قبيل زيارة الرئيس البشير، للقاهرة كان أحد مساعدي سفير السودان بالقاهرة، يتصل بالإمام الصادق المهدي، أكثر من مرة.. الاتصال المكثف كان يستهدف دفع الإمام لمقابلة رئيس الجمهورية، الزائر لمصر.. ثمرة تلك التحركات الدبلوماسية المبررة كانت موقفا إيجابيا من الإمام المهدي.. بالطبع لم يفت على فطنة السفير السوداني النشط عبدالحيلم عبد المحمود أن البروتوكولات تقتضي أن يطلب الإمام رسميا مقابلة الرئيس.. المفاجأة أن الإعلام خرج بخبر اعتذار الرئيس عن مقابلة رئيس الوزراء السابق.. هنا اندلعت معركة كرامة أريق بسببها مداد كثيف حول من طلب اللقاء ابتداءً. كانت القاهرة سانحة مهمة أهدرتها الحكومة السودانية في التواصل مع رقم مهم في الساحة السودانية.. لو أن للسيد رئيس الجمهورية، مستشارين على قدر من الخبرة لنصحوه بتسجيل زيارة اجتماعية للإمام في مقر إقامته في القاهرة.. هذا ما فعله ياسر عرمان والشيخ التوم هجو حينما داهما الميرغني في مسكنه اللندني.. زيارة الرجلين جاءت من باب معاودة مريض ولكنها القت بظلال سياسية أجبرت مولانا لإصدار توضيحات محرجة. الآن يبدو أن المؤتمر الوطني أدرك الحقيقة التي رددناها كثيرا على مسامعه.. الحوار الوطني الداخلي لن يمضي للأمام بدون الإمام.. الدكتور مصطفى عثمان أمين القطاع السياسي المح إلى إمكانية تأجيل الانتخابات إذا ما انخرط حزب الأمة في الحوار.. زاد تلك الخطوات الإيجابية وضوحا تصريح للأمين السياسي الجديد حامد ممتاز، الذي كشف في تصريحات للزميلة (آخر لحظة) أنه اجتمع باللواء فضل الله برمة ناصر، نائب رئيس حزب الأمة.. الاجتماع الأول سيعقبه آخر مع عبدالرحمن الصادق، بصفته نجل الإمام.. ذات المعاني حملها تصريح صحفي أطلقه إبراهيم غندور من أديس أبابا أعلن فيه عدم ممانعته في الالتقاء بالإمام المهدي المتواجد في ذات العاصمة الإثيوبية. في تقديري أن الشديد القوي هو الذي باعد بين الإمام المهدي وقيادة الإنقاذ.. الإمام كان يزور رئيس الجمهورية سرا وعلانية ويقف من ورائه في صلاة الصبح ببيت الضيافة.. حتى توظيف العميد عبدالرحمن المهدي في القصر الجمهوري، ما كان له أن يتم لو لا أن الإمام الوالد منح ابنه شارة مرور.. من الناحية الموضوعية استشعر الإمام الصادق المهدي أن التقارب بين البشير والترابي سيعيد الإنقاذ لسيرتها الأولى.. وبالتالي حق له البحث عن حلفاء جدد.. إلا أن الاعتقال المذل للرجل عجل بالخصام ومنح الإمام رخصة تجوال دولي ومفتاح (ماستر) يستخدمه في تجاوز الأبواب المغلقة. بصراحة.. مطلوب من الدكتور إبراهيم غندور أن يسعى لمقابلة الإمام في أديس أبابا.. على الغندور المعروف بحسن التواصل مع الخصوم ألا يقف عند محطة عدم الممانعة.. أقول قولي هذا ولدي إحساس أن أحدهم سيقطع الطريق أمام التقارب ويطلب من المهدي الاغتسال قبل التفكير في العودة لبيته في الملازمين. التيار