الفوارق التي تجعل المقارنة منطقية بين التجديد دستورياً للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية إبان الفترة من العام 1932 وحتى وفاته في العام 1945 إذ قضى ثلاث دورات رئيساً ومات في بداية الرابعة على خلاف رصفائه الذين سبقوه وفقاً للنظام الدستوري الذي لا يجيز إلا ولا يتين متتاليتين فقط للرئيس الأمريكي .. لكن ظروف الحرب الكونية الثانية التي إندلعت أثناء رئاسته حتمت إستمراره رئيساً نظراً لرجاحة عقله وحكمته .. فكان على قدر التحدي حيث قاد الحلفاء للنصر على دول المحور ،رغم أنه كان مصاباً بشلل الأطفال الذي ألم به وهو على أعتاب الآربعين ولكن ذلك لم يفت من عضد عزيمته أو يؤثر في إتقاد عقله وشعلة ذكائه ! وكانت له مقولة مشهورة .. حين قال إنه لايخاف إلا من الخوف نفسه ! في بعض الولايات السودانية المختلفة المساحات والمشاكل تدور حروب ولكنها ليست بين دول المحور و الحلفاء وإنما بين سلطة يفترض أنها وطنية ومواطني دولتها وهذا مايبرر بالتأكيد دون الإلتفات لورقة الدستور المعطلة عملياً أن تقتضي ضرورة قتال هذا العدو ليتم التجديد للرئيس المشلول الحركة دولياً رغم إستبداله لركب الركض ، فهو أيضاً لا يخاف إلا من ملاحقة محكمة السيدة فاتو بن سودا له في المطارات والأجواء الخارجية ! ومثلما جعل الرئيس روزفلت من على كرسيه المتحرك بلاده أقوى دولة على وجه البسيطة في التاريخ الحديث .. فان رئيسنا بالمقابل بقدرته الفائقة على الرقص فوق جثة الوطن قد جعل منه قلباً معتلاً في الصدر الأفريقي وجسداً مشلولاً على كرسي يطلب الدفع النقدي من أيادِ العرب.. بل ونسياً منسياً في ذاكرة التاريخ المعاصر بعد أن كان صوته مجلجاً في غابر الأيام القريبة وعلى منصات كل المحافل .. فاصبح اليوم جواز سفر مواطنيه سبة تستوقف حاجبي الريبة خلف طاولات تدقيق الجوازات في اغلب محطات العالم ! لذا فلا غرو إن أجمعت قيادة الحزب التي هي الدولة والصولة على التمديد للرجل في مؤتمر الحزب الناهي والآمر المزمع عقده من جيب الخزينة العامة قريباً لولاية ثالثة وربما يعيش حتى الرابعة والخامسة مع إسقاط المدة التي قضاها رئيساً لمجلس قيادة الثورة الراحل .. مثل شعبنا الذي يهيم في فجاج الأرض سعادة بهذا التجديد .. ولا عزاء للبقية القاطنة في حضن الداخل الملتهب بحب الناس لهذا الإنجاز .. إلا البكاء من شدة الفرح الذي نهديه للوجه الجديد للمستعمر غردون اسف غندور باشا ورفاقه الآمينين على سلامة إجراءات التجديد و بالدستورطبعاً .. ودستور يا أهل السودان ولكن بدون إحم مع الحب والتقدير ! [email protected]