مثلما السياسة هي فن الممكن فان الاقتصاد هو علم ايجاد البدائل والاستفادة من الامكانيات المادية والبشرية المتاحة ،وتوجيه التمويل الي مشروعات ذات جدوي اقتصادية يعود ريعها بالنفع علي الدولة والمواطن ،وليس تمويلا يستفيد منه عدد محدود من المواطنين،وحينما تقوم البنوك والمصارف بادوارها المناط بها لعبها ،تكون المحصلة نجاحا منقطع النظير،ومثلما يوجه الاعلام سهام النقد صوب المصارف السودانية لانصرافها عن تمويل القطاع الزراعي ،يستحق المصرف الذي ينحاز للمزارع الاشادة ،وذلك لاستلهام الدروس والعبر من التجربة وتعميمها علي البنوك الاخري. وتأسيسا علي الحديث عاليه ،فقد شهدت المناطق الحدودية ومحلية باسندا تطوراً ملحوظاً في النشاط الزراعي خلال الاستخدام الامثل للأراضي الزراعية داخل وخارج التخطيط حيث تمت زراعة «830» ألف فدان بمحاصيل الذرة والسمسم وزهرة الشمس والفول السوداني والقطن المطري وهي من اكبر المحاصيل النقدية التي تسهم في الناتج القومي ورفد خزانة الدولة، وجاء الاهتمام بالزراعة في محلية باسندا بعد افتتاح البنك الزراعي بالمحلية اللعام ، حيث ساهم بتوفير تمويل يفوق ال«11» مليار جنيه لمزارعي المنطقة،عبر توفير آليات زراعية متمثلة في «11»جرارا، و«9» دراسات حبوب، و«11» ديسك 24،و صاجة و«5» حاصدات كونباين، كما قام البنك بتنفيذ برنامج حصاد المياه ،علاوة علي تمويل الجمعيات الزراعية النسوية. واشاد جلال الدين طه مدير البنك بالقطاع الشرقي بدور فرع باسندا ومديره على الجهود الكبرى التي تم تقديمها للقطاع الزراعي بالمحلية ،معتبرا ان البنك نجح في وضع سياسات تمويلية للجمعيات الزراعية النسوية ،وذلك تأكيداً على أهمية المرأة الريفية في تحمل اعباء المعيشة للأسر ،ومن اجل استقرار المرأة في الريف والحد من التنقل، مشيراً الي ان فرع باسندا نجح في استيعاب السياسات الزراعية التمويلية ،واستقطاب المزارعين للتعامل مع البنك بدلاً عن النظام التقليدي «نظام الشيل» ،حيث قام البنك بتمويل «57» جمعية زراعية نسوية لفائدة «1710» أسرة في مساحة «17500» فدان ،وانه قد بلغ التمويل للموسم السابق مليار ونصف جنيه، واستطاع البنك ان يغطي معظم الجمعيات الزراعية المسجلة، وأشار طه الي ان جملة السداد قد تجاوزت 75% ،مما جعل البنك يتجه الي تمليك الجمعيات وسائل انتاج حديثة من تراكتورات وزراعات ورشاشات للمبيد ،بجانب تمليك المرأة داخل الجمعيات وسائل انتاج تعينها في زيادة الدخل بعد الحصاد حتي تكون المرأة عاملة طول العام ،وأشاد طه بخطة الفرع ونجاحه في التوسع للتمويل الزراعي والجمعيات النسوية ومنتجي الصمغ العربي للمساعدة في تأهيل وزراعة الغابات. من جهته اشاد معتمد محلية باسندا الفريق الركن يونس عبد الله آدم بدور البنك الزراعي بالمنطقة، وحيا التزامه تجاه المزارعين وتمويل الموسم الزراعي ، مشيراً الي ان محليته تستهدف زراعة «830» ألف، عبر تمويل من البنك لمحاصيل «الذرة ، الفول وعباد الشمس»،وقال ان ارتفاع معدات الامطار الي اكثر من «150» ملم ،يعد امرا مبشرا لنجاح الموسم الزراعي ،مشيراً الي ان ولايته والدولة تعول علي مناطق القلابات الكبرى لخصوبة الارض والإنتاجية العالية ، وأعلن يونس عن التزام البنك الزراعي وديوان الزكاة بتوفير المعينات الزراعية اللازمة والترتيبات الفلاحية من اجل توفير الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي للمواطن والإسهام في الدخل القومي والحفاظ علي الارض عبر استقرار السكان وحماية الاراضي الزراعية بتعزيزات عسكرية حتى مرحلة الحصاد، لافتا الي تمويل تم توجيهه للجمعيات الزراعية النسوية المنتجة، التي تتجاوز أكثر من «100» جمعية ،بحجم تمويل تجاوز «3» مليار جنيه، وذلك تماشياً مع سياسة الدولة الرامية لتشجيع صغار المزارعين والقطاعات الانتاجية، وكشف يونس عن تمويل جمعيات الصمغ العربي من فرع البنك الزراعي باسندا بكلفة خمسة مليار ونصف جنيه ،لزراعة مساحة «65» ألف فدان بجانب تمليكهم عددا من الجرارات والتراكتورات. الصحافة