ظل النظام سادر في غيه امام معاناة المواطنين ضاربا بمطالباتهم لحلحلة قضاياهم التي تمس حياتهم اليومية عرض الحائط.. ولاتوجد حكومة كالماثله الآن أكثر هروبا من مسئوليتها امام جماهير شعبها فنظام المؤتمر اللاوطني يعمل علي تفاقم أزمة المواطنين ويدفع بهم في اتون الجحيم لربع قرن من الزمان. ومانحن بصدده الآن هي حلقه جديدة من حلقات هذا النظام التي تكشف سقوطه المدوي بسلطاته التنفيذية والولائية والمحليه. ظلت احياء بيت المال وابروف لعدة سنوات تحاصرها المياه رويدا رويدا هذه المياه مجهولة المصدر التي عجزت عنها سلطات محلية امدرمان والمسئولين في ولاية الفساد بالخرطوم والذين ارغوا وازبدوا في زياراتهم المتتالية وتصريحاتهم المتضاربة حول هذه الكارثة. وجراء هذا الإهمال المتراكم والمتعمد اصبحت مئات المنازل عرضي للهدم وقد تهدم بعضها بالفعل وقد هجرت بعض الأسر منازلها وتدنت اسعار المنازل. هذه المياه اصبحت علي مرأي البصر تمتلئ بها الميادين حيث تنز الارض ماء واصبحت جدران المنازل رطبه هشه وآئلة للسقوط وانهارت دورات المياه في العديد من المنازل. وعندما اتصل المواطنين بالمسئولين تضاربت الاقوال في جهل تام بحقيقة المشكلة. فأدعت السلطات انها اتصلت بخبراء اتراك وافادوا بأن هنالك محطة مياه قديمه في هذه المنطقه غير الحالية .وصرحوا مرة اخري أن بيت المال وابروف هي مجري للنيل في سالف العصر والآوان. بل اطلقوا تصريحات اخري ان ابروف وبيت المال تجلس علي بركة من المياه الجوفية. هذه التصريحات المرتبكة والضعيفه وغير المتماسكة تكشف مدي استهتار السلطات المحلية والولائية لكارثة امدرمان المتمثله في احياء بيت المال وابروف. فإن كانت اسباب الكارثة هي محطة مياه قديمة فأين هي وهل هي عصية علي الحل واين تكن الأسباب هل تعجز السلطات عن تدارك تلك الكارثة ؟ ولكن اكاد اجزم ان السلطات الولائية تريد أن تهجر الاحياء القديمه في امدرمان لإستثمار تلك الآراضي المطله علي الشاطئ الغربي علي النيل. تتداول سلطات ولاية الخرطوم مايسمي بالمخطط الهيكلي للولاية والذي تم تخطيط شواطئ النيل في المدن الثلاث لميادين غولف ومباني استثمارية وفنادق وابراج ومخططات سكنية. هذا الإدعاء يدعمه تساهل سلطات الولاية والمحلية إزاء كارثة بيت المال وابروف. هذا النظام بسلطاته الولائية والمحليه سيكون المسئول الأول عن ضياع حياة وتاريخ ومجتمع وثقافة بيت المال وابروف. فبصمته عن هذه الكارثة هو ينتهي من تاريخ وحضارة عريقة. ولايمتلك من الوازع او الضمير في أن يقيف علي حل هذه الأزمة التي ستفاقم مصائب هذه الاسر التي هي بالأساس تعاني من سياساته المدمرة ليضيف عليها عبئا جديدا بتشريدها. فاليقف مواطني بيت المال وابروف متحدين امام هذه الكارثة ولينهض مجتمع امدرمان في صمود وتماسك امام هذه السياسات التي تريد ان تقتلعه من الجذور [email protected]