استقبل فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان أمس سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وذلك في إطار الزيارة التي تقوم بها الوساطة حاليا للسودان. ونقل سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود خلال المقابلة تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لأخيه فخامة الرئيس السوداني، وتمنياته لشعب السودان الشقيق بالمزيد من التطور والنماء. كما حمل فخامة الرئيس السوداني من جانبه سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية تحياته لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، متمنيا لدولة قطر وللشعب القطري المزيد من التطور والازدهار، تحت قيادة سموه الحكيمة. وقد أطلع سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، وسعادة السيد باسولي فخامة الرئيس البشير على الجهود التي تقوم بها الوساطة من أجل الوصول إلى حل للنزاع في دارفور، والتطورات التي وصلت إليها عملية السلام الجارية في الدوحة. وقد عبر فخامة الرئيس البشير عن تقديره لجهود الوساطة، والدور الرائد الذي تضطلع به دولة قطر في إحلال السلام في دارفور، مؤكدا من جديد التزام حكومته ومباركتها لأي اتفاق يتم التوصل إليه في منبر الدوحة لحل النزاع بدارفور. حضر اللقاء عدد من الوزراء والمسؤولين السودانيين، وسعادة السيد علي حسن الحمادي سفير دولة قطر لدى السودان، والوفد المرافق لسعادة الوزير والوسيط المشترك. وأوضح سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود في تصريح صحافي له عقب لقائه مع الرئيس السوداني «أنه قد تم تقديم شرح كامل لفخامته حول ما تم في مسيرة السلام، وما سنقوم به من جهود.. واستمعنا إلى مرئيات وتصورات فخامته». مشيرا إلى أن «اللقاء كان مطولا وموسعا، ولمسنا حرص فخامته على تحقيق السلام الشامل والعادل، وطلبنا من فخامته المساعدة للوصول إلى السلام الشامل الذي يفيد دارفور والسودان ككل». وذكر سعادة السيد آل محمود أن جدول الزيارة يضم لقاءات ومحادثات مع الحكومة والقوى السياسية، وجولة في ولايات دارفور التي ستتم بها لقاءات مع النازحين واللاجئين، ومنظمات المجتمع المدني، وأصحاب المصلحة، والرحل وغيرهم. من جانبه قال الدكتور أمين حسن عمر، وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية، إن الوساطة ستجتمع مع جميع الأطراف المتأثرة والمؤثرة، مضيفا «إن الوساطة اليوم (أمس) طرحت على فخامة الرئيس أفكارها، وكيفية عملية التفاوض، والجهود المبذولة منها لجمع الأطراف الأخرى للتفاوض». وأجرى سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بشأن دارفور لقاءات مكثفة في الخرطوم أمس مع عدد من القوى السياسية السودانية حول السبل الكفيلة بتحقيق السلام الشامل والعادل في دارفور، وذلك في إطار برنامج الزيارة التشاورية التي تقوم بها الوساطة حاليا للسودان. فقد اجتمع سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، وسعادة السيد باسولي مع كل من الدكتور حسن الترابي رئيس حزب (المؤتمر الشعبي)، والسيد الصادق المهدي رئيس حزب (الأمة القومي)، والسيد مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة. (الإصلاح والتجديد) والسيد جلال الدقير رئيس الحزب (الاتحاد الديمقراطي) كل على حدة. وتناول الحديث خلال هذه الاجتماعات عملية سلام دارفور الجارية الآن في الدوحة؛ حيث تم التأكيد على ضرورة تسريع هذه العملية؛ للوصول بها إلى نهايتها المنشودة. وأطلع سعادة السيد آل محمود والسيد باسولي قادة هذه الأحزاب على مسيرة السلام في دارفور والجهود الحثيثة التي تبذلها الوساطة؛ من أجل الوصول لسلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار بدارفور في أقرب وقت ممكن. وأكد قادة هذه الأحزاب دعمهم لمنبر الدوحة، وقدموا بعض المرئيات والمقترحات حول السبل الكفيلة لدعم مسيرة السلام. وقد أوضح سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود خلال اجتماعاته مع القوى السياسية السودانية أن الهدف من الاجتماعات تبادل الآراء وإطلاع هذه القوى على ما وصلت إليه مسيرة السلام وعلى ما قامت به الوساطة من جهود مبذولة. وقال: «إننا استمعنا إلى أفكارهم ومقترحاتهم في إيجاد حل لمشكلة دارفور؛ حيث إننا نرحب بأي إسهام إيجابي يقدم». مضيفا «أن الاستماع إلى حكمة الرجال المخلصين في هذا البلد ستقودنا إلى السلام المنشود، وستساعدنا على إكمال المسيرة نحو الطريق الذي يحققه». وأوضح سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية» أن الوساطة تقوم على مبدأين، الأول هو أن يكون هناك سلام شامل من غير استثناء لأحد، والآخر أن يكون هناك سند شعبي لأي اتفاق للسلام؛ لأن هذا يهم الناس والسودان ككل وأهل دارفور بشكل خاص». ومن جهته قال السيد حسن الترابي في تصريح أدلى به بعد الاجتماع مع سعادة السيد آل محمود وسعادة السيد باسولي: «إن ما تناقشنا به خلال الاجتماع جاء؛ لتوفيق المسألة والوصول إلى تسوية شاملة للنزاع في دارفور، وإنه تم تبادل الآراء في جميع القضايا». ومن جانب آخر قال السيد الصادق المهدي إنه تم خلال الاجتماع «التباحث حول قضية السلام في دارفور، وبينا للوساطة أن مسألة السلام فيها تداخلات، وهذا التداخل يعني ضرورة بذل مجهود أكبر؛ للحيلولة دون وقوع حرب؛ ولذلك نأمل أن تقوم كل القوى السياسية السودانية بمجهود مثمر، نتخلى خلاله عن مصالحنا الحزبية والشخصية؛ لنتفق على مخرج للبلاد، وبسرعة قبل الاستفتاء، لأن نذر الحرب قائمة، فيجب تسريع عملية السلام الشاملة». وعلى صعيد آخر التقى مساء أمس سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بسعادة البروفيسور إبراهيم قمباري الممثل الخاص للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة (رئيس بعثة اليوناميد). وتم خلال اللقاء بحث واستعراض عملية السلام في دارفور. وقد أقام البروفيسور قمباري مأدبة عشاء تكريما لسعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية والوسيط المشترك. العرب القطرية