هل هنالك جديد في إعلان ميثاق التنوع المتحد للصادق المهدي و الذي أصبح اعلان/ميثاق باريس؟!! الإجابة عندي لا.. هو إعادة صياغة ومحاولة لتسويق الحوار الكذوب ممن هو أكذب من الحوار الذي "غلب" شيخ الكذابين.. و التسويق معني به في المقام الأول المحتمع الدولي واخر من يعنيه هو المجتمع السوداني.. ولا نبالغ ان راهنا علي ترحيب الإتحاد الأوروبي بالاعلان.. هذا ان لم تكن مباركة كاملة.. والسباق نحو الجبهة الثورية لا يقدم من يصل اليها خطوة وإنما يؤخرها هي خطوات من كسب ثقة المواطن السوداني إن كان لبندقيتها مبدأ وليس غنيمة...وإن كان الصادق أول الواصلين لخط الجبهة فهناك من يعملون علي نعت بعض فصائلها بأنهم سبقوه وكلاء عن الترابي.. فالتنسيق معها عبر إعلان لا هي المقصودة منه .. ولا عنباً سيجني أحد من هذا الشوك (كما يحلو لأسد المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ أن يردد)..الصادق العجوز له ان يردد ما يردد وان يتوهم ما يتوهم فلا العمر صار يسعفه ولا كرسيه المسلوب بالبندقية مستعاد.. فيكفيه رد كرامة الغاضب لضيق صدر (لعامل العمر ايضا).. فهو يريد فقط ان يثبت انه القادر علي فعل شيء دون قوى الإجماع (ضعف الطالب والمطلوب).. وهو ك"ماسينجر".. سيكون فرحا بتصفيق النظام له لتوحيد قوي المعارضة والتنسيق مع الجبهة الثورية.. وربما تكون هناك مكافأة أكبر من التصفيق وهي السماح له بالإقامة في جناحه الفخم في كوبر لعدة أيام مرة ثانية..في محاولة أيضاً "للتباري مع الترابي" في عدد مرات الزيارة.. حتي محين تعديل اسم المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي،، وكيفما واينما رست مراسي الصادق فلا محالة مكسب لعجوز مثله.. وبالرجوع للإعلان.. أين النص فيه علي الموقف من النظام؟ وهل وردت فيه عبارة إسقاط النظام؟! ولماذا لا يكون الإعلان مع قوى الإجماع اولا بالداخل؟ و ما هو الجديد اصلا بعد مشاركته رضي ام أبي في إزهاق أرواح الشهداء في سبتمبر/أكتوبر 2013م حين كان من تواثق معهم سابقاً يحاولون تلبية طموحات الشعب السوداني في التغيير وإسقاط النظام وهو يجرهم لحواره الميت.. ولا يكتفي بذلك بل يشغلهم عن دورهم في تحقيق الثورة الشعبية المضيئة. . ليرميها الآن جملة باهتة في إعلان استفاد فيه من منجزات غيره ومكتسباتهم وما مهروه بالدم .. وحتي اللغة التي استخدمها هو يعلم من هم ناحتيها في أدب المرحلة.. الشكر للأماجد الذين يعلمون "ابوكلام" الكلام و"الوثبات" الجديدة. والشكر لإبراهيم الشيخ الذي ورد اسمه ناصعا كالعادة ككلمة حق حتي في الوثائق المراد بها باطلا..الشكر له وهو يعلمنا الصمود والشجاعة في زمن تعاظم فيه الانهزام والخنوع والجبن.. والتحيه لحزبه وهو يتجه نحو قيادة الجماهير ونحو الثورة الشعبية لإسقاط النظام وليس لإعلان ماهو معلن أصلا.. فالصادق لن يوحد قوي المعارضة لأنه غير موحد أصلاً في حزبه وهزم المعارضة الموحدة بتخليه عن التنوع المتحد في أكثر من مرة وكنت شاهداً لاحدي هذه المرات.. ولن يصنع الثورات لأنه يجيد سرقتها.. ولعل الآن التساؤل يكون مشروعا.. هل يجيز هذا الإعلان للصادق الدخول في حوار باسم الجبهة الثورية؟ إذاً الحوار قائم طالما بعض بنود تهيئة المناخ التي كتبت في الإعلان والتي كانت منذ اول يوم لخطاب الوثبة من مقاطعيه في تحالف قوي الاجماع..لم تكتب ولا حتي بالحبر السري..فلا نستبعد أن يتواصل كسب الوقت و"جر الهواء - كما يحلو للشباب-" بينما يفرغ الصادق من حرب الاستنارة والوعي التي استعرت في ثنايا حزبه وفيها يكمن الخطر على سلطانه الموروث ...