ابن المقفع وتهمة الزندقة: ولد عبد الله بن المبارك الملقب بابن المقفع في عام 106 للهجرة في خرسان وكان مطلعا على الثقافة الفارسية والهندية واليونانية، بالإضافة إلى فصاحة بيانه العربي. وقد اضاف ابن المقفع الى كتاب "كليلة ودمنة" بعض الفصول وسوف نتناوله فى مقال تالى. الكتاب هندي الأصل، صنَّفه البراهما وكان يسمى قبل أن يترجم إلى اللغة العربية باسم الفصول الخمسة وهي مجموعة قصص رمزية ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق يرجح أنها تعود لأصول هندية مكتوب بالسنكسريتية (لغة قديمة في الهند وهي لغة طقوسية للهندوسية، والبوذية، والجانية.) وهي قصة الفيلسوف بيدبا. ويقال أن ابن المقفع أخذه من الفارسية وأُدرج فيه بابٌ جديد تحت عنوان (الفحص عن أمر دمنة)، وأُلحق به أربعةُ فصولٍ لم ترِدْ في النصّ الفارسي. يعتقد البعض إن تهمة الزندقة وجهت إليه كجزء من الخلافات السياسية داخل الأسرة العباسية ولكن البعض الآخر يرى في بعض من كتاباته وبالأخص في باب برزويه من كتاب كليلة ودمنة مؤشرات على الإلحاد حيث يقول "وجدت الأديان والملل كثيرة من أقوام ورثوها عن آبائهم وآخرين مكرهين عليها وآخرون يبتغون بها الدنيا ومنزلتها، فرأيت أن أواظب علماء كل ملة لعلي أعرف بذلك الحق من الباطل ففعلت ذلك وسألت ونظرت فلم أجد من أولئك أحدا إلا يزيد في مدح دينه وذم دين من خالفه ولم أجد عند أحد منهم عدلا وصدقا يعرفها ذو العقل ويرضى بها". ترجح المصادر والدراسات أن "باب برزويه" من " كليلة ودمنة" من تأليف إبن المقفع وخاصة القطعة التى ينتقد فيها الدين واضعا قناعاً على عقيدته الإلحادية منسوبة إلى شخص أجنبى متفادياً نشرها بإسمه فى دوائر فارس المزدكية أو فى المجتمع الإسلامى فى القرن الثانى. استنادا إلى كتاب "المعلمين" للجاحظ الذي يصف ابن المقفع كالتالي "قد يكون الرجل يحسن الصنف والصنفين من العلم فيظن بنفسه عند ذلك كالذي إعترى الخليل بن أحمد بعد إحسانه في النحو والعروض إن إدعى العلم بالكلام وأوزان الأغاني فخرج من الجهل إلى مقدار لايبلغه إلا بخذلان الله تعالى". يوجد في كتاب التوحيد لإبن بابويه القمي رواية منسوبة إلى ابن المقفع مفاده أنه قال يوما إن الذين يطوفون حول الكعبة هم "رعاع وبهائم". يتبع . محمد محمود يوسف [email protected]