم معك تنكِرُون ضوء الشمس من رمدٍ، وقد سمعت متحدثكم يتنكر ل "راديو عافية دارفور" بتاريخ 27/7/2014م المدعو/ أحمد محمد أبكر لضحايا دارفور وأسرهم إرتكابكم إية انتهاكات في دارفور!! وجاء الخبر علي النحو التالي: (الخبر الرئيسي: هلال يعلن إستعداده للمثول أمام محكمة الجنايات لتبرئة نفسه من أي تهم في دارفور. نفي مجلس الصحوة الثوري السوداني الإتهامات الموجهة لرئيسه الشيخ موسي هلال بإرتكاب انتهاكات في دارفور وقال المتحدث بإسم المجلس أحمد محمد أبكر أن هلال علي إستعداد للمثول أمام أي جهة لتبرئة نفسه من تلك التهم حتي لو كانت محكمة الجنايات الدولية، وأضاف لعافية دارفور مجلس الصحوة الثوري السوداني ينفي بشدة الإتهامات.. ومؤخراً رفض نازحون ولاجئون في دارفور مذكرة التفاهم بين الشيخ موسي هلال والحركة الشعبية قطاع الشمال، بحجة أن هلال جزء من النظام ومتورط في إرتكاب إنتهاكات بحق المدنيين في دارفور.) إنتهي الخبر.
يعلم الداني والقاصي وتعلم الدنيا كلها أن موسي هلال هو مؤسس الجنجويد 2002- 2003م وهو من لبَّي نداء البشير وفق إعترافاته بلسانه، وهو من حرق القري وقتل الناس لأنهم "زرقة" متمردون علي نظام عمر بشير "العربي"، دعونا نتحدث بلغة بسيطة يفهمها كل الناس دون تمييز بسبب التعليم والفهم، الجنجويد بقيادة عرّابِها موسي هلال ضالعة إلي إذنيها في أي قرية احرقت في دارفور وفي كل نفس أزهقت دون حق، وفي كل إمرأة أغتصبت بظلم وإنتقام، وفي كل نفس عذب واحرق بالنار وفي أي كرامة أمتهنت وأهدرت وفي أي إهانة وجهت للناس بسبب ألوانهم وأعراقهم، موسي هلال الذي هو في حقيقة أمره "موسي هلاك" هل أنت مُذنِب أم غير مُذنِب، تعترف أم نسوق ضدك الدليل؟ طيب سنسوق حفنة من أدلة "غير المباشرة" أرجو أن تدفع الشيخ هلال وجنجويده إلي الإنهيار والإعتراف بغية الإنتقال إلي صفحة أخري من هذه المتاهة:
1- أشرفت الحكومة عبر الشيخ موسي هلال علي تكوين مليشيات الجنجويد ودعمتها بالأسلحة والعتاد لتقوم بحرب الوكالة والنيابة ضد الحركات المسلحة نظير مزايا وصلاحيات منحتها لهم الحكومة ويتجلي ذلك في جملة شواهد اهمها.( )
- قال الرئيس عمر بشير يوم 31/12/2004م وهو يخاطب اهالي قرية كلبُس: أن الحكومة تولي أهمية قصوي لدحر التمرد و هزيمته وإستئصال شأفته.. وإن الفرسان سوف يكونون من الأسلحة التي نستخدمها إلي جانب الجيش. (الفرسان هم الجنجويد بقيادة موسي هلال يستخدمهم الحكومة كما قال البشير لتدمير دارفور.)
- في يوم 24/04/2004م صرح الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وزير الخارجية حينها بالقول: إن للحكومة والجنجويد والحكومة قضية مشتركة وأن الحكومة قد غضت الطرف عن المليشيات وهذا صحيح لأن المليشيات تحارب التمرد وأن تقدير عدد القتلي في دارفور بعدة آلاف تقدير مبالغ فيه إلي حد بعيد، وأؤكد أن عدد القتلي لم يزد عن ستمائة شخص علي اقصي حد. (مصطفي يقول أن للحكومة والجنجويد قضية مشتركة! فماهي هذه القضية المشتركة يا موسي هلال شيخ الجنجويد والصحوة؟؟)
- تم العثور علي وثيقة صادرة من سلطات ولاية شمال دارفور مؤرخة فبراير 2004م توجه كافة الوحدات الأمنية بالقول"... السماح للمجاهدين والمتطوعين بقيادة الشيخ موسي هلال بالمضي قدماً في نشاطاتهم في مناطق شمال دارفور وتأمين حاجياتهم الحيوية وعلي أهمية عدم التدخل في شئونهم، وبالتغاضي عن الإساءات الصغيرة التي يرتكبها المجاهدون بحق المدنيين الذين يُشتبه في أنهم أعضاء في التمرد."( )، يا شيخ موسي قلت شنو في الوثيقة دي؟؟ ولو مشيت المحكمة الجنائية كما تدعي في الهواء الطلق ووجدت هذه الوثيقة في انتظارك حتعمل شنو؟؟ ستسِل سيفك وتجاهد المحكمة وقضاتها ومدعيها العام؟ أنظر بإمعان في هذه الجزئية من الوثيقة: (.. وعلي أهمية عدم التدخل في شئونهم، وبالتغاضي عن الإساءات الصغيرة التي يرتكبها المجاهدون "الجنجويد طبعاً" بحق المدنيين الذين يشتبه في أنهم أعضاء في التمرد!!!)
