أهتدت بلادنا الي (التصوف) كمدخل ومنهج الي الاسلام وانتشارا له في البوداي والحضر وفي الارياف والمدن ..فأخذت حظها من الهداية والحب الشريف والموالاة المحمودة ولم تهتدي الي (التشيع) سبيلا الي الانتماء والانتشار والتطرف (لمذموم ) ..وانما كان الحب بقدر والموالاة بمقدار .. ولكل ذي حق حقه في الاسلام بجهاده ومقامه و مجاهداته . لذلك كان (التسامح) ديدن كل الطوائف والنحل . وان اختلفت منطلقاتها الا انها اخيرا تلتقي في الثوابت التي لاتحيدها المتغيرات ولاتبدلها عوامل الحال..تقلبات الزمان بأنفتاحه واهواله ..جعل لبلادنا علي سنيتها المعروفة تصطدم بنقيضها فكرا وجوهر ومآلا .تقارب بلادنا بمحور (السياسة).جعل ذلك الفكر يشب ويحبو (ناضجا)..فقد اضحي ينتشر انتشار النار في الهشيم ..تحت ستار تحالف سياسي اعطي المجال له حرية وحركة انتشارا وتمويلا لذلك التفاعل ..فطن غيرنا لخطر ذلك الوافد في حين جهلنا نحن انتشاره ..ربما جأر الائمة في المنابر من ذلك الدخيل ولكن الدولة وتحت ستار التحالف السياسي غضت الطرف عنه ..حتي استشعرت اخيرا ذلك الخطر من خلال حوادث طغت فافرزت تعصبا وعنفا قيض له طريقا لياخذ له حيزا ومجالا. ..ولكن قرار السلطات احال ذلك الفكر الي اجتثاث وجفاف بفعل القرار الصادر من الحكومة الذي اعتبر ان ذلك الفكر مهدد للامن والسلم الفكري .. فالستار السياسي المتين قد خلق لذلك المذهب رواجا وانتشارا .فقد عمدت مراكز البحوث علي احصائية ذلك التمدد فوجدت انه من الخطورة بمكان في الاستشراء والانتشار الشامل ..نظرا لعمق الشرائح المستهدفة وسهولة الولوج به الي العقول بذلك الاستدراج النييل بمحبة آل البيت والتشيع لهم عبر وسائل وبرامج كثيفة جعلت من (الحسينيات) التي نسمعها (نشازا) عند غيرنا واقعا مجسدا يمشي علي قدمينا في واقعنا السني المترابط بمذاهبه .. تمدد ذلك المذهب تحت الغطاء السياسي ..جعل كثيرون يفطنون لخطورة ذلك التمدد .ربما اساليب المذهب في التحايل علي تهمة الانتماء .(التقية) قد جعلهم يدحضون كل فرية تلصق بهم . بوسائل تجعل من تقاربهم مع السنة دافعا لطرد كل شبهة وازالة كل لبس من شأنه التأثير علي مذهبهم ..ولهم في (التقية) ستار وحاجز بالتبرؤ المحمود من ذلك الفكر ولهم في ذلك فقه وتبرير معروف .. وحتي الدبلوماسية في بيانها اشارت الي معرفتهم بذلك وان صمتهم ازاء ذلك دفعهم شعورا الي ان الحكومة راضية علي تحركهم ..وبالتالي تمددهم العلني في العاصمة والولايات عبر المراكز الثقافية التي افلحت في الاستقطاب والانتشار المكثف الذي اوجد لهم منتمين كثر .تغلغل (الانتماء في نفوسهم فاوجد لهم بعض عصبية وتجرؤ في اقتحام المجالس والطعن في (المألوف) ..والتشكيك في (المسلمات)..كل ذلك اوجد لهم بعض وجود وشهرة ..دفعت البعض الي الجأر بالشكوي من منابت ذلك المذهب والخوف من انتشاره في ظل صمت حكومي مطبق .لكن ذلك لم يمنعهم من التحذير ولم يحول بينهم واستخدام كل منبر متاح في التصدي لافكارهم ومخزون منطلقاتهم في البدع والطعن في صحابة رسول الله (ص).. هي خطوة صادفت الترحيب من الجميع فهي وان تأخر التصدي لها الا ان قرارها قد جعل ( الجنوب) تطمئن الي المضاجع أمنا ورقادا ..من ذلك المذهب (الوافد) الذي حتما سيحيل الامن الديني في واقعنا الي تناوش لن تجدي فيه المدافعة والحوار بالحسني فتيلا . بل واقع ينذر بالعنف الذي نبصره- من حولنا - دافعا لاذكاء نار الفتنة علي خمودها .وانتقالا للصراع من غيرنا الي واقعنا المتسامح بتيااراته ومذاهبه العديدة .. [email protected]