العلاقة وطيدة بين اكل الحمير وعمر البشير علاقة لاتحتاج الى فذلكة تاريخية ولا الى جدل بيزنطى ...وباختصار شديد الخراب الذى تمكن من مفاصل الدولة خلق التسيب فى متابعة مشاكل المواطن ،والفساد الذى استشرى اضعف معنى القانون وهيبة الدولة والعفن الادارى خلق غلاء السوق ، والفشل الاقتصادى دمر البنية التحتية... فتحول الربح الى جشع وتحولت التجارة الى سرقة ونهب واستغلال وطمع ،وتغيرت العدالة الى جور وظلم... وهكذا اصبح المواطن المسكين ضحية سهلة وفريسة جاهزة لاطماع متباينة زرعتها الانقاذ... لتغتنى وتحكم وتستمتع ... وسط هذا التفكك وتلك الفوضى ... تخيلوا معنى شعب يبحث بين القمامة عن مايسد به رمقه ،شعب كان كريما اليوم يذل ويهان ويظلم وهو لا يملك ما يفترض إن يمتلكه من وطن ، شعب يبحث عن الرخيص ولا رخيص فى السودان ..الا الانسان ،يبحث عن اى طعام اى شىء يؤكل حتى ولو كان فى ذلك هلاكه لانه ببساطة لا يستطيع إن يواكب الاسواق المتفلتة فالغلاء اصبح اكبر من حجم الناس... شعب يحتمل المرض والادواء فى داخل جسده حتى تقتله ،لانه لايجد قيمة الدواء، شعب ترك الكساء لانه اكتفى بالهموم ثيابا، وبالاحزان مأوى ... شعب احتمل مافوق الاحتمال ومايزال على هذا الحال .... لقد ورد قبل يومين الخبر الاتى:- ((حملة واسعة من الاستهجان والاستنكار شنها السودانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية عقب انتشار صور لبقايا حمار وجد صباح أمس السبت مذبوحا ومسلوخا في ضاحية سوبا جنوبالخرطوم بالقرب من مبنى شرطة جمارك الحاويات - في شارع حانبي متفرع من شارع مدني - ويعتقد أن لحم الحمار قد وجد طريقه إلى الأسواق ليباع على أنه لحم عجول البقر (( وهذه ليست المرة الاولى التى يباع فيها لحم الحمير ولحم الكلاب، ولكن تعيس الحظ يعضه الكلب فى المولد، وبصراحة كل السودان اليوم قد عضته هذه الحكومة السعرانة، واثخنت فيه الجراح.. فقد انتقل داء الكلب للجميع ولم ينجو من انياب الحكومة حتى الكلاب والحمير فى عهد هذا المدعو...عمر البشير... فهل تريدنا إن نقول لك ايضا سير سير يابشير...سنقول لك جميعا وبصوت واحد ..طير ... طير..يابشير ولقد علم من يذبح الحمير إن هناك اسواق رائجة لاى لحمة حتى ولو كانت حميرا او كلابا او شيئا اخر ...فالواقع يدفع المحتاج الى البحث عن اى شىء يسد به الجوع والحاجة ام الاختراع... صدقونى لم تبقى المسافة بعيدة بين حالنا المتأرجح، وبين إن ياتى يوم ناكل فيه لحم بعضنا البعض الا القليل، واخشى إن نجد يوما ما بقايا لحوم بشرية فى زاوية احدى الشوارع ، وقد ذهب جسد ابن ادم ومن ثم علقت اللحوم البشرية شاورما اوسيخ كباب وشية جمروامتلاءت بطون الاحياء من بنى زول ،لان المراحل الحرجة التى وصل لها المواطن تنذر بشر وبيل وبوضع خطير...اذا امتد حكم هذا البشير.... ان الورطة التى دخل فيها السودان ليس لنا منها الا مخرج واحد فقط، ولايوجد غيره إن ينصرف ويغادر الحكم هؤلاء الاقزام غير مأسوف عليهم ، والتنازل عن الحكم اختيارا خير لهم من تركه اجبارا وعنوة ...لان الحسابات وقتها ستاخذ شكلا اخر.. فعليهم وبكل وضوح ان يتركوا لنا ما تبقى من سودان لاهله... فحتى البهائم فى عهد هذا الحكم البائس، طالها الاذى والقتل والتنكيل، وقبل الانقاذ كانت امنة مطمئنة تاكل ما لذ لها من خشاش الارض، و الانسان السودانى اليوم افضل منه حيوان ماقبل الانقاذ . والله المستعان..... [email protected]