في مطلع العام 2002م تم نفِي الشيخ موسي هلال إلي سجن بورتسودان بواسطة حاكم دارفور الأسبق الفريق إبراهيم سليمان مع زمرة من أتباعه بتهمة إثارة الفتن العرقية والنعرات القبلية، ولكن بقيام الحركات المسلحة أفرجت عنه حكومة الإنقاذ وتم تكليفه بتعبئة القبائل العربية وقيادة مليشيات الجنجويد للقتال بجانب القوات الحكومية ضد الحركات المسلحة.( )
يقول تيد داغن المتخصص في الشئون الإفريقية لشعبة الأبحاث التابعة للكونغرس الأمريكي: (أن موسي هلال كان في السجن وقت تصاعد الجرائم في دارفور عام 2002م إلا أن الحكومة قررت إطلاق سراحه لينظم قوات الجنجويد ويقودها. وأن هلال أطلِقَ بتدخل شخصي من نائب رئيس الجمهورية آنذاك، وكذلك حاكم دارفور وقائد سلاح الطيران الأسبق الجنرال عبد الله صافي النور.)
ورغم السلاح والعتاد الحربي الضخم الهدايا والعطايا والسلطات المُطلقة التي مُنحت لموسي هلال زعيم الجنجويد لتدمير دارفور ودك نسيجها الإجتماعي وبنيتها التأريخة الشامخة، لكن سجلات الكليات العسكرية السودانية تخلو من إسم طالب حربي أو ضابط خريج يحمل إسم موسي هلال عبد الله!!.
موسي هلال متهم من المحكمة الجنائية الدولية بإعتباره المنسق العام لمليشيات الجنجويد لعموم إقليم دارفور، ومن ثم يأتي إسمه ضمن القائمة السرية التي اعدتها اللجنة المكلفة من الأمم المتحدة والتي سلمها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان لمدعي عام محكمة الجنايات الدولية، وهي القائمة الشهيرة التي تحوي 51 متهماً في جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية في إقليم دارفور.( ) وكون أن المحكمة لم تصدر أمراً بالقبض عليه لا يعني أن المذكور غير متهم أو مشتبه بإرتكابه فظائع مهولة في دارفور.
من أخطر الجرائم التي تنسَب للشيخ موسي هلال شخصياً مجزرة بلدة طويلة 27/02/2014م حيث هاجم مئات من المسلحين الذين يمتطون الخيل والجمال بلدة طويلة وإستباحوها لمدة ثلاثة أيام وكان نتيجة ذلك خمسة وسبعون قتيلاً و350 إمرأة وطفل في عداد المفقودين وأكثر من مائة إمرأة قد أغتصبن بمن فيهن 41 مدرسة وتلميذة من المدرسة الداخلية للبنات وأن 6 إمرأة اغتصبن امام آبائهن والذين قتلوا فيما بعد، وقد تناوب اكثر من شخص في إغتصاب التلميذات ويقال أن موسي هلال هو من أشرف علي هذه المجزرة رغم أنه نفي مِراراً وجوده أثناء حدوث هذه المجزرة، إلا أن كثير من الضحايا الذين نجو أكدوا بأنه شوهِد وهو يرتدي بزة عسكرية للجيش السوداني برتبة عقيد.( )
ويجدر بالذكر هنا، أنها هي المرَّة الأولي التي يُنكِر فيها موسي هلال ومليشياته الجنجويد الفظائع والدمار الذي إرتكبوه في دارفور، فالرجل طوال عقد من الزمان ظل يقر ويعترف بكل الفخر والإعتزاز أنه لبَّي نداء الحكومة وإستنفر أبناء القبائل (العربية طبعاً) لمقاتلة ودحر التمرد في دارفور، ودونكم إعترافات موسي هلال المباشرة بدوره في تدمير مجتمع دارفور:
1) قال موسي هلال في تصريح لرويتر في 20/05/2005م الآتي "إنني لم أفعل سوي ما طَلَبت مِنِّي الحكومة عندما قمت بتجنيد مليشيات للمساعدة في إخماد تمرد بالإقليم مثلما طلبتها من غيري من زعماء آخرين من القبائل العربية.. إن الحرب في دارفور لم تكن أمراً يقرره زعماء القبائل إنما كان قرار شن الحرب والهجمات تتخذها السلطات العليا بالدولة."
