ما من سودانى الآن الا وفى قلبه بركان من الغضب ، وإنه لمن المؤكد سينفجر يوما ، وذلك حينما تضيق به الصدور ، وما محمد تية كوكو الا بداية لانفجار قادم ستغرق حممه كل من تسبب فى غليانه . فمحمد تية كوكو ليس معتوها كما ادعى الناطق باسم القوات المسلحة ، بل هو واحد من ملايين العقلاء الذين عانوا من ويلات النظام ، فمن منا من لم يتعرض لحيفه ؟ ومَن مِن العامةِ من لم تُصبه فاقة او مسغبة ؟ فكلنا قد تأذى من ذلك الكابوس الذى جثم على صدورنا سنين عددا ، وصراحة كنت اتمنى ان اكون مكان هذا البطل الذى قدم روحه قربانا ليمهد للناس طريق الحرية . واذا كان طريق الحرية يمر عبر بوابة القصر ، فما اقصره طريق ، فقد برهن لنا محمد تية بشجاعتة النادرة التى اربكت السلطات ، انه من الممكن جدا اذا ماتحد هذا الشعب ( الغاضب ) ونظم صفوفه واجتمع على كلمة سواء ، وسار نحو ذلك القصر .. فمن غير شك سيدك حصونه ، ويلجه من غير ما عناء . لقد كان واضحا ارتباك الحكومة إذ ظهر ذلك جليا فى تباين الاقوال .. وكعادتها فى مثل هكذا امور لجأت السلطات للكذب ، واصفة البطل بالمعتوه فى محاولة منها لذر الرماد على العيون ومداراة الحقيقة التى سيعلمها الناس ان آجلا او عاجلا . اننا إذ نضرب على هذا الوتر نرجوا ان يكون بداية لثورة حقيقية على قرار ما قام به التونسيون إثر اشعال البوعزيزى النار فى جسده ، فهب الشعب ثائرا مطالبا برحيل النظام ، ولم تهدأ ثائرته حتى نزل طاغيته على رغبة الجموع الثائرة التى اجبرته على الرحيل ، فذهب مغضوبا عليه الى مزبلة التاريخ . لقد استشهدالآلاف من شعبنا الذين قدموا ارواحهم فداء من أجل انتزاع الحقوق والعيش الكريم ، الا اننا لم نحرك ساكنا ، فالنجعل من حادثة القصر بداية النهاية لفترة سوداء ، ذاق فيها شعبنا الامرين ، ورزحت البلاد فيها تحت وطأة الظلم والاستبداد . [email protected]