الحركة الشعبية لتحرير السودان حركة جماهيرية واسعة، وهي حركة رفض لواقع الظلم وأختلال ميزان التنمية الغير متوازنة في البلاد وتزيف واقع السودان المبني علي التنوع التاريخي والواقع المعاصر ، فهي حركة تغيير اجتماعي تسعي لتأسيس رابطة قومية يلتف حولها كل السودانيات و السودانيين لاجل ذلك تخوض معركة التغيير مع رصيفاتها من القوي السياسية المدنية والمسلحة وكل القوي التي لها مصلحة في التغيير لتحقيق السودان الجديد ، سودان الرفاهية والعدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة الحقة ، تضم في صفوفها العديد من السودانيين و السودانيات الراغبين في مشروع وطني جديد يحقق التطلعات والطموحات الكبيرة ويجيب علي أسئلة المستقبل ، للحركة اصدقاء يدافعون عنها وعن مواقفها وبرامجها فهم خارج أطرها التنظيمية فالقاسم المشترك بينهم هو البرنامج الذي تتبناه لان مشروع التغيير ملك لكل السودانيين ورواد التغيير ، وسائلها وآلياتها التعبئة الجماهيرية لإحداث أنتفاضة شاملة تزيل النظام الحاكم ، ثاني وسائلها الكفاح المسلح والنضال العسكري الثوري واخيرهم الحل الشامل المفضي الي تغيير حقيقي وإحداث تغيير دستوري كامل يعيد ترميم وتأهيل واقع الدولة السودانية علي أسس جديدة تتضمن المواطنة كشرط ومدخل اساسي لاي نقاش يفضي لحلول جذرية ، واللامركزية والهوية والخدمة المدنية ووضع دستور جديد تنبثق منه قوانيين تتماشى مع المواثيق الدولية ووثيقة الحقوق الأساسية ولا يتأتي ذلك الا بقيام مؤتمر دستوري قومي يشمل كل فصائل المعارضة المدنية والمسلحة والقوي الحية الجديدة من الحركات الاجتماعية والشبابية الفاعلة والنقابات والفئويات وكل الوان الطيف السياسي السوداني . *الحركة الشعبية نبذة تاريخية : تأسست في 16 مايو 1983م بقيادة مؤسسها ومفكرها الدكتور الراحل المقيم / جون قرنق دي مبيور أتيم وبرفقة رفاقه من المؤسسين الأوائل إنطلقت من جنوب السودان لظروف وعوامل تاريخية ساهمت في الانطلاقة وهي جنوبية الانطلاق وقومية التوجه والانتماء ، طرحت مشروع وطني جديد اطلقت عليه السودان الجديد استطاعت في فترة تاريخية وجيزة ان تسوق لطرحها ومشروعها وتعرف نفسها للاخريين إنضم إليها العديد من السودانيين و السودانيات المؤمنين بفكرها وطرحها فكان السياسي المرموق والباحث والمفكر النابغة الدكتور/ منصور خالد في مقدمة الركب فسار علي طريقه قادة عظام وشجعان جاءوا من عمق السودان الشمالي ومن مناطقه المختلفة كاسرين ومفندين نمطية كانت في مخيلة الكثيريين من الساسة السودانيين شمالاً و جنوباً لفترة طويلة جداً تمتد ما بعد الاستقلال الي حين إنطلاق الحركة الشعبية ً تتمثل في استحالة أنطلاق منظومة يمكن ان تجمع في صفوفها سودانيين بمختلف أنتمائتهم الجغرافية شمالاً و جنوباً ورغم ان هنالك ارث كبير ومحاولة جادة في فترة المستعمر أسسوا لها قادة عظام من قادة السودان علي عبداللطيف وعبيد حاج الامين ورفاقهم في جمعية اللواء الابيض، فكان هؤلا حضوراً وهم امتدادا لذلك الارث ويأتي ذكر هؤلا القادة والرفاق للمثال وليس للحصر منهم من قضي نحبه ومنهم من هم قادة للحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال