نكتب هذا الرد علي مقال الرفيق عادل ابراهيم شالوكا التي نشرت في سودانايل بتاريخ 21 فبراير2012… بعنوان ( الحركة الشعبية لتحرير السودان _ قطاع الشمال … فشل نظرية التوطين .. ، بالرغم ان كثير من الرفاق والاصدقاء حثونا بان لا نرد عملا بمبادي العمل العام التي تلزم عدم التطرق الي المسائل التنظيميه في وسائل الاعلام ، ولكن ما دعانا ان نصر علي الرد هو ان ما تطرق له الرفيق عادل ابراهيم ليس فقط قضايا تنظيمية وانما هنالك بعض القضايا الفكرية والفلسفية وايضا قضايا تتعلق بالنظرة للمشكلة السودانية وطرائق حلها وايضا مسائل مرتبطة بالعمل الجماهيري الجبهوي الواسع ، فلذلك سوف يكون ردنا محصور بقدر الامكان في هذه القضايا بعيداً عن الخوض في القضايا التنظيمية التزاما منا بأخلاقيات العمل الحزبي والعمل العام عموما . اولا ذكر كاتب المقال بانه لا يزال ملتزم بمبادي السودان الجديد كما جاء كالاتي ( إلتزامنا التام بمشروع السودان الجديد كحل وحيد للأزمة السودانية شمالاً وجنوباً , ونؤكد إيماننا بالتنوع التاريخى والمعاصر وأهمية الإحتفاء به وإتخاذه أساساً لإعادة بناء دولة الشمال وهيكلتها ).. حسناً اذا عدنا الي عنوان المقال ( انهيار نظرية التوطين ) ، كيف يؤكد كاتب المقال انه لا يزال يؤمن بمشروع السودان الجديد … الخ ، وفي نفس الوقت يتحدث عن انهيار نظرية السودان الجديد !؟ لأن في رأينا المتواضع ان فلسفة التوطين ترتبط إرتباط عضوي لا فكاك منه مع فلسفة مشروع السودان الجديد (نظريا) وهذه النقطة لا أعتقد انها محل جدال ، فأذا تحدث الكاتب عن فشل التطبيق لكنا اتفقنا معه جزئيا ولكنه تحدث عن فشل النظريه نفسها ، وهنالك بالطبع فرق بين الاثنين ، وعندما يقول الكاتب انهيار نظرية التوطين يعني انهيار الافكار والاطروحات النظرية والفلسفة القائم عليها مشروع السودان الجديد بسبب الأرتباط العضوي بين الفكرتين الذي ذكرناه انفاً ، وبالتالي السؤال هنا لماذا يؤمن الكاتب بنظرية فاشلة ومنهاره ؟؟ الا اذا كان يعيش حالة تناقض فكري . اخيرا .. هنالك من يبثون بعض الاشاعات بأن القوي الاجتماعية في الشمال النيلي لا يمكن ان تلتقي في النضال من اجل التغير مع القوي الاجتماعية في باقي اجزاء السودان ، وهذا ما يفهم من حديث الرفيق عادل ابراهيم ولكن هذه الاشاعات يبثها بالطبع المركز الحاكم كما عهدناه منذ الاستقلال حتي يحمي نفسه من ان تتأسس الكتلة التاريخية لأزاحته ، هذه الكتلة التاريخية التي كان يجب ان تتأسس منذ زمن لولا تآمر الانتهازين من هنا وهنالك . صحيح ان هنالك من انتمؤا الي الحركة الشعبية لخدمة مصالحهم الذاتية ولكن ليس الجميع كما يفهم من مقال عادل ابراهيم وايضا هؤلا الانتهازين والامنجية الذين دخلوا الي الحركة الشعبية لم يدخلوا عبر بوابة التوطين بل عبر بوابة اللجان التنظيمية التي كان الرفيق عادل من ضمنها ، فهل يعقل ان هذه اللجان لم تجد من هو مؤمن بمشروع السودان الجديد ؟؟ هذا بالطبع مستحيل . اذا العيب فينا وليست في نظرية التوطين يا رفيق عادل واسمح لي ان اقول لك ان مقالك تفوح منه نزعة عنصرية ، وهي نزعة مرفوضة وغير مقبولة اطلاقاً ، والدعوة الي انكماش الحركة الشعبية لتحرير السودان جنوباً دعوة قديمة بقدم الحركة الشعبية نفسها ، وتاريخ الحركة الشعبية يحدثنا عن ان كل من تبنيء هذه الدعوة انتهي به المطاف الي التحالف مع اعداء الحركة الشعبية ، وبالتالي فان اصحاب هذه الدعوة مكشوفين بالنسبة لنا ولا يمكن ان يحرفونا عن مشروعنا الكبير – من حلفا الي نملي ومن طوكر الي الجنينه …