في يوم الخميس العاشر من يوليو الجاري ،وقعت الحركة الشعبية اعلان تفاهم مع "مجلس الصحوة الثوري-بتاع موسى هلال- . سارع المؤتمر الوطني باظهار من قال، انهم أعضاء في مجلس الصحوة الثوري "نسخة الخرطوم" ليقولوا انهم في المجلس القيادي لمجلس الصحوة الثوري لم يفوضوا اسماعيل الاغبش ليوقع اتفاقا نيابة عن المجلس . سعى رجل اخر الي وكالة الانباء الرسمية"سونا" او سونا سعت له . قال لها ان الاتفاق لا يمثلهم في "مجلس الصحوة" وان اسماعيل الاغبش لم يُفوض للتعبير عن "مجلس الصحوة " .لم يبالي الصوارمي ليرمي حيرته علي الجميع . قال ان قانون القوات المسلحة واضح "من تعاون او دعم او تفاهم مع المتمردين فهو متمرد. استدرك الصورامي .لكن في حالة موسى هلال فان القرار يكون قرار سيادي باعتباره شخصية سيادية! و في حال صح ان الشيخ موسى هلال وقع تفاهما مع الحركة الشعبية فان القانون واضح .لكن اكرر ان القرار بيد القيادة السياسية ! يوم واخر أجرت الزميلة لينا يعقوب حواراً في "جريدة السوداني " مع الشيخ موسى هلال "زعيم المحاميد ورئيس الصحوة" سالته لينا ،ان كان التفاهم الذي توصل اليه مع الحركة الشعبية يعبر عنه . كان رده واضحا" الاتفاق ده اتفاق فيهو خير وهو يمثلني واسماعيل الاغبش وقع بتفويض مني شخصياً انتهينا. دافع عن التفاهم في كلمات لخصت امرين "انه لا يعبأ بردة فعل الحكومة وفي نفس الوقت يعارضها معارضة موضوعية او كما قال.! سألت الشيخ موسى هلال في مكالمة هاتفية ،عن قدرة تاثيره في حلف ؟ قال" ان امرنا هو امر وقف الحرب والقتال بين اهلنا . اضاف ،لقد قمنا بامر التحدث مع زعماء القبائل والشيوخ بان نوقف القتال فيما بيننا ونوقف الذي يفتن بيننا عند حده . يمكنك ان تقول انه وللمفقارقة جاء الحق من زعيم الجنجويد. غير ان النقطة الرئيسة التي ترد دائما في حديث الرجل هي قدرته علي اثارة موضوع الحرب بجرأة. "راجع حوارات من ثلاث اجزاء علي موقع عافية دارفور " وكما ذكر بعض الناشطين فالرجل متورط في الحرب هو واهله وعشيرته وابناء عمومته ،ويريد ان ينفض يده منها ويتخارج . لكن وين يا فرده ؟؟ تردعك اقلام "بعض الناشطين" الموغلة في التعجل وتعيدك الى اصلك وفصلك مجرد جنجويد قاتل مغتصب ...الخ. ما الفائدة التي نجنيها من ابقاء موسى هلال او اي من زعماء القبائل او حتى حميدتي نفسه مع" حلف الحرب"؟ الم تكن خطة حميدة لو انشغل حميدتي بالمنجم بدلا من التشنج الهو فيهو ده . انشاء الله يشيل نص الدهب وعلي قولو "لمن الدولة تحترم نفسا وتعمل ليها جيش تجي تتكلم ! باختصار يمكن القول ان السياسة في السودان توقفت عند حدود ذاك "الشك " في القدرات والمقدرات . في تلك اللحظة التي نشعر فيها بعجز القدرات ،نلجأ الي ذات الحنك ..ترق منا كل الدماء ،نموت علي سطح الجدار،نموت واقفين ، ناكل لحمنا ولا نبيع قضايانا الوطنية ...الخ المواقف التي تجعلنا في اصرار شديد علي الموت داخل "صناديق المواقف" " كنا نريد بحق وحقيقة ان نتفهم طبيعة ما يجري ونتفهم من هم اللاعبين الرئيسيين والمؤثرين –حتيى لو لم نشتهيهم " علي عكس ذلك يمكنك ان تموت " علي ابواب الشعارات " بدلا من ان تفعل شئيا لتحقيق غرضك . الغرض الذي يهم "الناشطين" على سبيل المثال هو الحفاظ علي الحقوق . لكن الحفاظ علي الحقوق لا يتأتي بمجرد سن قوانين ،خصوصا اذا كان ذلك في ظل واقع الحرب .لسبب ما فهم بعض الناشطين ان توقيع اتفاق بين الحركة الشعبية وبين موسى هلال من شأنه ان يُضعف قضيتهم .