ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    راشد عبد الرحيم: الجنسية والقبيلة    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرقات عمر البشير أكثر من 9 مليار دولار بكثير
نشر في الراكوبة يوم 14 - 11 - 2014

هذا العنوان ليس للاثارة أو بث الأكاذيب أو توزيع الاتهامات جزافاً..و لكنه حقيقة ماثلة أمامنا و أمتلك المستندات و أتحمل كامل المسؤولية عنه...بصفتي الشخصية..
بفضل الله ثم بعون الأساتذة و الاخوة و الاخوات الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية التوثيق لجرائم هذا النظام ، قد أنجزت مسودة كتاب سأعمل بكل ما أوتيت من قوة على طباعته داخل السودان و توزيعه مجاناً على من لا يستطيعون الاطلاع على ما ينشر في المواقع الاليكترونية، حتى يعرف الكل بأن ذهاب هذا النظام واجب على كل من يمتلك المقدرة..
الكثير منا يذكرون أنه بتاريخ 2/12/2011 كشف موقع ويكليكس التالي: أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية موريس لورينو أوكامبو تسريبات (ويكليكس) بقوله لدبلوماسيين بانه توفرت لديه أدلة بان الرئيس البشير يمتلك ثروة شخصية مهولة تم اختلاسها من عائدات نفط البلاد ، ويتم الاحتفاظ بها في حسابات بالخارج .
وفي مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت في السبت الاول من يناير 2011 قال المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية ان المحققين في مكتبه ، من المتخصصين في متابعة تمويل العنف ، ظلوا لسنوات يحققون في أموال البشير ، كجزء من التحقيق في تهمته بارتكاب جرائم حرب . وذكر بانهم وجدوا ادلة على ان للبشير ثروة كبيرة في حسابات سرية خارج السودان وانه يستخدم وسطاء لممارسة الاعمال .وأضاف بان مصدر الاموال هو النفط ، وان البشير يتاجر عبر وسطاء ، وان ثروته ( تنامت من مئات ملايين الدولارات الى مليار دولار ثم الى 9 مليار دولار، أكد هذه الحقيقة ايضاً المخرج و الممثل العالمي جورج كلوني في اكثر من مرة... وقال محامي قريب من التحقيقات المالية بان التحقيق في ثروة البشير يشكل جزء من قضية الاتهام ، وان الاموال المعنية يتم تجنيبها بحيث لا تظهر في الحسابات ، وأضاف بان البشير يستخدمها ( للسيطرة على المجموعات السياسية ، وفي تمويل المليشيات ، وفي اغناء اسرته).
الحقيقة أن ثروة البشير التي جناها من امتصاص دم الشعب السوداني أكثر بكثير من المبالغ التي رصدتها المحكمة الدولية..و هاكم الشواهد..و بالمناسبة لدينا الكثير من المستندات و المصادر...
