علي هامش انعقاد شوري ومؤتمر الوطني بجنوب دارفور انتظمت ولاية جنوب دارفور الولاية الاكثر إثارةً في السودان علي الاقل في الخمس سنوات الماضية وهي تتصدر المشهد بين الشد والجزب ليس بين الحكومة والحركات المسلحة بل بين الحكومة والمتفلتين من جهة وبين الحكومة والحركات من جهته أخري واحيانا بين القبائل صراعا وقتالا بل صار الانقسام داخل دهاليز الوطني ويظهر ذلك الاستقطاب في عدم استقرار الجهاز التنفيزي والسياسي فولاية جنوب دارفور هي الولاية الوحيدة التي استهلكت ثلاثه ولاة في فترة تقل عن الخمس سنوات هي السنوات القانونية للانتخابات ابتدأءاً من الدكتور عبدالحميد موسي كاشا ومرورا بالاستاذ حماد اسماعيل حماد وحتي عهد الوالي الحالي اللواء ادم محمود جار النبي هذا التذبذب انتج أوضاع أكثر من مأساوية في الولاية الابرز بعد العاصمة الخرطوم من حيث السكان والتجارة والصناعة فعاشت ولاية جنوب دارفور حالة من الوفضي ضاعفت من حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي والقبلي الحاد فبرزت تكتلات قبلية ومناطقية وكل يغني علي ليلاه فتحولت جنوب دارفور الي سجن كبير ومرتع خصب للنهابين وقطاع الطرق وعصابات الاختطاف والابتزاز في حكاية اشبه بأفلام الرعب والآكشن والمركز يتفرج وهو يخلف رجل علي رجل الي ان جاء شهر رمضان المعظم والتي نحسب ان بركاته لينت قلوب ولاة أمورنا ليعطو الضوء الأخضر لصناع القرار هناك ويتنفس أهل نيالا الصعداء وهم يهللون ويكبرون في عيد اسكتت فيه اصوات الرصاص ودوي الدانات وانكشفت وجوة الناس بعد ان منع (الكدمول ) والمواتر والتي تتخفي خلفهما معظم الجرائم في خطوة أعادة الثقة بين مواطني الولاية وقواتهم المسلحة الباسلة فبادلها جمهور نيالا بالتحية والتجلة تكريما وتعظيما بأعادة نيالا الي هدوؤها وسكينتها التي عرفت بها .... ونرجو ان يديم الله السكينة والطمأنينة التي تسمح للزراع والصناع القيام بدورهم في حبور وسرور ؟؟؟ في خضم هذه الاحداث برز المؤتمر الوطني كلاعب أوحد في ميدان السياسه لمارس علينا ديمقراطيتة المغلفة بثوب القبلية والجهوية تضاهي بروز الثعلب في ثياب الواعظينا لكن الزمان أخبرنا بأن (مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا) وجاءت شوري الوطني والتي فاحت رائحتها عبر وسائل الاعلام والوسائط والأسافير لتيصور لنا شكل الصراع والذي في ظاهرة الرحمة وفي باطنة العذاب لم يكن صراع نخب وأفكار وسياساب بل صراع يؤطر لحالة الانقسام الدائر في الولاية بين مجوعة (هبت ) و(الاقليات) المذعومتين هذه الفرضية ان صحت تكون قد مسحت بكل تاريخ الوطني الذي يدعي بأنه ينطلق من قاعدة اسلامية عنوانها الابرز هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه ... وفي سبيل الله قمنا نبتقي رفع اللواء لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجده او ترق منا الدماء ... كل تلك الشعارات الآن علي المحك في ظل المعطيات الماثلة أمامنا وتتضائلت بل أحترقت في هشيم القبلية التي غيرت شيوخ وكوادر الاسلاميين الذين عرفناهم بسماههم في وجوههم من أثر السجود الي هذا الدرك السحيق ... ورأينا ذلك في تحسر البروفسور غندور نائب رئيس الحزب الذي شرف جلسات المؤتمر وتلميحاته علي حالة الاستقطاب القبلي اللعين ... مجتمع دارفور لايعرف هذه التقسيمات بل هو مجتمع معافي ونقي حمل في بوادييه وفرقانة وحلالة ومدنه وفرقانه بذرة التآخي والمودة بين الناس فكانت نيالا بوتقة انصهر فيها كل اهل السودان من اغاصي الشمال والشرق وحتي الاقباض والمسيحيين من لدن كامل دلال وحتي البير راغب كانو هم أهل نيالا فاليوم .... نيالا تحتاج منا جميعا ان نحتكم الي القوي الأمين بغض النظر عن لونه او قبيلته لأنه كلكم لآدم وأدم من تراب وهذا الكلام كان يجب ان يقوم به انصار الحزب الحاكم الذين نصبو من انفسهم خلفاء الله في الارض.لكنهم فشلو في ان يتوافقو فيما بينهم فرأينا هذه الحلبة التي هي أشبه (بصراع الثيران في اسبانيا) فهل من عجزو في ان يتفقو فيما بينهم في الحزب الواحد جديرون بتوحيد أهل الولاية فعلي الوطني ان يعيد البصر كرتين من اجل المحافظة علي الاستقرار الذي حصل بقدرة قادر وان يقرع عضويته وان يعاقب المنفلتين والوالغين في وحل الاستقطاب القبلي لأنهم أخطر من غيرهم ... استقرار نيالا رهين بالتعايش بين أهلها جميعا دون الدخول في وحل القبلية المنتنة التي حضانا رسولنا الكريم صل الله علية وسلم بأن دعوها فإنها منتنة ...والعودة الي الحق والرجوع الي الحق فضيلة [email protected]