طفحت الارض وضاقت بالمطر ولله الحمد اولا واخرا ولا اعتراض على حكمه ولكن الم يمنحنا الله عز وجل عقولا يجب نتفادى بها المخاطر ، كما يفعل الملايين من بنى البشرفى كثير من دول العالم ، ونجعل بيننا وبين المهالك حجاب وحواجز ،اليست الوقاية خير من العلاج ؟ متى نتدارك بهذا العقل الاخطار ونستفيد من التجارب السابقة... ولكن للاسف الشديد من ارتضوا ان يكونوا حكاما وبيدهم الامر والنهى كان من اهم واجباتهم ان يسخروا امكانيات الدولة اى من مال الشعب المنهوب الذى تم التفريط فيه وتعرض منهم للسرقة الم يكن حريا بهم يتداركوا ولو ببعضه معالجة الامور والاخطاء والقصور قبل وقوع المحظور...حتى لايتعريض الناس لهذه التهلكة... ومرة ثانية وثالثة تتكرر الاخطاء، ورغم ان كثرة التكرار تعلم الحمار، فيتكرر التهاون وتتكرر الكوارث ويظل الاهمال ديدن الحكومة وسلوكها المستمر، الذى لا يتغير وحالها يقول نحن كده وحنفضل كده والماعاجبو يدق راسو فى الحيطة ،هذا هو منطق الحكم والحكومة منذ ان حكمت السودان والى تاريخه تسير على منهجا سلبيا تسبب للوطن والمواطن بالدمار الشامل المتراكم فضاقت حياة الشعب فى شرقه وغربه وشماله وجنوبه واستحكمت حلقاتها حول عنقه ..... وقبلها وبعدها ضاقت نفوس الناس من قائمة طويلة من اسقاطات الحكومة، بداية بالفساد المالى والادارى وانتهاءا بالاهمال واللامبالاة وسؤ التخطيط ، حتى وقعت الفؤوس فى رؤوس الضعفاء والمساكين فضرجتها بالدماء فغرق الناس وتهدمت البيوت على رؤسهم فتناثرت الاسر، وتجاوز الخطر حدود كلمة الخطر واصبحت صفة الكارثة هى الاسم الحقيقى لما يحدث اليوم... قضى نحبه عدد كبير من الذين لم تكتب لهم النجاة بسبب اهمال الحكومة ولولا رحمة الله ولطفه وايادى بيضاء من اهل هذا الوطن لزادت دائرة الكارثة... فالسودان لم يخلو يوما من الشهامة والعطاء ،رغم الضائقة المعيشية فهناك ايادى خيرة لم يثنى عزمها السيل ولم يضعف انسانيتها تخازل الحكومة واربابها ،ولم يمنعها تهاون الحكام من الخوض فى الاوحال والطين لنجدة المنكوبين ،والوقوف معهم و مد يد العون والمساعدة ولم تستلذ للنوم عيونهم وقلوبهم فساندوا الاطفال والنساء والشيوخ الذين يفترشون الاحزان ويلتحفون الامطار فى العراء ارهقهم السهر وابكاهم الجوع شتتهم الهوان واعيتهم الحيل فجراحهم من العام الفائت لم تندمل بعد وقد اصبح لسان حالهم يقول ارحموا عزيز قوم ذل وقال البعض الاخر انا الغريق فما خوفى من البلل، ولمن تشكو اذا كان خصمك القاضى .... هى ليست قصة لمجرد التندروالتنكيت فى زمن التبكيت ولكن شر البلية مايضحك فقد ابت نفس والى الخرطوم ابت نفسه الا ان يذهب فى زيارة برتكولية لبعض المتضررين من السيول فى حى امبدة من باب ( شو مى) انا هنا مظهرا لا مخبرا حتى يحاول ان يغسل من وجهه سواد المواقف المخزية والفشل والتفريط ولكن تعودت الحكومة ان تكتل الكتيل وتمشى فى جنازته... وهذا حال المنافق ان يقول ما لا يفعل وكبرمقتا... فبعد ان تمظهر السيد الوالى بين المنكوبين متباكيا ،يوزع باقات الوعود والتسويف تجمع نفر من المتضررين حوله ومن بينهم شيخ كبير صقلته التجارب وعلمته الحياة واحزنته الماسى ...فقال الوالى بدون استحياء ،والارض غمرتها المياه تماما: انشاء الله حانجيب ليكم خيام نوزعها مجانى... فاجابه الشيخ المسن بكل شجاعة وجراءة وغضب مستهزئا به وبمنطقه : الخيمة دى الا كان ندقها ليك فى راسك الناشف دا. [email protected]