حتي الان مع الاحتفاظ بمقامتهم السامية ومسمياتهم التنظيمية مالك عقار أير و ياسر سعيد عرمان ويوسف كوة وعبدالعزيز آدم الحلو وياسر جعفر السنهوري ومحمد سعيد بازرعة وعبد الباقي مختار وكمال الوسيلة ووليد حامد وداؤد يحي بولاد ورحمة رحومة وقور محمد سليمان قور والقائمة تطول من الرفاق والرفيقات اللذين اصبحوا جزء من الحركة الشعبية في تلك الحقبة التاريخية المهمة ، فهؤلا الرفاق قدموا مع رفقائهم ورفيقاتهم الكثير من النضالات والتضحيات طيلة الحرب الاولي ولا زالوا بعد انفصال جنوب السودان يقدموا الكثير من اجل السودان الجديد . *التحالفات السياسية ومبادرات السلام وانفصال جنوب السودان ظلت الحركة طيلة نضالها الطويل من أجل الحرية والديمقراطية تبحث عن التغيير بشتي السبل والوسائل فالمفاوضات والتسوية الشاملة من ضمن اليات عملها ووسائلها فمنذ انطلاقاتها لم تترد أبدا في البحث عن سلام عادل وشامل يعالج جذور أزمة الدولة السودانية ومن اجل ذلك وسعت دائرة تحالفاتها مع كل القوي السياسية المدنية والمسلحة وطافت العواصم المختلفة لتطوير تحالفاتها فكان لقاء أمبو الشهير بإثيوبيا الذي جمع العديد من الساسة السودانيين للتفاكر حول مستقبل السودان ومن بعدها أعقبها اتفاق كاكودام مع حزب الأمة ومن بعدها أيضا اتفاقية الميرغني /قرنق بإثيوبيا الذي مهدت لأشياء أساسية ان تم الإلتزام بها في ذلك الوقت ولم تجهض بانقلاب الجبهة الإسلامية من المأمول قد تكون حسمت قضية الحرب في السودان للابد ، و بعد إنقلاب الاسلاميين دخل السودان مرحلة جديدة من توسيع دائرة الحرب الجهادية التي اعتمدوها كطرح أساسي لهم لتثبيت أركان نظامهم الجديد ، مما استلزم توحيد كيانات المعارضة و جاءت تجربة التجمع الوطني الديمقراطي التي ابتدرت نقاشته الأولية وكتب ميثاقه الاولي بسجن كوبر ومراحله المتنقلة من القاهرة واسمرا وصولاً لمؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية المنعقد في العام 1995م بدولة إريتريا فهذه التجربة بشقيها السياسي والعسكري اتاحت للحركة الشعبية ولاصدقائها وحلفائها من اللذين عملوا معها تحت مظلة التجمع للتعرف عليها وعلي افكارها ودينمكايتها فحققت مع حلفائها إنتصارات كبيرة علي كل الاصعدة دبلوماسيا وسياسياً وعسكرياً فكان ابرزها دخول منطقة كسلا في 1998م كرسالة قوية لنظام الخرطوم . في ذات الاتجاه والصعيد الموازي للتحالفات كثرت المبادرات الإقليمية والدولية للبحث عن سلام عادل وشامل فطرحت العديد من المبادرات منها ابوجا (1) وابوجا (2) ومبادرة الايقاد في 1997 م والمبادرة العربية المشتركة ومبادرات اخري وتدخل الوسطاء واصدقاء الايقاد الي ان جاءت نيفاشا التي اعتمدت مبادرة الايقاد وبنودها كمرجعية للحل والتفاوض دون أسهاب او شرح لنيفاشا والملابسات الاقليمية والدولية التي ساهمت في ان تكون نيفاشا كما جاءت ببروتكولاتها الست والفترة الانتقالية والتي هي بالضرورة معلومة للكل ولكل من عايش سنينها الست وصولاً لقيام استفتاء جنوب السودان وإختيار مواطني ومواطنات جنوب السودان الانفصال كخيار لهم وتأسيس دولتهم المستقلة . [email protected]