السلام مابين القيمة الجمالية والعاطفية والعقلية ، هو المدخل للآخر علي مر العصور ، في حياة الأفراد والبويتات والفرقان والقرى والمدن والدول وكل الشعوب . السلام هو مدخل للإلفة والمحبة ، بشرط يبقى السلام من أجل السلام ، مش السلام والسلام ، أو السلام ذرا للرماد في عيون الإعلام وعيون الناس . السلام (التحية) كلمة مفتاحية للكثير من امورنا ومشاويرنا الحياتية . السلام اللي فتشنا عليه في ميشاكوس وناكورو وأبوجا ونيفاشا وغيرها ، ولسه بنفتش عليه في الدوحة وأديس أبابا والكثير الكثير من عواصم وبلدان العالم هذا ، في الحقيقة نحن أحوج ما نفتش عليه في أنفسنا ، لأنه ببساطة لا إعمار لهذه الأرض بلا سلام . محتاجين للتدبر والتفكر في أنفسنا ، في دواخلنا ، في مجتمعنا ، في بيوتنا وشوارعنا ، مدارسنا ومؤسساتنا ، في قعدتنا والقومة ، في لمتنا للجبنة وشربة شاي . ما محتاجين نشهّد عليه خلق الله من مختلف دول العالم ، محتاجين فقط نشهّد عليه ربنا ونجكمه في أمرنا ، لأنه هو السلام منه السلام وإليه السلام . لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث ليالي فيلتقيان ، فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ، خيرهما هذه هي فلسفة العملية السلمية لأنكم خير امة أخرجت للناس . ألا أنبأكم بشئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ، فلسفة الحب هي إفشاء السلام ، هذا الوطن أحوج ما يكون للحب ، إذا هو في حاجة ماسة إلى إفشاء السلام . حب أخوي لأخوك ، حب ابوي لأبوك ، حب ناس بيتنا لناس بيتكم ، حبي أنا ليك ، حب مجتمعي لمجتمعك ، حب كل مجتمعنا هذا لبعض لصهر السوداناوية بغاباتها وصحراءها الكبرى وخط الإستواء ، عبيدها وشيوخها ، وكل شخوصها . سلام جا واحد من شخوص عبد المطلب الفحل في دكان ود البصير ، إسم بيحمل كل معاني طول النظر والجمال والحميمية ، الحميمية المفقودة التي تمثل أشواق وأماني وآمال وأحلام أمة ، أحلام شعب ، سلام جا هذا لو لم يكن يحمل هذا الإسم ما كان بيخيل عليه أي إسم تاني . في أدبياتنا سلموا اي عليهم جملة حتى اللسه قبل الخلق والتكوين ، صناع الحياة اليوماتي نبض الشعر والموسيقى والتلوين . في أغنياتنا أحرموني ولا تحرموني سنة الإسلام السلام ، لو معنعن قول كلموني ، حبي طاهر لما تظلموني ،برضي قابل الظلم إحترام ، أحرموني ولا تحرموني ، بس في ظلم مايتسكتش عليهو ، وعدم السكات هذا تحديدا هو مايخرج مثل هذه الاغنيات صرخة في وش الزمان الشين ، وتفرق كتير صرخة غنائية مؤدبة من صرخة صارخة من حيث الوسائل والأدوات . نحن بالسلام نصنع الحياة . السلام قيمة جمالية ، والقيمة الجمالية مرتبطة بالقيمة العاطفية ، والقيمة العاطفية بتنقلنا للقيمة العقلية . الناس في بلدي أغنية بديعة بتحمل هذه المضامين والمعاني الجمالية والعاطفية والعقلانية السامية . الناس في بلدي يصنعون الحب ، فقط علينا بترميم هذه المصانع التي هي (نحن) ، كلنا . وعليكم السلام . بل علينا . خالد دودة قمرالدين [email protected]