عندما أمّن الإنقاذيون وجودهم بقوة في حكم السودان أسموا شنطة من الجلد أو البلاسيتك (لقد تمكنا). وهي شنط عادة ما تكون مملوءة بالمال والأوراق المهمة مثل نسخ من قرارت من نافذين في السلطة كالتصاديق والتراخيص وخطابات التوصيات للوظائف وغيرها . وهي أوراق تخول لهم كل السلطة التي تمكنهم من المال العام . بعد ان تم تعيين حتى الذين ولدوا بعد الإنقلاب بسنوات هاهم الإنقاذيون يقررون وقف سياسة التمكين وتسيس الوظائف. بعد ملأت الوظائف الهامة ومراكز الأموال وغيرها. و بعد ان عم الفساد عينت آلية لمحاربة الفساد .لكن من إعتاد على أخذ المال العام لا يتوقف عن الفساد بإختياره. فتعطلت الآلية .فمن يحاسب من ؟ وهذه أمثلة فقط لقرارات في سياسات بعد أن تكون قد أدت الغرض منها. وكثير مثلها في الإستيراد والتصدير. وهي قررات لخدمة الموالين على حساب الكادحين. لا يبدو ان الإنقاذيين يعتبرون ان السلطة فتنة تجلب معها الكثير من الشرور. بعد مرور سنوات طويلة لا يبدو أن الإنقاذيون قد إكتفوا من المال العام. كعادة الأخوان حين يتمكنوا من السلطة لا يبالون بنصيحة ولا يسمعون لرأي .لا يتوقفون عند ما من شأنه أن يبعدهم عن السلطة أو يصحح مسارهم. وكانما هدفهم فقط الوصول للسلطة . هذا ما أضر بأخوانهم في مصر وهو ما قاد عدد من الحكام لنهايات مأساوية. أعطتهم السلطة الأموال والجاه ولكنها جلبت لهم الغبائن والعداوات من الكثير من السودانيين غير الموالين لهم . وعداوات الجيران والعالم . كما جلبت لهم سخط بعض عضويتهم. لقد كلف بقاؤهم في كراسي الحكم السودان الكثير.ضاع الكثير من الوقت والمال. وهي موراد كانت كفيلة بتحقيق الكثير من التنمية والتقدم للسودان. لايبدو انهم قد أدركوا ان إنقلابهم أفسد الكثيرين من الحركة الإسلامية. الكثيرون كانوا يسارعون في الخيرات والآن يسارعون إلى حيث الأموال . لا يتوقفون كثيرا للتفكير في مصدرها ومشروعيتها وحقها. من يسرق مليار من الشعب فإن تبرعه بمليون لا يحلله له وحتي إن تبرع به كله أو أعاده هذا لا يعفيه من المساءلة . بقدر صبر السودانيين تعنت الإنقاذيون وتمادوا .وهو أمر غير حكيم . هذا يعني أن الإنقاذ قد سببت الكثير من الآلام لكن إحتمال السودانيين إمتصها في صبر جميل . ولكن لابد من نهاية. ربما يعين على الإنقاذيون أن يفكروا عميقا في مسألة تشبثهم الشديد بالسلطة . أن يسألوا أنفسهم بتجرد . هل يجنون من السلطة أجر أم يمسحون خير ويراكمون وزر؟ الإجابة الصادقة مهمة للغاية . على الأبواب إنتخابات عامة. وعندما ترد كلمة إنتخابات طرفها الإسلاميون يقفز للذهن التزوير. الأحزاب الأخري لا تثق فيهم. يعرف الإسلاميون قبل غيرهم أنهم إمتهنوا تزوير الإنتخابات . زوروا في إتحادات الثانويات والجامعات والنقابات وغيرها.وتشهد الجامعات ذلك كل عام وكثير ما يعطل الدراسة فيها . لماذا يصر الإنقاذيون على قيام الإنتخابات وهم القادمون عبر إنقلاب ضد حكومة منتخبة ؟ السبب بساطة لانهم يمسكون بكل السلطة والأجهزة الإعلامية ويعينون المفوضية ويتحكمون في السجلات ولديهم أموال الدولة ويمسكون بالسلطات المحلية ويعملون بكل جهدهم لأستقطاب الخصوم أو شق صفوفهم . فهل الإسلاميون مستعدون للفوز عبر انتخابات نزيهة والقبول بنتيجة الصناديق أم أنهم ينوون الفوز بأي طريقة بما في ذلك التزوير؟ لماذا يتمسكون بالسلطة وهم أكثر من حكم السودان. حكم الإسلاميون السودان بمختلف مسمياتهم حوالي ربع قرن منفردين وأكثر من ذلك بنسبة متفاوته مع الآخرين منذ الإستقلال. وللاسف فإن محصلة ذلك تخلف مريع في مختلف المجالات وفساد برعاية السلطة.كما ذهب ثلث السودان وربع سكانه وما بقى ظل معزول تنهكه العقوبات الدولية وتتراكم عليه الديون بفوائدها العالية. والسبب يكمن في استمرار العلة في طريقة إدارة الدولة . فهي إدارة أزمات وتخضع للمزاج الشخصي وغالبا لا تقبل المراجعة أو التصحيح . إذن المزيد من حكم الإسلاميين يعني المزيد من الفساد و التردي. فماهي خيارات القوى السياسية الأخرى ؟ خيار الإنتفاضة يبدو وارد ويفضله الكثيرون لكن لا أحد يمكنه التنبوء بنتائجه. التدخل الدولي لا يتبناه أحد. خيارالإنقلاب الداخلي لا يبدو مفضل للكثيرين فهو يعني نفس المحتوى في آنية مختلفة. التراضي على حكومة إنتقالية ترفضه الإنقاذ. ربما يبدو الوضع محبط لكن هنالك أمل. هنالك بعض المقترحات التي تساعد السودانيين في الفكاك من حكم الإنقاذ. إذا اصرت الإنقاذ على القيام الإنتخابات في موعدها المحدد فعلى المعارضة البحث عما يجمعهم حول نقاط معينة والإتفاق على: طباعة أوراق الإنتخابات في الإتحاد الأوربي فمن طبع العملة حتى أوصل التضخم مرحلة سحب ثلاثة أصفار لا يترك له أمر طباعة أوراق الإنتخابات. الأوراق والصناديق والأختام وغيرها تكون مشفرة من أوربا يقوم على أمرها مراقبون أجانب مهما كلف السودان. اتفاق المعارضة على مرشح واحد للجمهورية ومرشحين محددين لباقي الدوائر. أن يوافقوا على ما يجلب لهم الحرية والعدالة ويضع السودان على المسار الصحيح وأن يتراضوا على من يحقق لهم ذلك ويواصلوا دعمهم بالنصائح والمساندة حتى تتحقق الأهداف السامية. وهي أهداف تستحق النضال من أجلها حتى تنعم الأجيال القادمة بالحرية والسلام والعدل والإستقرار والتنمية المستدامة والرفاهية للجميع. وبالنسبة للإنقاذيون فإنهم إن لم ينتهزوا هذه الفرصة ويعيدوا الأمور إلي نصابها والبلاد إلى أهلها فإنهم بذلك يزيدون ما على أكتافهم . والأمر يستحق التفكير العميق. وما التوفيق إلا من عند الله [email protected]