أول تلك الوثائق هو توثيق المجرم نفسه لجرائمه، تذكرون أيضاً ما أورده لص الأنقاذ في حواراته بقناة النيل الأزرق (عندي بيت في كافوري وبيت في الطائف ومزرعة في السليت وشقة في مجمع النصر) هذا ما اعترف به بخلاف بقية الأراضي في كافوري التي يملكها هو و اسرته، وأرصدة البترول المجنبة في بنوك ماليزيا ...و حسابات وداد و ممتلكاتها في دبي و لندن..و نصيبه من سرقات المتعافي و قوش ..و فروقات عائدات البترول ما بين أرقام وزارة البترول ووزارة المالية.. و الجاز..و نصيبه من عمليات غسيل أموال عبد الباسط حمزة..و جمال الوالي و نصيبه من تجارة مخدرات نافع و شقيقه عبد الله... و نصيبه من كل عمليات الأخير بدءاً من نهب قروض المطار الجديد و غسيل الأموال و عمولات المستثمرين الأجانب..مروراً برشاوي الشرهان و سرقات توطين العلاج و ممتلكات جمعة الجمعة..و مجموعة هاي تك التي تضم 21 شركة تعمل جميعها في تنفيذ مشاريع حكومية إما متعثرة أو وهمية..و لن نتحدث عن الفتات مثل مستشفى رويال كير ....و القائمة تطول ...و ن تكتمل إلا بعد سقوط الظام...المحزن أن السودان بكامله اليوم ملك لعمر البشير و يتصرف فيه هو و عبد الله اخوه كما يشاؤون..من لم يستوعب هذا عليه أن يقرأ المرسوم الجمهوري رقم( 217 ) لسنة 2005 .. .يا ترى بكم من المال تقدر قيمة هذه الأشياء فقط تمثل أمثلة لا حصر...هنا فقط نتذكر ما قاله نصا" لصحيفة القوات المسلحة أبريل 1990 ( لا أملك منزلا" بإسمي وأسكن في بيت الأسرة في كوبر الحلة). و حديث علي عثمان محمد طه في صحيفة الأهرام مارس 2011( راتب رئيس الجمهورية دون ال(9) آلاف جنية وراتبي ( 7) آلاف جنية وده إجمالي المرتب البتمشي بيهو بيتك ولا توجد (شراشف) أو حوافز ثابتة تضاف إليه).. إذاً...مصدر ما يمتلكه البشير هو الفساد و السرقة و لا شئ غيره..يكفي أن نعلم أن البشير و أفراد أسرته يملكون أكثر من مائة قطعة أرض في كافوري وحدها معلومة للجميع مواقعها و أرقامها و أرقام مربعاتها....الخ..و تم نشرها سابقاً في حريات..
عمر البشير اليوم يمتلك سلطة مطلقة ليتصرف في كل السودان كما يشاء...ثروته الحقيقية اليوم تقدر بكل السودان بما فيه من أرض و حجر و طير و بشر...و نبات و حتى أجواء و هواء...لا تقتصر فقط على مليارات أوكامبو التسعة...فهى غيضُ من فيض..
فاصل قصير ..للمقارنات ...ثم نعود لنكاية الجراح...
سأورد قصة للمقارنة و للدلالة على أن الممارسة السياسية في حد ذاتها لا تختلف عن أي وظيفة نزيهة أخرى في الحياة يكون الأصل فيها النزاهة..و لكنها تكون قذرة عندما يمارسها القذرون اللصوص و المجرمين بالميلاد و بالتنشئة..مثال على ذلك ما علمناه عن روعة النخب التي حكمت السودان و قصة المحجوب و الأزهري عند ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎعة ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻇﻬﺮﺍ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، عندما ﺳﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻻﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ . ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﺪ ﻗﺮﺍﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻭ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﻟﻠﻐﺪﺍﺀ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ . ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻻﺯﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻰ منزل ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﻻﺯﻫﺮﻱ ﻟﻠﻤﺤﺠﻮﺏ ﻻﺯﻡ ﻧﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﻗﺮﻭﺵ ، ﺍﻧﺖ ﺧﺖ ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻙ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﻨﻴهات ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﺭﺩﻫﺎ ﻟﻴﻚ ﻻﺣﻘﺎ، ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻲ ﻗﺮﻭﺵ ، ﻟﻜﻦ ﺍﺧﻮﻧﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ) ﻭﺩ ﺗﺠﺎﺭ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻩ، ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﻤﺎﻡ ﻓﺮﺣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ...
و قصة ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻲ ﻃﻪ ﻭﺯﻳﺮ الحكومات ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ الديمقراطية الأولى.. ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1958 ﻋﻨﺪ انقلاب عبود ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺃﺭﺑﺠﻲ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ و العمل بالزراعة، ﻭﺻﻠﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﺷﻐﺎﻝ ﻳﺨﻄﺮﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻞ ﺧﻠﻮ ﻃﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻷﻥ ﻃﺒﻠﺔ ﺟﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻔﻘﻮﺩﺓ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻓﻴﺼﻞ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻃﺒﻠﺔ ﺑﻤﺒﻠﻎ 25 ﻗﺮﺷﺎ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﺨﻠﻮ ﺍﻟﻄﺮﻑ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ.