وريثما ينجز النظام ترتيباته مع صديقه اللدود ويضعون اللمسات الأخيرة لسيناريو استغباء الجبهة الثورية والتي ستكون كذلك بالفعل ان لم تتنبه لانهيار منظومة القوي التقليدية وبروز دولة اصحاب المصلحة الحقيقيين في التغيير وان لم تتنبه ان الشعب يريد إسقاط النظام حقيقة ولا يريد منهم شيئاً اكثر من ذلك... الشباب السوداني هو مستقبل السودان وهو يريد ديمقراطية وحداثة ووطن ملء بالخيارات.. ويحاربون اصحاب المصالح الذاتية الآن وكل من تسول له نفسه مستقبلاً.. و هذا الإعلان لا يرقي لمستوي الشباب السوداني ولا يعبر عن طموحات الشعب السوداني. فهل بالفعل ستركن الجماهير لنزوات الصادق المهدي في محاولاته لتصدر مواقف المعارضة وتصوير نفسه أنه الوحيد الذي بيده الحل.. .. لا.. وكل من يظن مجرد الظن بادعاء معرفته للشعب السوداني فهو واهم.. الجماهير تحدث نفسها سرا وجهرا بان رهانهم علي تحركات المؤتمر السوداني والالتفاف حول رئيسه والذي يرون فيه معني المقاومة والصمود والبطولة.. ورهانهم علي تحركات قوي الإجماع في ذات الاتجاه وتكامل الأدوار مع الجبهة الثورية.. والجماهير تعي مرحلتها جيداً ولا تنتظر احدا ليعلمها كيف تتعامل مع النظام لانها أصلاً لا تريد التعامل معه فهي تريد إسقاطه ولن يعصمها من ذلك الهدف عاصم.. وان ظل الصادق يقلل من قيمة الجماهير والاستهتار بمقدراتهم ورهانهم فسيكون سقوطه قبل النظام وان تبقي منه شيء فسيهوي مع النظام في الدرك السحيق فلا مكان لسبتمبر اخري .. وتلاعب جديد .. وتخاذل آخر... وليتعلم ان كان في العمر بقية من الالتزامات الأخلاقية تجاه الشعب كيف تكون.. والمثل شاخص أمامه لا يحتاج لإمعان بصر ان كانت البصيرة حية .. فما بقاء ذلك الأسد الرابض في زنازين النظام إلا ليعيد للأخلاق في الممارسة السياسية مكانتها.. وكيف أن الإنسان السوداني رأسماله السياسي الإجتماعي وحتي الاقتصادي هو منظومة القيم القائمة علي قيمة الأخلاق الأسمي والتي هي مفتاح الطريق لسودان معافي.. الكثيرون يعلمون وحتي الذين لايعلمون .. يحللون الواقع السياسي والوضع الراهن بناء علي معطياته ويخلصون الي أن الصادق لم يكن يوماً حريصاً علي إسقاط النظام .. وهو يعتمد صراحةً وضمناً علي ضعف الجبهة الثوريه سياسياً وتخطيطاً استراتيجياً ويعتمد علي ضعف النظام وتخبطه وبحثه الدائم عن المخرج الآمن الناعم بعد مسخرة الوثبة وحوارها.. كما يعتمد علي مبدئية إبراهيم الشيخ وحزبه في أنهم لن يحاولوا منعه من الإنزلاق و العودة لأحضان النظام ولو بصيد ثمين اسمه الجبهة الثورية..فالمؤتمر السوداني. . أول من تنبأ بخروجه بالاعتذار المخجل والذي كسر به صلابة الأنصار وجعلهم يطأطءون الرؤوس ولم يجبلوا علي ذلك قبلا .. لكن المؤتمر السوداني يعلم ان الصادق علي ذات نمط التفكير التقليدي اللا أخلاقي في السياسة يتماشي باتساق مع خطه الإستراتيجي و التكتيكى ولم يحد عن مسار التنازﻻت المتبادلة التى تدعم بقاء النظام في تجسيد لانهيار المنظومة القيمية في السياسة السودانية. لكن.. وماذا عن الجبهة الثورية في هذا الاعلان؟!!.. الإجابة .. لا شئ .. لأنها تعلم أن قراءة الجماهير لما تحققه قوي المعارضه عبر هذا الإعلان او ما سبقه من إعلانات ومواثيق ممثلة في وثيقة الفجر الجديد او البديل الديمقراطي أو انشطة تحالف قوي الاجماع او الحركات الشبابية أو مواقف وفعاليات حزب المؤتمر السوداني وغيرها كلها تصب في إضعاف النظام .. لكن الجبهة الثورية تاخذ مكانة خاصة بها وتكسب من المواقف الثنائية والجماعية وهي بذلك تحفر لنفسها مكاناً قرب حفرة الصادق .. وتؤجل تقدم خطوة الجماهير نحوها عند محين إسقاط النظام فلا مكان من الاعراب أصلاً لتوقيع هكذا إعلان مع الصادق المهدي... فهل تنظر الجبهة الثورية لتسويات قادمة بعد ان حذر الجميع منها ونفت هي في محاولاتها التفاوضية السابقة مع النظام؟!!! إن كان ذلك كذلك فلماذا عن طريق الصادق؟ أم هو لجعل الجماهير تقرأ وثيقة جديدة من حلفاء الحكومة بعد وثيقة الحركه الشعبيه وموسي هلال؟!!.. فهل من عاقل سيقرأ تحالف الصادق المهدي وموسي هلال والجبهة الثورية لإسقاط النظام ولم ترد عبارة إسقاط النظام مطلقاً في تحالفاتهم إلا ب: "نحن لا يربط بيننا إلا انفصال"؟!! عاش الشعب السوداني عاش السودان حرا مستقلاً فانتبهوا أيها الجماهير [email protected]