مدينة لقاوه تجسد رمزية التهميش المتعمد و التجاهل غير المبرر , و الذي مورس بصوره مدروسه و مخططه لتحطيم شعب قدم ارقى النماذج في الانسجام و الاندماج الاجتماعي بغية الوصول الى القوميه , و في سبيل ذلك قدم كل غالي و نفيس و ترفع عن الجراحات و المرارات , وهذا ما ساعد في امنها و استقرارها . لقاوه تقع في ولاية غرب كردفان و هي محليه اداريا تتميز بكل سمات المدينه من عمران , وثقافه ووعي عام , ولكنها متخلفه الى حد لا يوصف عندما يكون الحديث عن المرافق الحكوميه , و الخدمات الاساسيه , تفتقر الى ابسط الخدمات الضروريه و التى تعتبر من الحقوق الاساسيه لكل مواطن . ونسبة لوضوح قضيتها و مشروعية مطالبها اصبحت مسرحا و منبرا لتعليم السياسيين الجدد, فكثرت زياراتهم و اطلاقهم للوعود الكاذبه و التضليل المستمر من اجل شراء الوقت و ضياع الحق . لقاوه عانت ايما معاناه , وانتظرت ايما انتظار و كثرت الوعود و النكوث عنها , و كان لا بدا من المطالبه و ايصال الصوت الى المسئولين الذين ربما لا يدرون و لا يسمعون , في ظل ضجيج صراعاتهم الداخليه . وهنا لابدا من الاشاده بالاسلوب الواعي و الحضاري التي انتهجه شباب من اجل لقاوه , فهم شباب مستنيرين ومدركين حجم المعاناه , ويمتلكون الاسلوب و الوسيله لمخاطبه و تحقيق مطالبهم البسيطه في مضممونها وهي حق مشروع في وطن يمارس فيه التمييز على كل المستويات , وتتمثل مطالبهم في تأهيل المستشفى الوحيد بالمحليه و توفير الدواء و الكادر,بالاضافه الى زيادة ساعات عمل وابورات الكهرباء و توصيل المياه , و مواصلة العمل بالطريق الذي يربط لقاوه ببقية مدن السودان لانها دائما ما تعيش عزله موسميه في فصل الخريف , وهذا بدوره يؤدي الى تفاقم المعاناه. و في ظل هذا الوضع المأزوم و الوعود غير المنفذه و لا وجود لبارقة امل في ظل قياده ادمنت الكذب و التضليل ,انتهج الشباب اسلوب حضاري وراقي و كان الهدف منه تعليم السلطه الحاكمه انه يمكن ان يكون هنالك طريق ثالث لاخذ الحقوق بعيدا عن حمل السلاح ,, و انتظار الهبات و المنح التي تتساقط بين الحين و الاخر و التى لا تخاطب و لاتعالج الاشكاليات الملحه. فبدأوا بمخاطبة المواطنين و توضيح الاشكاليات بشكل جلي وواضح , وهذا ادى الى خلق اجماع عام و تواثق شعبي فريد و اتفاق تام مع الشباب و قضايا المنطقه . فقام الشباب برفع مذكره بشكل واعي و سلمي للسيد المعتمد وذلك في اطار البحث عن علاج شافي و قريب للمعضلات الماثله , فالسيد المعتمد رغم تعامله الراقي و الواعي مع الشباب الا انه لم يحالفه التوفيق بالرد السليم و الواضح على التساؤلات , و لم يحمل رده سواء التسويف و الاحتمالات , التي لا تجدي مع شعب شبع مرض و جوع و عطش , من وعود زيف حالما ان تنفذ و لكن هيهات . ومن اجل تصعيد القضيه الان شباب لقاوه معتصمين بشكل سلمي في ميدان التحرير في انتظار رد حكومه الولايه و رئاسة الجمهوريه الاتي رفعت اليهما مذكرات المطالبه , و الايام حبلى بكثير من الاحداث . ختاما تبقي لقاوه و تبقي القضيه عادله و مشروعه طالما الياتها سلميه و قيادتها رشيده. [email protected]