و حتى في الأنظمة الديكتاتورية كانت الممارسة السياسية تتطبع بعادات و أعراف السودانيين التي لا تقبل المزايدة..حيث يحكى أنه في ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ / ﻋﺒﻮﺩ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﺴﺎﺀ، ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻗﺎﺋﻼ: (ﻳﺎ ﺣﺴﻦ ﺗﻔﺘﻜﺮ ﻟﻮ ﻣﺸﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻌﺪ ﻛﺪﻩ ﺍﻟﺨﻔﻴﺮ ﺑﻴﺪﺧﻠﻨﺎ) ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻃﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ...ذات المستشفى الذي تقطعت أوصاله و لم يستثنى من البيع و التشليح..
و الوثيقة الشهيرة بخط يد الزعيم الأزهري لاقتراضه مبلغ مائة جنيه من رجل الأعمال بشير النفيدي لبناء منزله الموجود حالياً و تعهده بالسداد لمدة سنة تخصم من راتبه...و كذلك قصة الرئيس عبود بعد ثورة أكتوبر و كيف أنه فضل العيش بقية عمره في بيت الحكومة على انشاء صندوق لبناء بيت له قائلاً أنه لا يريد ميزة أكثر من باقي الناس...هؤلاء هم الساسة و القادة السودانيين الحقيقيين لا اللصوص عديمي الذمة و الضمير و الانسانية أمثال من يحكمون السودان اليوم....السابقون نماذج يحتذى بها..يوجد في جيلنا الحالي من يمتلكون مواصفاتهم و لكن يجب علينا اكتشافهم ...لن نستطيع ذلك إلا بإيجاد الأرضية الصلبة التي تنطلق منها ابداعاتهم التي سعى النظام بكل أسلحته لتحطيمها و نجح إلى حد كبير و سيظل ما لم نوقفه عند حدوده...لن نستطيع ايقافه حدوده إلا من خلال ابطال مفعول أسلحته ...
من المفيد أن نعلم "نحن الضحايا" بأن الفاسد بالفطرة يخرج من رحم أمه فاسداً، كتب في صحيفته الفساد منذ أن كان عمره 120 يوماً في بطن أمه كما أخبرنا ديننا الحنيف، و قد نتساءل كيف يجتمع المفسدون مع بعضهم البعض في البداية ، فلربما أدركنا حجم المشكلة الحقيقية التي افرزت ما نعانيه اليوم من فساد لا تحده حدود تحت سلطة هى لله... هنالك شئ ما يجذب كل إنسان لصنوه..و الحديث الشريف يقول "إياك و قرين السوء فإنك به تعرف" و كذلك واقع الحياة العملية يقول بأن الثمرة الفاسدة في السلة تفسد جميع ما يجاورها و هكذا دواليك حتى يعم العفن كل ما في السلة...، و "من عاشر قوماً أربعين يوماً صار مثلهم" و هذا تفسير كافي لحالة من لم يولدوا على الفساد و انما اكتسبوه بمخالطة المفسدين ، ذكرنا في حديث سابق (يتطابق مع روايات الرعيل الأول من الذين تبين لهم خداع المنهج الاخواني و انفضوا عنه و صاروا من أبرز شهود العيان على عورات هذا الفكر الماسوني..) أن شيخهم الترابي كان يهيئ لهم الأجواء الظلامية حتى يضمن أنهم وصلوا المرحلة المطلوبة من الفساد الكامل قبل تنفيذ آخر سلسلة من حلقات مخططه في الاستيلاء على السلطة ، و كيف أنه خلق منهم وحوشاً و مسوخاً على هيئة بشر ، ...من هنا نستدل على أنه لا علاقة للسياسة بالأمر، الأصل في السياسة أنها "لعبة نظيفة" و ليست قذرة، العيب ليس في الأديان أو المعتقدات أو السياسة..، العيب الحقيقي في من يمارسها..الأنظمة الشمولية بطبيعة الحال تتمحور خلف أفراد و أن المؤسسات تخضع لسيطرة هؤلاء الأفراد، على عكس الأنظمة الديمقراطية التي يقودها أفراد تصلح بصلاحهم و تفسد بفسادهم....