قضيتهم التي تتمثل في ابقاء قضية الحقوق وليس قضية الحكم واصلاح السياسة ،وطالما ان الناشطين في اي مكان يرهبون السياسيين ايما ارهاب بمجرد تحسسهم للسياسة ،كونها ميدان خطر يحتاج اول ما يحتاج الي الجُرأة، وفي هذا السياق كتبت رشا عوض في صحيفة التغيير الالكترونية مقالا سمته "يوميات جمهورية الجنجويد ..موسى هلال في طريقه الي الجبهة الثورية " إستهلت رشا مقالها بسيرة مبذولة لدى العامة عن موسى هلال .سيرة لم تستثني منها انه كان مسجونا في بورتسودان ،لقضايا جنائية "قتل ونهب ..الخ " خلصت رشا بعد تحليل لشخصية موسى هلال وعلاقته بالسلطة الحاكمة الي ثلاثه استنتاجات . اولا ان لموسى هلال "زعيم الجنجويد" قضايا جنائية مُعلقة – الشاكي فيها السلطة وليس افراد والسلطة كما تعلم رشا فاتحه برضو بلاغات في ياسر عرمان وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار وعبدالواحد والعقد الفريد- الغريب في هذه النقطة انها نفس التهم التي تطال جميع المتمردين والمتفلتين عن "النظام" . غير ان لا غلاط في تورط موسى هلال في الحرب التي دارت ومازالت تدور في دارفور . تورط موسى هلال وقبيلته يختلف عن تورط حميدتي لكون الاول "شيخ قبيلة" وان جبرته المعايش فهو في النهاية مسؤول عن قرار التورط في الحرب . هنا نحن نقيم دعوه لنحاكم المتورطين في الحرب بصورة عامة لتنظيف سيرتهم المعلومة والغير معلومة ،ده بقا يكون تحقيق كامل عن الحرب لا يترك شئيا الا وسبر الاغوار وكشف المستور ،والاهم في هذا التحقيق ان نلي الجانب الاقتصادي للحرب حقه لنكون منصفين . توصلت رشا الي ان موسى هلال يشكل خطراً علي النظام ،والنظام لا يستطيع ان يفعل شئيا له. بالضبط كما قال غازي العتباني في حوار مع يوسف الجلال في جريدة الصيحة " موسى هلال حارس حقو بضراعو وما في زول بهبشو " ونفس الشئ توصلت اليه رشا في توصيف قائد يهاجم الفاشر ويحتل 4 محليات ويتراجف الصوارمي قدامو ..شئ ثالث اخير في استنتاج رشا هو الاستغراب من طموح موسى هلال السياسي ،كيف له ان يتجرأ بعد كل ما قيل ان يطرح نفسه زعيم سياسي؟ لا وايه كمان يتكلم عن الحقوق والمساواة والديمقراطية!!! قالت رشا بعد كل ما قالت عن سيرة وتحليل شخصية الرجل الي انه لا يمكن ولا يمكن ان يكون موقفه من العدالة والمساواة موقف "اخلاقي" !!! الخلاصة شنو؟ بحسب رشا فان مذكرة التفاهم بين هلال والحركة الشعبية تعني ان زعيم الجنجويد اصبح جزء لا يتجزأ من قوى التغيير ،وعندما يضم صف التغيير مثل موسى هلال فحق لنا ان نحبس انفاسنا ونتوجس خيفة!!" لا ادري ما الذي كان يُطمئن رشا الي حين دخول موسى هلال في "حلف التغيير" فتحولت احلامها السعيدة عن التغيير الي هواجس وخوف وتوجس؟ تنتهي رشا الي الاسئلة التي كأنها تستدر العطف .الي اين نحن مساقون؟؟ وماهو شكل التغيير القادم ؟؟ وما الذي نرغب في تغييره ؟؟ كل هذه الاسئلة لمجرد ان موسى هلال الح واصر ان ينفض يده من "حلف الحرب" وعايز يبقا في حلف " التغيير " !! بالرغم من ان الحركة الشعبية اظهرت زُهداً غير مفهوم في التعليق او الدفاع او حتي الكلام عن "اعلان التفاهم " واعتبره عبدالواحد "ما بطال" وانه يرضى عن زعماء الجنجويد متي ما وجهوا سلاحهم تجاه المؤتمر الوطني-تاني حرب-! ورغم الهجوم والاسئلة الما في محلها ومحاربة السياسة التي ظهرت في هجوم الناشطين علي الاتفاق، ورغم كل شئ يتبين لي، كيف ان "كسر شوكة الحرب" لا تتاتى الا بحلف قوي للسلام يخرج من الحرب . وخطوة كتلك التي نراها"مخجلة" من شأنها ان تفتح عيونا للحرب كشئ لا يعلو عليهو شئ . وبدون وقف الحرب الكلام عن "الاجرام" يبقا ترف خرطومي لا معنى له لدى المجندين في الحرب ! كيف تقيف الحرب؟ قال مجدي الجزولي : بالسياسة .