كان بعض الأطفال يتسللون الي قن دجاجة كل صباح ويسرقون منها بيضتها اليومية (فتثور) الدجاجة ولا (تهدأ) إلا بعد أن يضعوا لها (بصلة) بيضاء بدلا عن بيضتها الحقيقة ! (فتهدأ) الدجاجة و تحتضنها و الطيور التي حولها مابين رأثي ومتعاطف ولائم !! نحن أيضاً مثلها شعب نائم علي (بصلة) !! لا بل نائم علي شوال بصل و ليس بصلة !! تخرج علينا كل صباح الصحف و وسائل الإعلام بأخبار فساد المسؤولون وبطانتهم فنمتعض و نستنكر ثم لا نلبث أن نستكين و ننام علي بصلة (إستغفالنا) !! أصبحنا نعيش في وطن زُكمت أنفه برائحة الفساد وضاق ذرعاً (بالمفسدين) الذين أقلقوا راحة (إقتصاده) وأوسعوه ضربا في فم معدة إستقراره !! مسؤولون جُبلوا علي الفساد يحملون نفوس وضيعة و أوراق هوية تثبت أنهم فاسدون (بالولادة) وليس (بالتجنيس) !! فسادهم لم تكن للسياسة فيه ناقة ولا جمل ! فالسياسة ليست فاسدة في حد ذاتها فهي فعل يمارسه الإنسان من أجل رفعة الأوطان وخدمة الشعب ولكن عندما يتصدر لها أشخاص (فاسدون) فانها تتلوث بفسادهم !! و عندما يتصدر لها أشخاص تكاد النزاهة تنطق من محياهم تصبح السياسة فعل يعتزل تجويد العبث !! و للتدليل على صدق ما ذكرت فلنتامل هذه الوقائع المشرفة من تاريخ ساستنا :: *الواقعة الاولى : يقول المؤرخ الشعبي شوقي بدري أن الرئيس الازهري مات ومنزله مرهون للبنك العقاري !! ويقول عندما أراد الأزهرى أن يوسّع منزله كتب لمحمد البشير طالبا سلفية خمسمية جنيه متعهدا برد المبلغ من مرتبه فى مدة سنة !! *الواقعة الثانية: كان المربي الكبير عبد الرحمن علي طه وزيرا للحكومات المحلية في حكومة حزب الامة في عام 1958 وبعد سقوط الحكومة عاد إلى قريته أربجي للاستقرار النهائي فوصله خطاب من وزارة الاشغال يخطره بأنه لن يتحصل على وصل خلو طرف من المنزل الحكومي الذي كان يشغله لأن (طبلة) جراج المنزل مفقودة !! فقام الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه بارسال بمبلغ 25 قرشا لشراء طبلة وتسليمها لمهندس الأشغال حتى يسلمه خلو الطرف !! *الواقعة الثالثة: عرض السيد مبارك زروق بوصفه وزيراً للمالية بعد ثورة أكتوبر على الرئيس عبود تخصيص مبلغ من المال يكفي لبناء منزل يليق بمكانته كرأس دولة بقي على رأس قيادة سلطة الحكم لست سنوات طوال وتنازل عنه طوعاً واختياراً، وهو لا يملك منزلاً صغيراً كغيره من عامة المواطنين . فوافق الحضور موافقة جماعية بالاقتراح الحكيم. .لكن الرئيس عبود أذهل الجميع و رفض العرض في إباء وقال: (حقاً أنا رجل فقير لا أملك سوى راتبي الشهري المحدود غير أنني لا أرضى لنفسي كما كنت لا أرضى لغيري أن يُستباح المال العام لأغراض شخصية. وكل ما أرجوه هو أن أتقاضى راتبي التقاعدي المنصوص عليه قانوناً) !! لله درهم لم (يسرقوا) أموال الشعب ليمتلكوا بها المنازل والقصور و لم تتغذى بطونهم بالمال (المشبوه) !! أماتوا الباطل بهجره و أحيوا الحق بذكره , هجروا ما ينقطع عنهم لما سوف يبقى لهم .فخلد التاريخ بياض (ذمتهم) باحرف من نور . ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا القيم و إتبعوا الشهوات ونسوا أنهم سوف يلقون غيا . تسلقوا أكتاف طبقة حاكمة فاسدة ليستطيعوا أن يسكنوا في الطابق العلوي من عمارة السلطة !! أماطوا (اللثام) عن الفساد !! ونشروا (غسيلهم) علي حبل (الخلاف) بينهم !!! وزير للمالية كان يحث الشعب على رفع شعارات التقشف ويطالبهم بربط الحزام!!ويشتكي لطوب الارض عن عجز ميزانية البلد !! تنقل الأخبار عنه (فضيحة) فسادية خالصة عيار 24 !! تفاصيلها توضح إمتلاكه 6 قصور و القصر (السابع) لولا (عمولة) نُهبت من سمسارالبيعة لوريت تفاصيله الثرى !! وفي صياغ الحادثة يروي السمسار مفجر الفضيحة أنه كان وسيطا بين الوزير ومالك البيت الذي يقع في ضاحية الرياض والذي قدر سعره بتسعة عشر مليار جنيه سوداني بالقديم. أي ما يعادل نحو مليوني دولار.. واوضح السمسار أن مناديب الوزير تواصلوا مباشرة مع المالك ولم يمنحونه عمولته المتعارف عليها قانونا !! سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله الشعب يُقتل يومياً في معركة الإمعاء الخالية !! ومسؤولوه يتقاسموا غنائمهم من غزوة النهب الكبرى لاموال البلد !! دون أن يتجرأ أحد ليسألهم من أين لكم هذا !! الم أقل لكم باننا شعب نائم علي (بصلة) !! لا بل شوال (بصل) و ليس (بصلة) واحدة !! والقانون ايضا نائم علي (بصلة) !!! بصلة "إستغفالنا" !! : : خاتمة بانت أموال الشعب المسروقة : فقلبي اليوم عليها متبول !! موده عزالدين [email protected]