بسم الله الرحمن الرحيم عد الكثيرون توقيع إعلان باريس ..ثم اتفاقيات أديس..بين الجبهة الثورية وممثلي حوار الوثبة..اختراقاً يحرك الساكن السياسي في السودان نحو تغيير النظام ..أو إجباره على التغير بفعل الضغوط الإقليمية والدولية. إلا أن الناظر الى الساحة السياسية سيلحظ عدم وجود تغيير يذكر.. الجديد الوحيد الذي طرأ هو إطلاق سراح إبراهيم الشيخ ومنسوبي حزبه..بوساطة من ثامو امبيكي . إلا أن هذه الخطوة لا تعدو كونها مجرد تقديم لموعد كان سيأتي لاحقاً حتى بدون كتابة اعتذار..فالنظام بكل المقاييس ليس بوضع يحتاج فيه إلى مزيد من مسببات الضغوط والإدانات ..فحتى عند اعتقال الصادق المهدي ..لم يكن غرض النظام أكثر من إرسال رسائل تحذيرية عبر ما يراه الحزب الأكثر خطرا عليه في المعارضة بزعمه أو ظن الآخرين أياً كانت دقتها.. واعتقال وإطلاق سراح الدكتورة مريم المهدي لا يقرأ إلا في هذا الاتجاه..نقول ذلك رغم التقدير العالي لصمود إبراهيم الشيخ في موقفه..فهو موقف يزيد من رصيده السياسي ..ولكن تأثيرة الراهن لا يعدو الاعجاب والتعاطف ..والفعاليات الشعبية التي قوبل بها أقل من مستوى موقفه... وعلينا أن نلحظ المعاملة التى عومل بها عند توعكه..فخلوها من الإنسانية وتحديها لاحتجاجات واستنكارات الجميع بالداخل ..يشير إلى عزوف النظام عن أي تغيير يذكر. ومنذ توقيع الاتفاقيتين لا يستطيع الراصد لمواقف القوى السياسية في الداخل تسجيل أي جديد مبني عليها ..واكتفت ردود الأفعال بالترحيب..وتسجيل المواقف والملاحظات.. ورغم اننا في رحاب الذكرى الأولى لهبة سبتمبر المجيدة..فلا إرهاصات لأي استثمار من القوى السياسية لهذه الذكرى.. خلا بعض الأصوات الفردية لشباب في مواقع التواصل الاجتماعي.. وأطراف إعلان باريس ..مواقفها تثير الحيرة.. فبعد الحديث عن الاختراق بالاتفاق مع حزب الأمة..جاء التبشير باتفاق وشيك مع الاتحادي الديمقراطي ..فإذا الاتفاق المعني حسب ما صدر ..هو التوقيع على مبادرة الميرغني قبيل خطاب الوثبة..حسب ما صدر من حزب الميرغني..وحزب الأخير مرهون برئيسه المتصرف فيه كمالكه..فلا جديد لديه إلا ما يقوم به..وهو خرج من البلاد بداعي المرض عند سفك دماء الشهداء وانتظر حتى سارت الهبة إلى هدوء ليعلن دعمه للنظام.. فلا يمكن أن نعول على حزب مرهون برئيسه الذي يسافر لوعكة ويعود لحولية. والجبهة الثورية تزيد الموقف إرباكاً بالحديث عن لقاء وشيك مع إدريس دبي..حليف النظام والذي سام حركات دارفور سوء العذاب أما المهدي فرغم سيل اللقاءات والتواجد الدائم في أجهزة الاعلام والكتابة بنفسه..فلا جديد..وعلينا رصد أي موقف محرك للساحة السياسية من حزبه بعد الاعلان ..فلا أكثر من مؤتمرات صحفية تعلن مقاطعة الحوار .. وحركة الحزب كبندول الساعة بين النظام والمعارضة. الجديد الوحيد هو قديم الحزب الحاكم ..في عقد مؤتمرات حزبه وترشيحات ولاته..التي تأتيك تصريحات قادته بكل مسببات الأسى والارتباك..فما عدنا نعلم من نصدق ..هل قطبي الذي يتوقع أن يتأثر سلوك حزبه إيجاباً بخطاب الوثبة..ام أزهري التجاني الذي يصرح بمقدرة حزبه علي تقويم تجاوزات صاحبت ترشيحات الولاة في الدورة القادمة..أم غندور الذي يباهي بلسان ويبرر للتجاوزات بلسان .وكبرى سخريات جدة قديم النظام ..فوز الولاة السابقون في كل الترشيحات رغم ما قيل عن الفشل في أدائهم..وتصعيد المبعدين بعيد خطاب الوثبة إلى المؤتمر العام..تمهيدا لاستمرار تأثيرهم..أم حزب الترابى فسكت كعلامة الرضى ..كيف لا وهو عروس الوثبة!!؟ والتعويل على جديد في المحيط الإقليمي رهان خاسر ..وإلا فليدلنا أحدهم عن أنجاز ذي بال في منذ مساهمة الايقاد في تقسيم السودان..وعن اتفاق تم الالتزام به من قبل النظام بعده.. ومواقف الجوار العربي ضاغطة لأسباب تخصه ولا تخص الشعب السوداني أما الموقف الدولي.. فلا يمكن قراءته إلا وفق معطيات التمدد المفاجئ لداعش..فرغم وجوده في الساحة سابقاً ..إلا أنه تمدد ووجد حاضنة شعبية سنية بفعل ظلم الشيعة في العراق وإيران..لكن العامل الذي زاد رصيده من المقاتلين.. يأس الشباب الظان بتحكيم الدين وفقاً لرؤى حركات الاسلام السياسي بعد فشل التجربة المصرية لكبرى أحزابهم والضغوط عليها في ليبيا وتونس.. لذلك فإن إعلان الغرب حرباً طويلة ضد داعش لا بد أن يأخذ ذلك في الحسبان..ويكف عن عمل شئ جدي ضد النظام ..وهذا ما يقرأ مما صدر في بيانات مصر والسعودية التي يبدو أنها فشلت في اقناع الولاياتالمتحدة في إدراج الاخوان المسلمين ضمن الجماعات الارهابية ختاماً هل من محرك؟ لا أرى غير الشباب الذي لا ولاء له للأحزاب خاصة الطائفية..وهو القطاع الأكبر تضرراً من الجمود كونه لا يخصم من حاضره فقط ..بل ومستقبله أيضاً . [email protected]