رغم شيوع مساحة السودان قبل ان تنتقص منه الانقاذ ثلث بسياساتها الخرقاء ورؤاها القاصره ،زائدا عليه ما أخذته مصر وإثيوبيا مقابل صمتها وجبنها،فانه يجمع باختلاف اعراقه وثقافاته بالاحتفاء بالثبات علي المبدأ ويعتبرها فروسيه،وقوة شكيمه،كان قديما يتغني بها الشعراء ،وتحتفي بها الحكامات،والثبات علي المبدأ أضحي في هذا الزمن صفه نادره وخصلة مستحيله،لان الكل أضحي ينظر الي مصالحه الذاتيه،او الحزبيه،وأضحت المواقف متاجره،وتغيير المواقف عاده. ابراهيم الشيخ الان في محبسه لمدة فاقت الشهرين ،وربما هو اول رئيس حزب يعتقل كل هذه المده في وضع ابسط ما يمكن ان يقال بانه غير آدمي وغير انساني،ويفتقر لأبسط حقوق الانسان فقبل فتره قليله اعتقل الامام الصادق المهدي لذات التهمه،ولكن كانت ظروف اعتقاله أشبه بنزيل في فندق وفرت له باعترافه كل وسائل الراحة والترفيه،قبل ان يعتذر ويتنصل عن كلامه مقابل حريته،وبما ان هناك فرق نوعي كبير في منطلقات النضال بين الشيخ والصادق ،ولعلم الحكومة التامه بجدية ومبدئية ابراهيم الشيخ الشيخ في معارضته،التي ترجمها بان حفر اسمه عميقا في وجدان هذا الشعب،بمواقفه القوية ومبادئه الثابتة وصدامه الطويل،مع سلطة لا اخلاق لها ولا ذمة،عرفت هذه الحكومه ان أمثال ابراهيم هم من يشكلون خطورة حقيقه علي بقائها،فهو يتمترس بتأهيل أكاديمي،ورصيد طويل من النضال ،لا يرتكز علي طائفه او قبيله،وإنما يستند علي حزب صاحب فكره ومبادئ ،لها عضويه مؤمنة بان هذا الوطن واحد وسيظل واحد،لذا تمدد في كل ربوع الوطن، ،وهو ما اشعرها بقوة هذا الحزب وطرحه وكادره ،لانه يهددها في مقومات وجودها فحاولت هدمه وكسر إرادته،وليتسني لها هذا الشي ،حاولت الضرب وتنفيذ مخططها من خلال رئيس الحزب ،فلاحقت الرجل في رزقه وأعماله،وترصدته،ملاحقة ومساء له ،حتي حانت لها الفرصه حين قال قولة حقه المدويه في ما يسمي بقوات الدعم السريع ،فحاولت ان تكسر عزيمة الرجل،وتمارس عليها ابتزازها عله ينحني لها،ومن ثم تمارس تشويه صورته بانه جبن من السجن وخاف الاعتقال،وتمارس إرهابها السياسي علي بقية المناضلين ان اعتذر الرجل،ولكن ابراهيم من عجينة نضاليه مختلفه،تشرب من هذا الشعب،فهو ابن مدينة النهود نشأ في حواريها وتعفر باغبرتها،وصاحب نضال بالأصالة منذ ان كان طالبا بالجامعة قاد مع رفاقه في اتحاد الانتفاضه ثورة التغيير الخالده في ابريل،وسلك ضروب النضال الصعبه هو ورفاقه في حزب الموتمر السوداني،حتي أضحي حزبهم رقما كبيرا في خارطة السياسيه السودانيه يعتمد علي رصيد نضالي ،وأفكار تستصحب تنوع هذا البلد،فلا غرو ان يكون الحزب متمددا في هوامش البلاد،كاسرا لطوق الجهوية والعنصرية التي حاولت هذه الطغمة تأجيج نيرانها والضرب علي أوتارها في سبيل بقائها،وهذا يقينا ما دفعها للخوف من هذا الحزب وشبابه المتوثب وعضويته المتحفزه،فحاولت ان تنال منهم في شخص رئيس الحزب،ولكن خاب أملهم وفشل فالهم فإبراهيم صامد بموقفه،متمرس بيقينه بهذا الشعب وإيمانه بان الظلم وان بقي وتمدد فان ساعة افوله قادمة لا محاله. سيقاوم ابراهيم وحشة السجن،ومحاولة كسر الإرادة وسيبقي في سجنه كالأسد الرابض،لا يهين ولا يلين رغم المرض والمعاناة،وستشرق شمس هذا الوطن جديد. د.فاروق عثمان [email protected]