نستدل هنا عن موقف يحكيه الوزير اللبناني جان عبيد حيث زار الزعيم محمد أحمد محجوب في الخرطوم و علي الرغم من انه كان رئيس للوزراء و التنفيذي الأول في الحكومة فقد كان يقود سيارته بنفسه ويتوقف مثل جميع الآخرين عند إشارة الضوء الأحمر ولما أبدى عبيد القادم من لبنان إعجابه بذلك، قال له الزعيم المحجوب ..هذا ما ورثناه عن الإنجليز ! لاحظوا أنه لم يقل أنه ورثه بحكم اسلامه و تعاليمه...بل عزاه للممارسة السياسية التي كانت موجودة..و ليس ما الدين الذي يمثل عنده ما هو أسمى منها و لا ينبغي الاستشهاد به دون حاجة .
وفوق كل ذلك لا يختلف اثنان في أنه كان أيضا دبلوماسي محنك ويشهد علي ذلك واقعة صلحه للرئيسين المصري و السعودي في قمة الخرطوم , قمة اللاءات الثلاث . فقد إجتمع العرب في الخرطوم بعد نكسة يونيو 1967 لمعالجة اثار الهزيمة التي تعرضوا لها من اسرائيل وقد حضر الرئيس عبدالناصر بصفته القائد المهزوم كما حضر الملك فيصل بصفته ملك المملكة العربية السعودية بيت العرب الكبير الذي يجب ان يكون له دور في مثل تلك الحالات . وكان الاختلاف حينها بين الرئيس عبدالناصر والملك فيصل أعمق من ان يُوجد له حل!! حضر الضيفان الكبيران الى الخرطوم وقد اراد محمد احمد المحجوب مصالحتهما قبل بدء اعمال القمة فقام بدعوتهما الى حفل عشاء في بيته بعيدا عن الدبلوماسية وقبل العشاء اجتمع الضيفان وكان كل واحد يتجنب الآخر فقام بالتدخل بينهما وجعلهما يتصافحان ويطرحان خلافتهما جانبا لأن المناسبة لا تتحمل الخلافات مهما كانت الاسباب وفعلا تصافح الرجلان امامه ومن تلك اللحظة بدآ معالجة المشاكل التي بينهما . ثم عقدت القمة العربية في جو من التصافي والتصالح مما ساعد في انجاحها حتى خرجت باللاءات الثلاث التي عرفت بها قمة الخرطوم وقد كانت أنجح القمم العربية على الاطلاق. استضاف قادة تلك القمة السودان في فندق القراند هوليداي إن (الفندق الكبير)...مأساتنا بأن ذلك المعلم البارز من تاريخنا قد امتدت اليه يد اللصوص أيضاَ و شهدنا متفرجين على مأساة رهنه بواسطة مصطفى عثمان اسماعيل للماليزيين الذين باعوه للباكستاني أختر..و هو الآن يمكن أن يزال في اي لحظة..
أما عمر البشير و فريق علمه يكفينا أن نطلع على الوثيقة التي أرسلوا بها الباكستاني منصور اعجاز و انبطاحهم المتمدد لأمريكا دون حياء...(أرجو مراجعة مقالات الاستاذ/ عبد الرحمن الأمين المنشورة في الراكوبة)..
نماذج لرؤساء دول لا تدين بالاسلام حكموا و عدلوا...
