بعد ثالث !؟! خالد ساتى و نجم الغد السياسي !؟ د. فائز إبراهيم سوميت " 2 " فى العدد السايق أوضحت أن برنامج الوتر المشدود , الذى يقدمه الإعلامى التلفزيونى البارع أ. خالد ساتى , فتح نافذة جديدة , فى أدب الحوارات السياسية الذى كان يقدمه من قناة الخرطوم المتطورة على الدوام . وقد جعلنا نفكر بجدية فى سعينا المحموم لتطوير المفاهيم الديمقراطية ورفع ثقافتها بشكل يجعل الممارسة السياسية فى البلاد سلسة وقابلة للتداول بين المواطنين بعد أن تم هجرانها بشكل بائن . وقد ألهمتنا كثيرا تلك المناظرة التى جمع فيها برنامج الوتر المشدود ما قمتين سياسياتين بروف/ مالك حسين حامد خبير الإقتصاد ورئيس حزب المستقلين ود. ربيع عبد العاطى من قيادات المؤتمر الوطنى المشهود لها بالكفاءة , كان لقاء ساخنا , جامعا جمع جمعين , فيه موضوع , فيه هجوم ورد هجوم وفيه كر وفر شديدين وفيه براعة فى تناول القضية وكذلك الخبرة المتوفرة فى الطرفين فى تناول الإجابات هنا وهناك . وفى النهاية كانت المصافحة بين المتناظرين , لأن الأصل فى المناظرة ليس إبراز منتصر أو مهزوم " السائل والمعلل" بقدرما هى إثارة لفكرة أو قضية لتثير الرأى العام ليتناولها ليتواصل النقاش فيها . والمناظرة هى نوع مرتب و راقى من النقاش وهى تختلف عن " المناقشة المنطقية " التى تبحث عن إثبات الحقيقة لنفسها , ولأننا لسنا فى حقل جنائى , فالمناظرة هى جدل قائم لإستخراج الحقيقة للآخرين نقاشا , وكما أسلفت أن للمناظرة آدابها وضوابطها , وأهم ضوابطها الحوار الرفيع وتقبل الآراء والنقاشات فى سعة صدر دون إنزعاج من مخالفة الرأى , كما أن من ضوابط المناظرة ليس إثبات صحة الفكرة ,, بقدرما هى إحترام الرأى والرأى الآخر وهذا ما نحتاجه تحديدا . والمناظرة علم عربى أصيل يختص بدراسة " الفعالية التناظرية الحوارية " من خلال تقعيد قواعدها المنطقية وشروطها الأخلاقية بقصد تطوير أسلوب المباحثة التى تتم بين طرفين يسعيان إلى إصابة الحق فى ميدان من ميادين المعرفة .. وما التبارى الشعرى فى أسواق عكاظ فى تاريخ الشعر العربى الجاهلى إلا ضرب من ضروب المناظرات الإبداعية لإظهار مواطن الحسن والجمال فى الإبداع العربى . ولها قواعد أيضا يقوم فيها مدير المناظرة أو مقدمها بتوزيع أوقات فرص الحديث بالنسبة للسائل والمعلل , فالسائل يواصل فى طرح وجهة نظره حسبما يقدمها مدير المناظرة بالحيدة الممكنة والجرأة الممكنة أيضا , وهناك جانب هام فى التناظر أو المقابلة وهى تفاعل المتناظرين فى إطار الموضوع أو المواضيع المقدمة فى المناظرة .. وأحيانا تفاعل الجمهور أو المشاهدين إذا كان برنامجا تلفزيونيا .. وهذا ما نحاول أن نجعله جزء من برنامج الوتر المشدود إذا سمح لنا مقدمه أ. خالد ساتى بتقديم بعض المقترحات لتطوير أو إذا جاز التعبير إضافة أبعادا أخرى للبرنامج .. نجوم الغد السباسى .. نريد برنامج الوتر المشدود أن يكون إستفتاء على الهواء مباشرة – يستدعى له القيادات السياسية من المعارضة أو الحكومة وليس شرطا أن تكون المناظرة بين معارضة وحكومة بل نحن نحبذها أن تكون بين قيادات الأحزاب الصغيرة لتقديمها كقوى سياسية جديدة يعمل لها ألف حساب أو عليها أن تبحث عن مجال آخر , والهدف من المناظرة طرح موضوع يثير قضية رأى أو جدل عام لم تطرق من قبل الحكومة لتبصير الحكومة عليها أو لمعرفة مقدرة القيادات غير الحكومية فى تناولها ووضع الحلول لها . والجديد فى البرنامج أن تكون هناك لجنة تحكيم داخل الأستوديو تستقبل الدرجات التى يقول بها المداخلين من المواطنين على الهواء مباشرة , والمناظر صاحب أكبر درجات يستدعى إلى حلقة أخرى فى مناظرة أخرى جديدة , وإذا إستمر فى حصد الدرجات متسابق بعينه فى أربع حلقات متتالية – يصبح من حقه أن يسمى سياسيا بواسطة ترشيح الجماهير له . ومما يجدر ذكره هنا على مقدم البرنامج أ. خالد ساتى أن ينور المتسابقين بموضوع المناظرة من قبل أن يبدأ تصوير البرنامج .