2) كما أشار موسي هلال في مقابلة اجرتها معه منظمة هيومن رايتس ووتش في الخرطوم في مايو 2005م (موثق في شريط فيديو) قال الآتي: "أن جميع الأشخاص في الميدان يتحركون بإمرة قيادات عليا في الجيش، وان هؤلاء الأشخاص يتلقون أوامرهم من مركز القيادة الغربية والخرطوم. " (الأشخاص في الميدان يقصد بهم موسي هلال مليشيات الجنجويد الذين كونهم ويقودهم وينسق عملياتهم العسكرية الفظيعة.)
3) من أشهر مقولات موسي هلال التي تثير التهكم والسخرية لدي عامة الناس قوله: " أنا لا أعرف كولن باول ولا كوفي عنان، أنا لست كبشاً حتي يقبضني هؤلاء أو غيرهم من الأجانب الكفار والنصاري لمحاكمتي في كنائسهم، أنا زعيم عشيرة عربية إسلامية.. من الإهانة أن توجَّه إلَّي مثل هذه التهم الباطلة!!." إذاً هو لا ينكر ما إقترفت يداه من فظائع يشيب لها الولدان، هو يستكثر علي الذين ذكرهم أن يقبضوا عليه ك"الكبش" ليحاكموه في كنائسهم!! لأنه زعيم عشيرة عربية إسلامية، وإن توجيه تلك التهم لشخصه ،السامي، من أولئك الكفار النصاري تقع مُهِينة له.
4) ويواصل الشيخ موسي هلال في دفوعه الواهِية فيقول: (أنا لم أرتكب أي ذنب ولكن حاربت المتمردين الخارجين عن الدولة وهزمتهم ودمرت أوكارهم فلذلك الكُل يحقِد علَّي..!!)
عله يقصد أنه دمّر كل المكون الإجتماعي لدارفور عدا مجموعته، دمر ليس أوكار الخارجين عن الدولة لكنه دمر المكون الإجتماعي الذي خرج من صلبه قادة الحركات المسلحة، موسي يقصد بهذه العباره أنه لم يرتكب أي ذنب غير تدمير "الزرقة" في دارفور لأنهم خرجوا عن طوعِ الدولة، هكذا.
5) ويواصل شيخ هلال في إعترافاته التي ستورده المهالك، إلي أغوارٍ بعيدة ليقول: (أنا لم أقم بقيادة جماعات عسكرية بل طلبت من الناس الإنضمام لا اكثر ولا اقل فإستجاب لطلبي حوالي ثلاثة ألف من أبناءنا، فأنا فقط منسق للدفاع الشعبي.. وأن الحرب التي تجري فصولها في دارفور ليست حرب إبادة إنما حرب بين جماعات معارضة والحكومة وأن اديت واجبي كزعيم عشيرة .. أنا ميدانِي لأني ولدتُ في الميدان..)، واضح من هذه الفقرة أن موسي هلال يعتريه قصور كبير في فهم مسألة المسئولية الجنائية فيقصِرُها في القيادة المباشرة للعمليات العسكرية لتنفيذ القتل والموبقات الأخري، وواضح أنه لا يرتب إية مسئولية علي الأعمال التي أقر صراحة أنه قام بها كتأسيس وتكوين الجنجويد والإشراف عليهم وتنسيق عملياتهم، في معني أنه يقر صراحةً بأنه 1- طلب كزعيم عشيرة من الناس، ناس عشيرته هو طبعاً، الإنضمام لجحافل الجنجويد، فلبي ندائه وأمره ومطالبته حوالي ثلاثة ألف من أبناء عشيرته التي هو زعيمها،2- ويقر صراحة بأنه منسق عام لعمليات قوات الجنجويد هؤلاء (أنا فقط منسق للدفاع الشعبي)، 3- أن الحرب الدائرة في دارفور ليست حرب إبادة ولكنها حرب بين جماعات معارضة (زرقة) والحكومة، وأنه قد أدي دوره "كزعيم عشيرة عربية إسلامية" والسؤال الذي يلح علي الناس في هذه اللحظة هو: ما الفرق بين الأدوار التي يجب علي يلعبها زعماء العشائر والقبائل إزاء الحرب التي إندلعت في دارفور، فلو كان الدور الذي لعبه الشيخ موسي هلال هو دور يمليه عليه وضعه كزعيم عشيرة عربية مسلمة، فما الفرق بين هذا الدور والأدوار الأخري لزعماء العشائر والقبائل الأخري في دارفور؟؟ وما هو مصدر هذا الدور الذي لعبه موسي هلال في حرب دارفور بين الحكومة المعارضة، هل المصدر هو قانون أو مصلحته الشخصية أو الإرتزاق أو أمر صادر إليه من جهة ما؟ وما هو طبيعة ذلك الأمر ونصه ومقابله المُستَلَم من موسي هلال.
