يتبني حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان مشروع حوار قال عنه :انه المخرج او البلسم الشافي للمشكل السوداني البالغ التعقيد .في ذات الوقت الذي دعا فيه كافة المكونات السياسية للاشتراك فيه .ولكن مع ذلك وفي مفارقه صارخة اعلن الرئيس البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه اعلن : انه لا مكان للمكونات السياسية التي تتبني فكرة النضال المسلح في مائدته . هذا ويجادل المفكرين والمهتمين بالشان العام حول : ما اذا كانت دعوة المؤتمر الوطني صادقة ام لا ، متجاهلين في الوقت ذاته اثارة بعض النقاط التي لو تم الاتفاق عليها ربما ساعدت في الوصول الي ارضية مشتركة تعمل علي انهاء هذا الجدال العبثي . ماهي القيمة التي يضيفها الحوار : ينبري الحزب الحاكم الذي نال وسام الفشل في تقديم تبريرات تعجز عن اقناع المراهقين سياسيا ناهيك عن شعب راشد كالشعب السوداني البطل . هذا الحوار بالتاكيد دون الطموح . كما انه لا يمكن ان يكون باي شكل من الاشكال خارطة طريق او بلسما شافيا . النظام الحاكم يدعو للحوار مع انه جلس علي سدة الحكم قسرا ؛ وأد الديمقراطية ليحل مكانها نظاما دكتاوريا يرتدي لباس الدين . حتي كتابة هذه السطور ، تواصل اجهزته الامنية في تضييق الخناق علي الطلاب والناشطين في المجاليين السياسي والقانوني . سلاحها الجوي ما زال يقذف المدنيين العزل في كل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق .مليشاته القبلية تتعرض باستمرار للشرفاء في اقليم دارفور . هنالك ازمات اقتصادية وسخط شعبي . في ظل هذا الوضع البائس والمتردي لا يجدي اجراء اي حوار عبثي . حتي لو اُجري فهو بالطبع لا يمكن ان ينجح في احتواء الازمات التي تعاني منها بلادنا . حوار كهذا لا يضيف شيئا للشعب السوداني بقدرما سيعمل علي اضفاء الشرعية للنظام الغاشم . كدعاة للتعايش السلمي لسنا ضد فكرة الحوار بحد ذاتها طالما انه :اي "الحوار " يلبي طموحات جماهيرنا .ولكنا ضد اعادة انتاج نظام جديد بذات المواصفات السابقة . متي يكون الحوار : فقط ،حينما تضع الحرب اوزارها .ويتنازل حزب المؤتمر الوطني الحاكم من السلطة ويعود النازحين واللاجئيين الي قراهم واوطانهم ؛حينها فقط سنتحاور . وحتما سنصل لقناعات ومفاهيم مشتركة يمكن ان تضع حدا لازماتنا المتلاحقة . لسنا معنيين بحوار دعا اليه مجرم حرب، ملاحق جنائيا من قبل محكمة الجنايات الدولية .ولسنا ملزمين بتلبية دعوته . ملزمين فقط بحوار يصدر من الشعب .هذا الحوار ليس وطنيا باي شكل من الاشكال ؛هو كذلك لانه صدر من حزب المؤتمر الوطني وليس لانه يعبر عن ارادة الشعب والوطن . [email protected]