*صرح السيد وزير المياه والكهرباء بتصريح غريب قال فيه ان تخفيض تعرفة الكهرباء يستغرق ثلاث سنوات, في حين ان إنشاء سد مروي استغرق ذات المدة تقريبآ.يعني بالواضح لن يكون هنالك تعديل في التعرفة,ولسبب بسيط وهو ان نظامه الذي يحكم لن يبقى صامدآ طيلة هذه المدة,وحسب الظروف المعيشية الحالية استبعد ان تكون هنالك حكومة يمكنها تخفيف الضائقة المعيشية للمواطن ناهيك عن تخفيض الكهرباء,التي لا يتمتع بها الا القليل من سكان السودان. *واذا نظرنا الى تعرفة الكهرباء في السعودية مثلآ نجد ان الاستهلاك المنزلي حتى الفي كيلوات- ساعه يدفع المواطن مبلغ (خمسة هللة) للكيلوات اي ما يعادل ثمانية عشر قرشآ بالسعر الموازي للدولار او ما يعادل احد عشر قرشآ بالسعر الرسمي,هذا مع الفارق الضخم بين دخل المواطن في السعوديه مع نظيره في السودان.الاستهلاك التجاري في السعوديه حتى الفي كيلووات يبقى كما هو بالنسبة للمنزلي وما زاد على ذلك فان سعر الكيلوات ساعه يرتفع الى ما يعادل خمسة وعشرين قرشآ بالسعر الموازي في السودان.هذا مع العلم ان السعودية تعتمد في توليد الكهرباء على المحطات الحرارية العالية تكلفة انتاجها اذا ما قيست بالتوليد المائي. * مشاريع كهربائية كبرى قامت بالسودان كسد مروي وتعلية الرصيرص التي كان من شأنها إن تجعل انتاج الكهرباء مستقرآ طوال العام الامر الذي يقلل من انتاج الكهرباء حراريآ.اذكر انني كتبت قبل عدة سنوات عن الكفاءة المتدنية التي تعمل بها محطات التوليد الحراري, فقد كانت محطة بحري الحرارية آنذاك تستهلك يوميآ الف طن من الفيرنس ,وحسب التقديرات العالمية فان هذه الكميه تنتج ثلاثمائه ميقاوات وكفاءة انتاج الكهرباء من الفيرنس 30% وحينها كانت بحري الحرارية تنتج 180 ميقاوات هذا ببساطه يعني ان 40%من الوقود تحترق هباءآ منثورا, مخلفة وراءها الغازات السامة والاجسام المجهرية الضارة بالاضافة الى ثاني اكسيد الكربون الخانق الذي تنتج المحطة حينها خمسة عشر الف طن منه يوميآ,ولي ان اسأل كم تستهلك بحري الحرارية بعد توسعتها؟ *مما تقدم نستنتج ان العيب في التوليد وليس في اسعار المحروقات,ولي ان اسأل وحسب احصائية الوزير ان 72%توليد مائي و28%توليد حراري واذا كان توليد ربع الانتاج من الحراريات يطغي على ثلاثة ارباع الانتاج المائي الرخيص فعلى وزير الكهرباء مراجعة الانتاج الحراري,بدلآ عن الشكوي غير المبررة من اسعار الوقود. *وبمناسبة اسعار الوقود هذه فهي في السودان في ارتفاع مضطرد,فترتفع حين ترتفع عالميآ,ولكنها لا تنخفض حين تنخفض عالميآ بل تنتظر الارتفاع التالي لترتفع مرة اخرى, ودليلي على ذلك ان انخفاض اسعار البترول هذه الايام وبصورة اثرت على اكبر المنتجين لم تنخفض في بلدنا.وقد لاحظت في امريكا والدول الاوربية ان اسعار المحروقات في محطات الخدمة تتغير مع تغير اسعار النفط الخام.لكن الامر في السودان مختلف فاذا ارتفع سعر برميل النفط الى 80 دولارا ترفع اسعار المحروقات تبعآ لذلك ولكن اذا انخفض سعر البرميل الى 70دولارآ فالسعر يبقي كما هو واذا عاد إلى ال80دولار يرتفع مجددآ,وهكذا دواليك. *ونعود الى الكهرباء والتي تعاني من ازمات فنية وادارية, وقد اسندت الادارة الفنية لمحطة بحري الحرارية في فترة ما الى شركة فرنسية بدلآ عن تدريب الكوادر الفنية السودانية فهل صلح حال الكهرباء؟هذا ما لم يحدث بدليل شكوى الوزير من ارتفاع اسعار الوقود الذي تستخدمه كل دول العالم ولكنها تنتج الكهرباء بالكفاءة المطلوبه.ولكننا في السودان دائمآ ما نجد شماعة نعلق عليها عيوبنا,ودائمآ تبريرنا للاخفاق جاهز حتى قبل قيام اي مشروع وعند تنفيذه وبعد تشغيله فلا مسؤلية تقع على عاتق احد, فنحن مبدعون في الاخفاق أيما ابداع. [email protected]