يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب: قراءة في مفاوضات مَلْص الجلابية في أديس * تحت عنوان "الإنقاذ تملص الجلابية في أديس والعراقي في الخرطوم وتذهب لواشنطن بالسروال"، نشرت في زاويتي التي اطل منها على القراء تحت ترويسة "يفرقنا انقلاب.. يجمعنا واتساب" رسائل تبادلتها مع صديقي (ميم) قبل اسبوع تقريبا من بدء مفاوضات أديس أبابا بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال. تواصل حوارنا عبر الواتساب، وبدأ مع أول أيام المفاوضات التي امتدت من الجمعة 14 نوفمبر واستمرت متقطعة في فندق "بلو راديسون" بأديس أبابا إلي الثلاثاء 18 نوفمبر الجاري. عصام: هل قرأت حوارنا الأخير منشورا في موقعي الراكوبة وسودانايل؟ أرجو ان لا تتحسس مما فعلت وتقطع تواصلنا. لم استطع ان احتفظ به لنفسي فقط، وفكرت ان أشرك آخرين معنا في حوار أظن انه سيتواصل. لا أدري ماذا سيحدث اليوم وغدا الذي لناظره قريب، فإن لم تقطع رسائلك نتيجة لنشري لها، فسيزداد تقديري لانفتاحك الذي ألاحظه، علما بان عدم كشفي لشخصيتك لا يضعفه ولا يأخذ منك بل يضيف لقراءاتك وتحليلك حيث لا تؤثر أجندتك المعلومة على صدق المعلومة ووجاهة القراءة. أعلم إنني وحدي من أقرر نشر رسائلنا المتبادلة أو احتفظ بها؛ ولذلك دعني ان أكون صريحا معك وأكثر شفافية مع قارئي؛ ان أجندتي هي التي تحركني ولك ان تتواصل معي بذات الأريحية أو تقطع رسائلك في الشأن العام وفي الحالتين سيبقى ما بيننا عامرا، فقط أخشى من "هنا ورايح" ان لا تترك لأفكارك العنان وبذلك تفقد رسائلك أهم خصائصها ومميزاتها. المهم الكرة الان في ملعبك. شتتها. راوغ بها. سجل هدفا ملعوبا، أو خذها ونَفِسْهَا، وأنْهي اللعبة. ميم: قرأت التوظيف الجيد العميق.. ولأنك تريد ان تنشر حواراتنا بأجندتك دعني اختصر رسالتك الطويلة التفسيرية واقفز فوقها وأذهب مباشرة ل "بيت الكلاوي" وأقدم لك المعلومة التي ستصبح غدا ببلاش. الوسيط غير المعلن بين الحكومة وحركات دارفور وربما بينها والحركة الشعبية قطاع الشمال هو ادم سوداكال، أحد ضحايا صلاح قوش السابقين. كتب عنه الأستاذ مكي المغربي في عموده الصحفي الراتب قبل يومين. آخر اجتماعاته كانت مع عبد الواحد نور أمس (الخميس 13 نوفمبر) في أديس أبابا.. وطلب منه نور فرصة ثلاثة أيام للرأي النهائي. لكنني لا أظن ان المسألة "نضجت" حتى يكون لنور رأي نهائي. * أرسل لي (ميم) في الواتساب قصاصات صحف لحوارات مع سوداكال زادت من تعجبي. فهل أضعت الزمن في قراءتها؟ لقد عانيت أيما معاناة في متابعتها وقراءتها في شاشة الموبايل ولكنني فطنت أخيرا إلى تحويلها للتاب ففعلت، ثم كتبت لصديقي (ميم): شكرا يا حبيب. عودتني ان لا تضيع زمنك فيما لا يفيد، وبالفعل اختصرت المسألة بان دخلت "توش" في الموضوع. تلك من الأشياء التي أحبها في حواراتي معك. بالفعل سوداكال شخصية جديدة أول مرة اسمع بها منك، حتى الاسم جديد علي وله موسيقى خاصة مقروءا بآدم. اخشي ان اخرج نهائيا من شبكة المعلومات الطازجة وابدأ في تدوير تلك "البايتة". المهم أول ملاحظاتي بعد ان اطلعت في عجالة على ما أرسلته لي حوله، يبدو ان لديه أهدافا واضحة ومحددة. سأرجع لمقال مكي عنه لاحقا، ولكنني أتوقف عند سؤال مركب: هل هو مرتب الأفكار؟ وهل هو شخص قارئ؟ هل له وقت أو يستطيع ان يدخر وقتا للقراءة للاستيعاب أم انه سماعي ويفضل ان يتناول المسائل سندوتشات؟ هل تواصله مع الدوائر الذكية ان كان في الخرطوم او واشنطن يكفي ليلعب دورا مؤثرا؟ ميم: لن استطيع ان أجيب عليك بإجابة أكون انا نفسي مقتنعا بها مستندا على ما يحررها من الذاتية وعدم الموضوعية، سواء أكان من ناحيته هو عن نفسه، أو من ناحيتي انا. على العموم، بالنسبة لي ان الشخصية أمريكية "مية المية" لسبب بسيط جدا وهو أنه قد تم اختياره من قبل الحركة الشعبية لقيادة قطاع جديد اسمه قطاع دارفور.. ثم أختلف مع ياسر عرمان.. كما اختلف نور مع عرمان.. لم يستمر القطاع ولم ينسجم نور مع عرمان إلى الان. المهم في الأمر، من المستحيل أن توافق أمريكا ابتداء على شخص لقيادة قطاع دارفور ما لم تفحصه بنفسها. من خلال معرفتي لمقابلاته مع الحركات وبالذات الشعبية تأكد لي أنني أتعامل مع أمريكا مباشرة. يبدو ان شخصية عرمان منفرة ولذلك مسموح لبعض الوكلاء بمخالفته. سؤالي الذي قد تجد فيه بعض أجوبة لأسئلتك، هو: هل من الممكن أن تقبل الحركات كلها بالجلوس مع وسيط وتتبادل محددات اتفاق ما معه بدون إذن أمريكي؟ * لفت صديقي (ميم) نظري وطلب مني التحفظ في نقل تحليل شخصية سوداكال قبل جمع اكبر قدر من المعلومات التي لا يستطيع هو نفسه توفيرها. وكل ذلك لأنني قلت له ان "الطراش" الإعلامي لتلميعه يدفعني للبحث عن دور لجهاز الأمن السوداني في ذلك وتلك علامة استفهام كبيرة. ومع ذلك كتبت له: هذه بالفعل معلومات خطيرة. برأيي ان أية معلومة أو خطوة تظهر لك في الشبكة أو تحليل تعتقد انه يتأسس على إحتماﻻت قوية، قد يكون من ذات النبع او سيذهب ليصب فيه. ميم: خلينا بالخطة الواقعية العملية.. انا شخصيا، وحاليا، لا استطيع ان أقول أي شيء سوى أن ادم سوداكال رجل أعمال من أبناء دارفور لديه مساعي شخصية ولو بالغت شديد بتكلم عن علاقات إقليمية. بالمناسبة لديه صلة قرابة شديدة بإدريس دبي. عصام: دعنا نعود لمعلوماتك حول ما جري في أديس اليوم الجمعة. ميم: توجد مماطلة في ملص الجلابية من طرف الحكومة.. وغطرسة من طرف عرمان.. وغيرة من طرف عبد الواحد.. لكن الوسيط شغال. عدم توافق الحركات و"الحزازات" بين زعمائها يغري الحكومة بتأجيل ملص الجلابية. مناوي صار أقرب لعرمان وهذا مؤشر سيء لأن نور يكرههما. لكن ما عليك أمريكا بتلمهم تاني. * صباح اليوم الثاني تواصلت الرسائل بيننا. عصام: ما هي المعلومات الجديدة التي حصلت عليها أمس الجمعة أو اليوم السبت 15 نوفمبر من الوسيط غير الرسمي سوداكال؟ هل تحدثت معه؟ استمع الان لحديث من مكي المغربي مع القناة السودانية في البرنامج الصباحي خطوط عريضة احدهم يقول: لا احفل بالوجود الأمريكي في المفاوضات.. لا أعول عليه. لقد سطح القضية خالص يا صديقي. ميم: هاتفت سوداكال أمس وتحدثت مع عبد الواحد بالهاتف بمساعدته. نور "لسع شايلها تقيييييلة" مع ياسر. هنالك عشاء هام يوم الاثنين القادم. عصام: هل منتظر ان يكون عشاءا ما منظور مثيله أو أشبة بلوحة "دافينشي" العشاء الأخير؟ طيب، ما هي توقعاته وخطوته التالية القريبة؟ صحف الخرطوم شنت حملة على ياسر. هل ياسر يغرد خارج السرب أم باتفاق مع الثلاثي وهل هو اتفاق في طريقه لينهار أم سيصمد؟ هنالك حديث عن اتفاق بين الترابي والبشير لتشكيل برلمان انتقالي بالتعيين يمثل كل أحزاب الحوار الوطني. هل هو التفاف على الاستحقاقات التي تطلبها واشنطن؟ يظهر الأمر وكأنه عين ما قلته لي في رسالة سابقة عن المماطلة والالتفاف وتقديم بدائل. ميم: ياسر لا يغرد خارج السرب أبدا.. المبعوث الأمريكي بووث "أداه" الأوامر وسافر.. وهو "عاصر" الحكومة تماما.. وعندما يرجع بووث وتقبل الحكومة طلباته دون مماطلة سيتغير موقف ياسر. عصام: هل لديك معلومات عن لقاءات المبعوث الأمريكي؟ ميم: نعم.. غندور رفض مقابلته. هنالك قرار حكومي برفض مقابلته لأي دستوري.. يقابل موظفين بس. والسبب انه رفض مقابلة البشير في الخرطوم. المبعوث "خت" أوامره للطرفين و"طلع وقال جاي" بعد يومين.. شفت الرجالة كيف. عصام: هل يعني ان "عصرة" ياسر للحكومة ورفع سقفه عاليا تم باتفاق مع بووث؟ هل قدم بووث طلباته؟ ما هي في رأيك؟ * انقطع عني صديقي طيلة يوم السبت تقريبا ولم يرد على سؤالي الأخير. فكتبت له بعد ان ضاقت مساحات الصبر: أكتب لي عن ثلاثي دارفور وعن عقار والحلو وما تراه حولهما وحول مواقفهما ورغباتهما. علمت ان وفد الحكومة وافق على ورقة الوساطة مع بعض التعديلات الطفيفة. هل بدأ كما تقول قلع الجلابية؟ هل ملص الجلابية هو موافقة الحكومة على وقف العدائيات واتساع رقعة التفاوض في منبر أديس ليشمل دارفور والحوار الوطني وبالتالي مشاركة المهدي في أديس بضم وثيقته مع الحركة الثورية دون تسميتها بوثيقة باريس؟ إذن الحركة ستكون حاملة الأوراق ولجنة 7+7 خارج الإعراب وهو طريق لاتجاه واحد ربما لتسوية ثنائية جديدة تخرج الأحزاب من المعادلة. أشم رائحة نيفاشا بورق سلوفان جديد. خوفا من الحِمْل بالديمقراطية وبجعلها تمشي بين الناس بمجرد ميلادها؟ ميم: ههههههه. لتفادي حمل الديمقراطية هنالك وسائل أشبه بالواقي الذي يحرمه في هذه الحالة الإصلاحيين. خذ في اعتبارك حا يكون في سلام وشوية انفراج اقتصادي.. لو تم توظيفه جيدا ممكن لسفينة البلاد ان ترسو في شاطئ وتنفد من الأمواج المتلاطمة. عصام: التسويات التي يجلبها الضغط الخارجي وليس القناعة بتبادل التنازلات، غالبا ما تتقيح جروحها من جديد وعندما لا يكسب الحرب احد الطرفين لا يربح أي منهما ولا أي احد أخر السلم. أليست تلك هي خلاصة تجربة نيفاشا؟ اخشي تكرارها دون تعديلها أو وضع كابح لثنائية الاتفاق. * يبدو ان كلانا كان في انتظار يوم الأحد لمتابعة استئناف مفوضات أديس ولذلك لم أتمالك صبري وكتبت لصديقي (ميم): أعطني من معلومات غير متداولة، أي لم يفصح عهنا للجميع وتحليل يقف على معلومات تم تحريرها. تحدث قبل قليل مكي المغربي مرة ثانية في برنامج خطوط عريضة من أديس. ميم: لم تتوفر لي إمكانية المتابعة من مكاني الحالي انقل لي خلاصة حديثه عندما تستطيع. عصام: مكي يقول ويؤكد ان مفاجأة حدثت أمس السبت. ويضيف ان الباب لا زال مواربا لمزيد منها. ومختصر حديثه هو: لا ذكر في المفاوضات حتى الان لهدنة إنما وقف إطلاق نار شامل، ليس جزئيا أو إنسانيا. وفد الخرطوم أصبح لا يتحدث عن هدنة.. وهو ذات موقف وفد الحركة أيضا. هنالك احتمال إبطاء وليس في الأفق تراجع. وحول موقف الجبهة الثورية يجب ملاحظة ان خلافاتها سابقة وليست نابعة من موقف الحركة التفاوضي الحالي. إذا أسفرت المفاوضات عن وقف إطلاق نار في المنطقتين فسوف تعتمده الحركات الثلاثة أيضا في دارفور. الموقف الأمريكي كان ضبابيا في بيانه الأول وتحدث عن هدنة فقط. وإذا كانت تلك رغبة مستمرة للمبعوث الأمريكي فسيمارس ضغوطا على الحركة. في هذه الجولة الدور على الطرفين وبعد يوم 22 نوفمبر سيكون هنالك دور للوساطة والإطراف الخارجية ولوسطاء آخرين. ميم: اهااااااا. عصام: هل يقصد مكي وسطاء آخرين مثل ادم سوداكل؟ أيكون مكي نفسه استلم طرف الخيط؟ ميم: ربما. عصام: هذا ما قاله وهو يتحدث من أديس. هل لديك ما تضيفه او ما لم يستطع مكي الإلمام به؟ ميم: نعم ولكن قد لا تستفيد منه.. كنت أتحدث قبل قليل مع سوداكال وهو لا زال في أديس وقال لي انه سيغادر للمطار لاستقبال شخص ما. عصام: ألم يقل لك من هو الشخص أو لا تريد أنت ان تكشف عنه؟ ميم: حقيقة لم يقل لي ولم ألح عليه. المهم انه كان متفائلا كما بالأمس.. لكن بيني وبينك... حركات دارفور ترغب في استمرار غندور أكثر من آمين حسن عمر. يقنعهم كييييف بالاستمرار مع أمين؟ عصام: مؤتمر الحزب الحاكم أخرج أمين من مواعينه القيادية، فهل جاء دور حركات دارفور لتنهي علاقته بالملف؟ انه مشهد يؤكد مقولة "غلطة الشاطر بألف". هل تجاوزته الإحداث؟ ما تريده الحركات في هذا الشأن سهل ان تحصل عليه. وربما تكون طبخة من غندور نفسه. انه رئيس السودان القادم! هههههه. ميم: أمريكا يا عزيزي تريد ما ذكرته في تحليلك.. نيفاشا بورق "سلوفان". الأحزاب مجرد شريط لف للورق. عصام: اوكي اوكي. هذا للسودان، لكنني اسأل عن مصالحها المباشرة، القريبة والمتوسطة الأمد دعك حاليا عن البعيدة. تعبيرك خطير ويعني ان الأحزاب ليست حتى ورق "السلوفان" وإنما شريط أحمر للتزويق. ميم: من المحزن يا عصام أن القوى الوطنية.. كرت بايظ.. أنا حزين جدا.. لكن "دا واقع". عصام: لا تحزن يا صديقي. إذا لم يخرج قريبا للعلن حزب جديد يلم كل قوى الوسط والعلمانيين لن ينصلح حال البلد. ميم: تمام.. هل لديك اتصالات مع مصادر أخرى؟ تعدد المصادر مهم جدا. أصبحت لا أثق كثيرا في معلومة الجهة الواحدة حتى تلك القابضة. عودا لما ذكرته حول غندور، اعتقد انه يستحق ان يمنح حقه فيما يعمل ويجتهد.. انه آخر الشخصيات المقبولة. الله يكفي الحركات شر أمين حسن عمر وتلاعبه. عصام: فكرة حلوة مسألة البحث عن مصادر معلومات متعددة. حول غندور، ألا ترى أنني اعتبرته الرئيس القادم للسودان؟ ميم: يا رييييت يا رييييت. لكن ما أظن. عصام: اسمع كلامي وراهن على هذا الآمر بالعدم النظام سيسقط. ميم: بعد ما يملصونا العراقي.. ما معروف يحصل شنو. هل تريد ان تتواصل مع غندور؟ الأمر ليس صعبا فقط يحتاج جهد يوم يومين فقط. عصام: دعك من ذلك، يكفي التواصل معك. غندور سيعود من مؤتمر واشنطن الذي تحدثت عنه انت حاملا رسالة واضحة للآخرين: ان يكون رئيسا انتقاليا. * فاجأني صديقي (ميم) يوم الاثنين وكتب: جاطت جوطة جد. حركات دارفور اختلفت مع ياسر وحظرت عليه التوقيع. وهي مختلفة في نفسها. وعبد الواحد لاااااابد ومنتظر الخلاف يزيد حول ياسر. أتوقع حضور المبعوث الأمريكي اليوم عشان يلم الموضوع. انتهت الجولة وستتواصل بعد خمسة يوم. الاتفاقية جاهزة.. لكن في خلافات. * ولان يوم الاثنين كان يوما مقفولا بالضبة والمفتاح حيث سرقني عملي الذي أأكل منه عيش، فضلا عن مسائل أخرى لم تمكنني من التواصل مع صديقي (ميم)، كتبت له يوم الثلاثاء الماضي: تحياتي يا حبيب. علمت اليوم ان أسباب انهيار أو قل توقف المفاوضات، ان الحركة قطاع الشمال طلبت بصورة واضحة الحكم الذاتي للمنطقتين؟ هل لديك معلومات؟ ولماذا وكيف لم تتسرب نية الطرح وقد ثبتت صحته لاحقا؟ ميم: نعم صحيح. لكن الحقيقة هي ان ياسر لم يستطع ان يوقع بدون الحركات.. قام "فك الكرت" بغرض التبرير. دعني أقول لك شيئا هاما: ان نوفمبر الحالي أخطر شهر في تاريخ السودان. والله يا عصام.. الحكومة دي لو شاطرة ومتفقة داخليا.. كانت تعمل عمايل. من خلال عدد من الجلسات والمحادثات الهاتفية فهمت أن موضوع الجنوب (....) أم الأمريكان، أي عامل ليهم "جن وشيب في الراس". لكن طبعا أمريكا ما حا تتخبط لفترة طويلة.. في النهاية "بتلقى حل". في الفترة دي لو الحكومة السودانية شاطرة ممكن تعمل تسلل. عصام: بالفعل. لكن ما هي "العمايل" التي تقصدها لتعملها الحكومة؟ وهل إذا عملت حالة تسلل في المفاوضات او في موضوع الجنوب سيكون الناتج لصالح استقرار البلد أو لصالح استمرار سلطة الإنقاذ مع استمرار حالة الضنك؟ ميم: الحكومة للأسف لا تعمل أي حاجة وحا تفوت الفرصة. عصام: لا افهم ماذا تريد واشنطن من الخرطوم حول الجنوب؟ خُشْ في تحديدات واضحة. ما الذي سَيُقَدَم للحكومة فترفضه وتفوت الفرصة؟ ميم: لا، لا، لا. القصة ليس هنالك حاجة مطلوبة ومحددة. الحلول بالنسبة لأمريكا ذاتها (الان) ما واضحة.. و "يادوب" بدت تلم الخيوط.. لو اكتملت في يدها.. انتهى الموضوع. عصام: حكاية ان أمريكا نفسها "رايح لها الحل في الموية" في المسألة السودانية يبدو انها حقيقة. ميم: لكن بالتأكيد ما بروح ليها لفترة طويلة. أقول ليك حاجة.. تعال نقيف هنا.. وكما ختمت حوارنا السابق.. فاصل ونواصل. [email protected]