ارتبط بأذهان الكثيرين وعلى نحو راسخ أن مهنة «السمسرة» مهنة حكر على الرجال فقط نسبة لأن التعامل فيها دوماً يكون مع الرجال كما أنها مهنة شاقة ولكن امتدت هذه المهنة مؤخراً لتشمل النساء ايضاً حيث اصبحت تمثل المرأة في سوق «العقارات» دورها في الوقوف على الاراضي والمنازل التي يريد اصحابها بيعها وتقوم باستجلاب شارٍ مقابل نسبة معينة تحصل عليها من البائع وفي كثير من الاحيان تتحصل من المشتري على نسبة أخرى حسب نوع ومكان العقار الذي قام بشرائه. «آخر لحظة» قامت باستطلاع عدد ممن يمتهنّ هذه المهنة بغرض الوقوف على المصاعب التي تواجههن .. فمعاً نطالع ما قلنه: بدءاً التقينا خديجة عثمان والتي تعمل في منطقة شرق النيل حيث تروي قائلة : بدأت العمل في هذه المهنة قبل خمس سنوات وفي البداية وجدت عدم تقبل من السماسرة الموجودين في الحي ولكن عندما اصبح لي زبائن ومعارف حتى من خارج الحي وامتدت شهرتي لتشمل مناطق عديدة بدءً من الحاج يوسف و المايقوما والردمية والعيلفون والجريف والامتدادات اقبلوا عليّ واصبحوا يتعاملون معي ولكن لا توجد صعوبات أخرى تواجهني خاصة وأن المرأة اصبح لها وجود في كل المجالات لذلك المجتمع تقبلني. وأضافت أتمنى أن يدرك الجميع بأن المرأة لم يعد دورها على مقتصراً على الأعباء المنزلية فقط. وعلى ذات الصعيد ذكرت محاسن عبد الله والتي تعمل في منطقة بحري قائلة من الصعاب التي واجهتني في أول الطريق هي عدم تقبل الأسرة لعملي كسمسارة ولكن بعد أن ادركوا ان هذه المهنة هي كغيرها من المهن مصدر لكسب العيش اصبحوا يساندونني واذا كان هناك شخص يعرفونه في مكان عملهم يريد شراء قطعة أرض أو منزل في منطقة بحري يطلبون مني أن أقوم بالبحث لهم عن المواصفات التي يطلبها وأضافت نحصل على نسبة 5% عند بيع أي عقار. ومن جهة أخرى ذكرت فتحية والتي تعمل في منطقة الكلاكلات قائلة ليس هناك مصاعب تواجهني فأنا أعمل بهذا المهنة قرابة السبعة أعوام وكنت اعمل مع زوجي أساعده بجلب الزبائن له من نساء المنطقة اللاتي دوماً ما يطلب اقرباؤهن المغتربون منهن شراء أراضٍ في المناطق المجاورة وبعد أن توفى زوجي قبل عامين أصبحت بحمد الله متمرسة في المهنة وأعرف تقييم العقارات واذا كان هناك من يريد بيع عقاره بسعر لايتناسب مع القيمة السائدة أقوم على الفور بالقول له «شوف ليك سمساري تاني لان قطعتك دي ما بتجيب غير كدا» وهذا مبدئي في المهنة. وهكذا تبقى مهنة السمسرة هي سيدة الموقف بالنسبة للرجال وحظوظ المرأة بها قليلة إلى حين إشعار آخر.