بسم الله الرحمن الرحيم قضينا فترة عامين نبحث عن عقار نسكنه وبيت يحتضن احلامنا ، وامتد بحثنا ليشمل كآفة اشكال العقار من قطعة ارض خاوية الي منزل الي شقة الي ... وخلال مسيرة بحثنا الطويلة هذه امتدت مساحة التفتيش لتشمل المدن الثلاثة الخرطوم وبحري وامدرمان ،وهيأت لنا الظروف فرصة التعامل مع معظم السماسرة في هذه المدن حتي اصبحنا معروفين لديهم بالاسم كما اصبحت ذواكر هواتفنا عبارة عن اسماء سماسرة وارقام قطع سكنية ، وشهدنا خلال بحثنا تأرجح الاسعار صعودا وصعودا ثم هبوطا ثم صعودا اكثر فأكثر . وللحقيقة والتاريخ فأن قبيلة السماسرة يمتاز افرادها بالصبر وطولة البال بدليل انهم صبروا علينا كثيرا ونحن نتجول في منازل وفلل ونستمتع بمناظر احواض السباحة والجاكوزي ونحن يعلم الله وحده ان هذا (شعر"ا ماعندنا ليه رقبة ) . ولكننا استمرأنا القصة ونحن نبحث ونعيش احساس امتلاكنا لتلك القصور رغم اننا كنا نخدع في انفسنا قبل ان نخدع السماسرة . المهم في الامر انه وخلال بحثنا الطويل هذا شاهدنا قصور بعض الوزراء والسفراء وفلل بعض الولاة ومزارع قيادات رفيعة و...و.. ومابين عمارة واخري كنا نطلق شهقة قوية عندما نعلم انها ملك للمسؤل الفلاني وتعيش فيها زوجته الاولي ، و هذه البناية تقطنها الزوجة الثانية ، وتلك تقيم فيها الزوجة الثالثة ومابين الدهشة والذهول تنطلق من افواهنا شهقة كبري تتخللها شفاه متدلية تنم عن عبطنا وسذاجتنا حينما اعتقدنا لوهلة ان قادتنا يقطنون معنا في الاحياء الشعبية ويتقاسمون معنا الذباب والباعوض . اما المعركة الاخيرة التي دارت رحاها بين السمسار والوزير اوضحت اولا حجم المكاسب المادية التي تجنيها قبيلة السماسرة في صفقات البيوت السمينة ، كما اوضحت ان نسبة السمسرة ال5% تكاد تكون مقدسة والالتزام بها اساسي لأكمال الصفقة ولو حاول البعض جعلها 2% او 3% فلن يمشي الحال (وستقوم القيامة). علي العموم هذه المعركة الاخيرة وان كانت وقائعها حقيقية كما رواها السمسار او كانت ملفقة كما صرح بذلك الوزير فهي تفتح الباب علي مصراعيه حول مدي شفافية اقرار الذمة لدي المسؤلين ،ومدي مصداقيته وقربه من الواقع وعليه ينبغي ان يتزامن تقديم اي مسؤل لأقرار ذمته مع مؤتمر صحفي للسماسرة وعلي كل سمسار ان يأتي بكشف مسبق يوضح لنا فيه حجم العقارات والمزارع والممتلكات التي ساهم في شراءها او بيعها او مقايضتها لذلك المسؤل لأن تلك(الكشوف) البرلمانية الانيقة ماعدنا نثق بها . كما اننا نريد من نقابة السماسرة الدعوة الي عقد مؤتمر صحفي يشمل كآفة وسائل الاعلام علي ان تكون التغطية علي الهواء مباشرة . ونريد ان يشارك في هذا المؤتمر سماسرة السيارات ايضا لأن هذه الاخيرة عالم كبير تكتظ فيه اللاندكروزرات مع الانفينتي والجاكوار والبورش والbmw وصغقات بيع تلك السيارات تتجاوز بكثير اسعار المنازل و(اللي علي رأسه بطحة يحسس عليها) ولأني انا شخصية غير مرغوب فيها لدي السماسرة حيث اني اضعت الكثير من وقتهم واهدرت الكثير من رصيد هواتفهم واهلكت وقود سياراتهم وهم (لافين معاي علي الفاضي ). لكل ماتقدم اقترح ان تتبني هذه المبادرة وزارة العدل بالتعاون مع ادارة مكافحة الثراء الحرام ...وعندها ستشاهدون العجب العجاب وصدقوني اسرار و ممتلكات المسؤلين لايعلمها احد مثل قطاع السماسرة لأن طبيعة مهنتهم تحتم عليهم الدخول الي المنازل ومعرفة دهاليزها ومداخلها ومخارجها فيدخلون المطبخ لمعاينته والحمام للتأكد من صلاحيته وغرفة النوم لمشاهدة مساحتها وهكذا هم علي علم بكل شاردة وواردة ولهم في هذا الشأن الكثير من القصص ، وليت ادارة الامن الاقتصادي تستعين بهم لأن في جعبتهم تفاصيل الكثير من الصفقات حتي ان بعضهم يعلم ما اذا كانت هناك زوجة في الخفاء ام لا في حين ان الزوجة نفسها قد لا تعلم مايعلمه ذلك السمسار. [email protected]