لولا دا سيلفا :
الرئيس البرازيل السابق ومطورها الاول والذي بعد انتهاء فترة رئاسته وقف يستدين من اصدقائه المال ليستطيع ترميم منزله الريفي اضطرت عائلته الي السكن في غرفه واحده في منطقة فقيرة من المدينة خلف نادي ليلي تنبعث منه موسيقى صاخبة وشتائم سكارى , ساهمت والدته بشكل كبير في تربيتة وتكوين شخصيته وفي ذلك يقول ( لقد علمتنى امي كيف امشي مرفوع الراس وكيف احترم نفسي حتى يحترمني الاخرون.
بدأ دراسته في سن مبكرة و توقف عن التحصيل الدراسي في الصف الخامس من المرحلة الابتدائية بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي احاط بالاسرة الامر الذي اضطره الي العمل ماسح احذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحى ساوباولو وبعدها صبيا بمحطة بنزين ثم خراطا وميكانيكي سيارات وبائع خضار لينتهى به الحال كمتخصص في التعدين... .في سن ال19 فقد اصبع يده اليسرى في حادث اثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات ....دخل الي العمل السياسي عبر بوابة نقابات العمال ثم تراس حزب العمال وترشح للرئاسه وفاز بالانتخابات الرئاسيه لعام 2003 بعد ان خسر قبلها ثلاث محاولات للترشح وتولى الرئاسه لدورتيين متتاليتين حتى 2011 نجح خلالها في تسديد ديون بلاده لدى صندوق النقد الدولي قبل عاميين من الموعد المحدد للتسديد، يذكر أن فوائد ديون البرازيل كانت قد بلغت 60% من اجمالي الناتج المحلي، و تجاوزت الفوائد عليها أكثر من 108 مليار دولار...
حارب الفقر والبطالة في بلاده واستطاع ان ينتشل اكثر من 20 مليون مواطن من ابناء شعبه من مخالب البطالة. حارب الفقر بشراسة وكان من اشد اعداءه وخاض اشرس المعارك لمكافحة الجوع . وعندما حانت لحظة مغادرته للقصر الجمهورى اجهش (بالبكاء) الحار ليس من اجل (الكرسي ) بل بسبب موقف جماهير شعبه والتى خرجت عن بكرة ابيها للتعبير له عن تمسكها به ومطالبتها له بتجديد ولايته وبقائه في السلطه حتى ولو تطلب الامر تعديل مواد الدستور . وبالفعل قامت جماهير شعبه بالتصويت بنسبة بلغت ال 80% علي موافقتها بتعديل الدستور للتجديد له . ولكنه بالرغم من ذلك رفض مفضلا ان يتيح الفرصه لغيره ليقود دفة البلاد الي شواطئ التنميه ، هذا سياسي و كذلك "عمر البشير" يطلق عليه لقب سياسي، إنها سادتي صدمة قوية ، و لكنها في المقابل دافع قوي لعدم اليأس من مستقبل السودان بعد اقتلاع هؤلاء اللئام..
جويس باندا – رئيسة ملاوي :
.. آلت لها البلاد وهي في ضائقة أقتصاديه خانقة وملايين الجوعى .. فأتخذت أجراءات تقشفيه منها :بدأت بنفسها حيث خفضت راتبها بنسبة 30%.، باعت 35 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها.ألغت حوافز ومخصصات كثيرة من الوزراء والمسؤلين الكبار. قلصت عدد الموظفين بالسفارات والقنصليات.
باعت الطائرة الرئاسية لأطعام مليون جائع.سألها مراسل All Africa Malawi : ولماذا الطائرة الرئاسية بالذات ؟؟؟
قالت :بالبلاد جوعى وصيانة الطائرة والتأمين عليها يكلفنا 300 ألف دولار سنويا" .. المسافرون على الدرجة السياحية والمسافرون على الدرجة الأولى جميعهم يصلون نفس المحطة في نفس التوقيت .. والرفقة في السفر ممتعه.شكرا" جميلا" (جويس باندا) إنابة عن كل جائع ..و شكراُ لك أيضاً موقفك الحازم من مجرمنا...
