بسم الله الرحمن الرحيم كل يوم يثبت نظام الإنقاذ أنه فاقد للشرعية الأخلاقية ومنتهي الصلاحية السياسية وأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بلا مرجعية فكرية وأن حكومته متقلبة الأطوار تتخذ الموقف وضده حسب هواها ومصلحة الكرسي . فبينما تضيق النشاط السياسي والفكري في الجامعات وتحظر العمل العام بالمدارس الثانوية منذ خمسة وعشرون عاماً تاريخ انقلاب البشير في 89 بحجة الاستقرار الأكاديمي وتفرغ التلاميذ لدروسهم ينتهي بها الأمر بنسف العملية التعليمية من أساسها لتعمل عكس استراتيجياتها والدعوة من داخل المدارس لتسرب الطلاب من العملية التعليمية كعادة أنظمة الاستبداد التي لن تستمر الا في الظلام ولن تنتج غير الجهل والفقر. منذ أسبوعين تم تثبيت محاضرة دينية أسبوعية بالمدارس الثانوية بمحلية بربر ولاية نهرالنيل أسندت الى جماعة أنصار السنة المحمدية . الأسبوع الماضي حسب البرنامج يطرح سؤال يعطى عليه الطالب صاحب الإجابة الصحيحة جائزة كان السؤال ما هي أفضل شهادة تقدمها البنت لأبيها مكافئة له على تربيتها؟ الطالبات في المدرسة التي طرح فيها السؤال ولا أدري أطرح هذا السؤال في كل المدارس أم في هذه المدرسة فقط . الطالبات سرحن مع معاناة آبائهن ورهق العيش فصرن يحلمن متخليات عن رغباتهن ويخترن المجالات التي فيها مستقبل مادي معقول مثل الطب والهندسة حسب عقولهن الصغيرة ولكن تعجبن !! أن أكثر من خمسين إجابة في مجالات مختلفة خطأ فحرن وانتظرن الإجابة الصحيحة بشغف ولم يخيب المحاضر دهشتهن حين أجاب أن أفضل شهادة تقدمها البنت لوالدها قسيمة الزواج !!! ولكن الشيخ السلفي وضع مبلغ الجائزة المالي في جيبه وانصرف ولم يشرح للتلميذات كيف يحصلن على هذا الزوج فحسب منهجه عليهن الجلوس في بيوتهن . أم يخالفن دينه ويخرجن بحثاً عن شريك الحياة ليكافئن آبائهن حسب زعمه؟ هذا يحدث في مؤسسات التعليم فبدل أن تجتهد الدولة في نشر الوعي ومحاربة الأمية تدخل على المدارس تخرب عقول التلاميذ وتحبط آمالهم فلماذا تجتهد الطالبة طالما الخير في أمر تحققه الدكتورة والأمية . فهذا خراب تحميه الدولة يجب عدم السكوت عليه لأنه هدم لأجيال بكاملها وبربر الرائدة في التعليم يحدث في مدارسها هذا . إنا لله وإنا إليه راجعون م. إسماعيل فرج الله 10ديسمبر2014م [email protected]