6) بعد تزايد الضغوط عليه لدوره الفتاك في تدمير مجتمع دارفور وقتل مئات الآلاف من المدنين الأبرياء فضلاً عن الإغتصاب والتعذيب والإختفاء القسري، وبعد تصاعد المطالبات بتسليمه للجنايات الدولية، طفق موسي هلال يعي خطورة الدور الذي أستُخدِم فيه ضد اهله الدارفوريين، فبدأ يدلي ببعض التصريحات ضد الحكومة التي إستخدمته ويضع اللوم عليها وإنه قد غرِرَ به وإستُخدِم، أنظر مقابلة موسي هلال للقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم وما شاع بعدها من أن هلال ربما عُرِضَ عليه العفو المشروط (شاهد ملك) من المحكمة الجنائية الدولية، فما كان من نظام عمر بشير إلا أن ضيق علي موسي هلال الخِناق بإحضاره إلي الخرطوم ووضعه تحت سمع وبصر الحكومة وتعيينه مستشاراً خاصاً (صورياً طبعاً) لرئيس الجمهورية، الأمر الذي أثار ردود أفعال عنيفة وغاضبة من دوائر حقوقية إقليمية ودولية بإعتبار أنَّ الإجراء ينطوي علي إستفزاز وأذي بالغ للضحايا وأسرهم في دارفور، حيث قال ريتشارد ديكر مدير برنامج العدالة الدولية في الهيومن رايتس ووتش: (موسي هلال هو المثال الحي علي فظائع الجنجويد في دارفور، وأن مكافأته بمنصب حكومي خاص هو صفعة علي وجه ضحايا دارفور ومجلس الأمن الدولي). وقياساً علي صفعة تعيين موسي هلال في منصب حكومي علي وجه ضحايا دارفور ومجلس الأمن، فإن تغيير هلال لجلباب الجنجويد ببجاما مجلس الصحوة بعد حضوره إلي دارفور في ماموريته التي ترمي في حقيقتها إلي التفرغ والإقتراب من ميدان الصراع لإدارة معركته حول كرسي ولاية شمال دارفور مع والي شمال دارفور(كبر) الذي نعته هلال بعبارات هي قمة في الإنحطاط اللفظي من رجل دولة لزميله وإبن ولايته، ولكن من اين لهؤلاء أن لا يتغوطون بأفواههم لو كان كبيرهم الذي علمهم السحر هو مدرسة في القول البذي الفاجر؟؟ كنت بصدد القول أنه، لو كان تعيين موسي هلال في منصب حكومي رفيع يمثل صفعةً في وجه ضحايا دارفور ومجلس الأمن، فإن توقيع أية مذكرات تفاهم مع نفس الشيخ موسي الهلال ومهادنته ووضع أيدي الشرفاء في يده الملطخة بدماء المدنين الشرفاء وشرف الحرائر، هي صفعة أشد وجعاً ومهانة علي وجه ضحايا دارفور وأسرهم.. لأن الظرف واليوم الذي يضع فيه ضحايا دارفور والهامش أيديهم علي يد موسي هلال ومجلس صحوة الجنجويد ويصفحوا عنه لم يحِن بعد.. ولكن ذلك اليوم يمكن أن يأت لو إلتزم موسي هلال ومجلس صحوة الجنجويد بمطلوباته والاتفاق مع الضحايا واسرهم علي خارطة طريق يتم الاتفاق عليه مع ضحايا دارفور وأسرهم وممثليهم الشرعيين وليس مع أي شخص آخر، لأن ضحايا دارفور وحدهم دون سواهم من لهم الحق في التوصل إلي أي اتفاق أو تفاهم مع جلاديهم الجنجويد ومجلس صحوتهم، أما الذين إنجرفوا يهللون لمذكرة الحركة الشعبية مع موسي هلال ويؤيدونه، والذين أعلنوا أنهم علي أهبة الإستعداد للوصول إلي مثلها مع موسي هلال ومجلس الجنجويد، والذين طالبوا بفتح المذكرة ليشملهم ليكثر خيره ويعم (DOC,s)، فقد قال لهم الضحايا وأسرهم علي رِسلكم، فعوا الدرس جيداً وتمهّلوا تفلِحوا، ولا تنساقوا هكذا إلي جُحرِ ضبٍ أجرب..
(نواصل في جزءٍ ثانِي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.