خوسيه موخيكا - رئيس الاورغواي حتى أكتوبر الماضي:
بدأ حياته يساريا يحمل السلاح ضد السلطة ثم قرر ان يعمل في السياسة متبنيا قضايا الفقراء ، وعندما نجح في دخول قصر الرئاسه لم ينسى كل ما كافح لأجله . بل اصبح اسطورة حيه في العدل يركب سيارته الفولكس فاجن البسيطة ويقيم في بيته المتواضع مفضلا ان يكون قصر الرئاسة الفخم تحت تصرف مراكز الايواء في العاصمه لتقديم المأوى للمتشردين ، لا يفعل ذلك امام وسائل الاعلام لانه يقضى اغلب وقته بين الناس في الشوارع ليس مقتديا بعمر بن الخطاب رضى الله عنه فهو لم يسمع عنه غالبا ولا يعرفه كما يعرفه لصوصنا، بل يفعل ذلك لأن الرئاسه منحته الفرصه لكي يحقق احلامه في خدمة بلاده التى كان يضحي بحياته من أجلها منذ شبابه، هيبته بين الناس صنعها بإنجازاته الملموسه وسياسته الحكيمة من أول ايام حكمه .
لاتتعجبوا إن علمتم بأن رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا (José Mujica) يتبرع ب 90 في المائة من راتبه الذي يبلغ 12500 دولار لصالح الأعمالالخيرية، ليحصل بذلك على اعتراف دولي وعلى لقب "أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاءً". و لا تتجاوز قيمة سيارته ألفي دولار. يعيش خوسيه موخيكا البالغ من العمر76 عاماً رئيس الأوروجواي منذ بداية شهر مارس 2010، في بيت ريفي مع زوجته لوسيا توبولانسكي، عضو مجلس الشيوخ، التي تتبرع هي الأخرى بجزء من راتبها. و كان ينتظر دوره في صفوف العلاج في المستشفيات العامة
كان يوم 28 أكتوبرمن العام الحالي–آخر يوم في حكم هذا الأسطورة، فقد جرت فيه انتخابات والمرشحان اللذان حازا على أكبر عدد من الأصوات ، هما من يدعمه الحزب اليساري الحاكم، تاباري فازكيز، وهو طبيب عمره 74 وسبق وكان رئيسا للأوروغواي قبل موخيكا. أما منافسه، فنائب عمره 41 واسمه لويس لاكال بو.... أليس هذا شئ يدعونا للتفاؤل؟ مثل هكذا تجارب هى ما نريد أن نتأمله و نمحصه و نبحث عنه حتى لا يجد اليأس طريقاً إلينا.
يدفعنا التفاؤل أن نعلم بأنه رغم الجراح و الأحزان و التمزيق الذي يتعرض له وطننا، إلا أننا قادرون على أخذ زمام المبادرة..هذه التفاؤلات جنباً إلى جنب تدور معها في خلدي عبارة الرئيس الاخواني عمر البشير عندما قال في أول اجتماع لحكومة العار بعد هبة سبتمبر قال لهم عمر البشير: نحن مالكية و يمكننا قتل الثلث لاصلاح الثلثين،.. يعني أن يستمروا في قتل كل من يخرج للشارع و أعطاهم تعليمات صريحة بقتل ثلث الشعب السوداني.. مفترياً الكذب على الامام مالك الذي لم يقل بهذا القول أبداُ، و لا يمكن أن يقول به، و فنَد هذه الفرية جميع تلاميذ الامام مالك، و جميع العلماء الحقيقيين في العصر الحديث و عصرنا الحاضر، أورد مثالاُ واحداً لهذا التفنيد حيث يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله –" أما دعواهم على مالك أنه يجيز قتل ثلث الأمة لإصلاح الثلثين , وأنه يجيز قطع الأعضاء في التعزيرات , فهي دعوى باطلة لم يقلها مالك ولم يروها عنه أحد من أصحابه، ولا توجد في شيء من كتب مذهبه كما حققه القرافي، ومحمد بن الحسن البناني وغيرهما، وقد درسنا مذهب مالك زمناً طويلاً وعرفنا أن تلك الدعوى باطلة "، ما صرح به عمر البشير تنطبق عليه الآية الكريمة " و يحرفون الكلم عن مواضعه" و الاستدلال بأقوال في مواضع مختلفة و تحريفها لتتناسب مع نفسيته المريضة و ما يتلقاه من تعليمات من أسياده قادة المحفل الماسوني...و ما زرعه في عقليته المريضة شيخه الترابي الذي كان و ما زال يستشهد بآيات الولاء و البراء في قمع الشعب السوداني و تأطير الفساد، و يستدل بآيات قرآنية خاطبت شرائح معينة من المنافقين و المرجفين في مجتمع صدر الاسلام بالمدينة المنورة...فمثل هذا القول إن قاله أحد ائمة المسلمين الحقيقيين فالمعني به نظام الاخوان المسلمين أولاً، فهم من يندرج تحت الثلث المفسد و ليس الشعب السوداني الذي قامت قيامته بسبب فساد عمر البشير و زبانية نظامه..أوردت هذه المقولة للتذكير بالطريقة التي يفكر بها هؤلاء الناس...
يجب علينا و الحال كذلك، أن نفتح أعيننا جيداً ونعلم الطريقة التي يفكر بها النظام..و أن ننظر للأمام و يكون أكبر همنا مستقبل الوطن الذي يأوينا و مستقبل الأجيال القادمة قبل فوات الأوان، و أن نقتلع هذا النبت الخبيث الذي يسمي نفسه اسلامياً ، اتحادنا ضد الظلم والطُغيان اليوم هو واجب و فرض عين لا يسقط فيه دور البعض طالما أن البعض قام بالدور..لا، يجب علينا أن لا نقبل بالخنوع و الانكسار لهؤلاء القَتَلة و المأجورين، وليكن هدفنا ليس فقط التخلُّص منهم، أو القصاص منهم و مُحاسبتهم هم و ومن سعى سعيهم أو أعانهم على ما ارتكبوه من جرائم ثم مُعاقبتهم عليه! يجب علينا أيضاً القيام بمسؤوليتنا الأخلاقية تجاه بعضنا البعض، يجب على المقتدرين منا مساعدة المعدمين، و تفعيل دور كل شرائح المجتمع السوداني حتى يستعيد الثقة بمقدراته، من يمتلك المقدرة أن يحمل مسطريناُ أو بندقية أو معولاً أو القيام بأي دور مفيد في المجتمع و تنقصه ذات اليد، يجب أن ندعمه و نعينه على القيام بدوره كإنسان فاعل في المجتمع، إن نجحنا في هذا تأكدوا بأننا بدأنا فعلياً بإسقاط هذا النظام، و أوجدنا البديل الذي نرتضيه جميعاً...أولاً سنكون قد أفسدنا مفعول أسلحة النظام التي يستخدمها ضدنا جميعها ..إبتداءاً من العنصرية و حتى ادمان المخدرات، و كما ذكرت في مقالاتي السابقة عن حزب نفير، أعيد التأكيد على أننا إن اردنا اسقاط النظام الحالي و إعادة بناء ما دمره يجب أن نبدأ أولاُ بالانسان السوداني ...الكثييرون منا يستغربون ويندهشون لوجود هذا النظام حتى الآن رغم أنه لا يمتلك أي من مقومات للبقاء منذ يومه الأول و طوال الفترة السابقة و يتساءلون لماذا لا يتحرك الشارع السوداني لاسقاطه..... الغريب في الأمر أن من يطرحون هكذا تساؤلات يعلمون جيداً الاجابة على اسئلتهم ، فالاجابات تتحدث عن نفسها و لا تحتاج إلى تفسيرات، يا من تطرحون مثل هذه الأسئلة القاصرة..هل تجهلون الأسلحة التي يستخدمها النظام لتضمن له البقاء؟ أذاً أول ما يجب القيام به هو ايجاد الترياق المضاد لهذا الداء...فتشخيص المرض هو الخطوة الأولى في وصف العلاج...إن كان تفكيرنا قاصراً لدرجة أننا نعرف الداء و لا يمكننا علاجه..إذاً نحن قومُ غير جديرين بالموثوقية... عندها سنكون شر خلف لخير سلف...
اذا أردنا فعلاً تحمل مسؤوليتنا يجب علينا أولاُ أن نعزز ثقتنا بأنفسنا و ثقتنا بغيرنا من المتضررين من وجود هذا النظام، و عدم إلقاء اللوم على الضحية ..سأفسر ما ذكرته أكثر... من أجل اسقاط هذا النظام يجب على المغتربين السودانيين في دول المهجر أن يوفروا التمويل اللازم لإطعام الجوعى، و إيواء المشردين و علاج المرضى و يجب على من هم بالداخل تنفيذ هذا العمل في جميع أحياء المدن السودانية و الأرياف...هذا العمل يعتبر عملياً عزل النظام عن الشعب، و اسقاط الحكومة و معرفة جميع دول العالم بعدم شرعيتها...عندها يمكننا و يمكن لكل العالم أن يقول سقطت بملئ فيه...و لم يتبقى لنا إلا محاسبة العصابات التي تسمى نفسها حكومة...
هل وصلت الرسالة؟ يبدو أنها وصلت..
تحياتي
مصطفى عمر
[email protected]
ردود مختصرة على بعض التعليقات و الايميلات التي وصلتني عن المقال السابق بعنوان رسالة إلى مقاتلي الجبهة الثورية..
الكثير من الاخوة الذين علقوا و راسلوني على الايميل اقترحوا أن يكون هنالك من يحمل السلاح من الموجودين في المركز..و لم لا؟ هذا خيار ممتاز، يجب أن يكون منظماً، و يجب أن يكون تحت اشراف الجبهة الثورية نفسها لأنها تمتلك الخبرة في ذلك..ثم أن من لا يستطيع أن يحمل السلاح عليهنا ايجاد دور فعال له... في الأساس الهدف الأساسي الذي ذهبنا اليه ليس أن تضع الجبهة الثورية السلاح و تقف متفرجة...إلا في حالة العجز عن تحقيق اهداف حربها..الهدف الأساسي هو تقييم العمليات التي تقوم بها...المتضرر منها ليس النظام و انما الأبرياء..و من هنا كانت الفكرة و هى استهداف النظام في الخرطوم...وردت أيضاً الكثير من الرسائل و المداخلات غير الموضوعية و لا تستحق الرد..الفكرة الأساسية أن تقيم الجبهة الثورية ما تقوم به..المستفيدالأكبر منه هو النظام طالما أنها لا تحافظ على مكاسبها على الأرض..و طالما أن النظام يتذرع بمحاربة التمرد لإبادة شعوب جبال النوبة و دارفور و النيل الأزرق، و طالما أن المجتمع الدولي يقف متفرجاً...
أما من يقولون لماذا لا يقوم سكان المركز بعمل حركات عسكرية مسلحة الاجابة أن سكان المركز عاجزون عن ذلك الدور..لأننا غير منظمين...و من هنا كان كلامي عن حزب نفير، عندها سيكون لسكان المركز دور أهم من حمل السلاح..لأن حمل السلاح لا يجب أن يكون العمل الأساسي...يجب أن يكون العمل الأساسي مدني، و حمل السلاح لانجاز أهداف محددة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.