الجبنة او ( القهوة ) عن البجا شأن خاص فهم يفضلونها على اى مشروب اخر وغالبا ما يشربوهنا ثلاث مرات فى اليوم ويكرمون بها ضيفهم ودائما ما يستفتحو يومهم بشربها وغالبا ما يكون البن هو ( الاكلومى ) بالاضافة الى الجنزبيل او ما كان بديلا عنه دون اية اضافات اخرى . وعمل الجبنة عند البجا لا يقتصر على النساء بل يشمل الرجال والصبيان أيضا حيث يمكن للبجاوي أن يصنع الجبنة وقتما شاء وشاء له المزاج ولكن قد تختلف طقوس الجبنة عند الرجال فيشربونها وهم جلوس يفترشون لها البروش ويتهيأون لها بمزاجية عالية يحبون إناء الجبنة الذي يصنع من الفخار (جبنة الطين) والفناجين ذات الأحجام الصغيرة وحينما يجتمعون يأمرون الذي يصغرهم سناً بهذه العبارة (أور يها جبناتوك دي) وهذه الكلمة هي بلهجة البداويت وتعني يا ود قوم سوي الجبنة فيقوم أصغرهم ويشرع في سواة الجبنة التي تتميز بالبساطة والهدوء فهم لا يتحدثون كثيراً في حضرة الجبنة . يحكى في القصص الشعبية أن واحد من أهلنا البجا كان يعمل في أحد الدكاكين وحينما تشير عقارب الساعة إلى الثانية ظهراً يتهيأ تماماً لشرب الجبنة وكان له جار كثير الكلام يتزامن حضوره دوماً مع (فورة الجبنة) لكنه كان لا يتأدب بآداب البجا حينما يكونون في حضرة الجبنة فيثرثر كثيراً ويفسد على هذا المسكين مزاجه ولا يبالي بما يفعل وتكرر هذا السيناريو عدة مرات فتضجر الادروب من هذا الوضع وفكر في تغيير مواعيد الجبنة حتى يفوت الفرصة على جاره المزعج فقرر أن يشربها عند الرابعة عصراً وبالفعل عندما حانت الساعة الرابعة عصراً تيقن أدروب من عدم حضور جاره الثرثار باعتبار أن زمنه قد فات فبدأ في عمل الجبنة بمزاج عالي وأثناءشرابه للفنجان الأول فإذا به يرى جاره الثرثار يأتي مسرعاً وهو يسأل (الليلة زمني كيف) فما كان من أدروب إلا أن قام بسكب الجبنة على النار وهو يرد عليه متأففاً (الليلة الجبنة انتهت). هذه القصة تؤكد أن الجبنة هي الأكثر خصوصية لدى البجا لاسيما وأنها قد أصبحت جزء أصيلاً في تكوين الشخصية البجاوية .يفضّل االبجا أن تكون القهوة من صنعهم ويشربونها على مدار اليوم، وعادة ما يحمل أفرادها معدات صنعها معهم في حقائب قماشية، حتى لو كان أحدهم ذاهبًا لمسافة بسيطة، ناهيك عن السفر من قرية إلى أخرى، على امتداد قراهم المنتشرة شرقي البلاد لا يتناول البجا القهوة المعدة بواسطة النساء، فللرجال مذهبهم في اعداد القهوة، وللنساء جلستهن الخاصة بعيداً عن الرجال، واللافت عند البجا أنهم وبمجرد استقبال الضيف والترحيب به فإنهم يبادرون الى وضع كل مدخلات القهوة من بن وجنزبيل وسكر أمامه حتى يقوم بإعداد قهوته اعتماداً على الذات، إذ يرون في قيام الضيف بإعداد قهوته تثبيتاً للكيف وتقديراً له، وتبقى عدة القهوة مصاحبة دائماً للسيف والسفروق وهي اهم مستلزمات البجاوي في حلة وترحاله يقول الباحث في تراث شرق السودان عبدالمنعم ابو ادريس ل"الرياض" ان للقهوة وقتين في شرق السودان الاول منذ ان يصحو الناس من نومهم والثاني قبل ان يخلد الناس للمنام، ويضيف "الجلوس في مجالس القهوة علي بنابر" مقاعد "منسوجة من سعف الدوم"، ويتابع "الانسان الذي لا ينتمي الى الاقليم لا يستطيع الجلوس على هذه البنابر لان الجلوس عليها صعب جدا لذلك غالبا ما يكون مميزا في طريقة جلوسه، وبالتالي يقول الجميع هناك انه ليس من شرق السودان. وتصنع ادوات القهوة غالبا من الطين الفخاري، واشتهرت منطقة "وقر" في الشرق بهذه الصناعة وامتد انتاجها ليغطي كل أسواق السودان، فالشرقيون قد يصابون بالدهشة الشديدة عندما يعزمونك على فنجان قهوة وتقول انك ليس من روادها فان ساقتك الاقدار الى هناك فاشرب متى ما عزمت لانك إن رفضت ستكون مثار نكتة ومضحكة بين الناس في هوية مميزة للسكان هناك ويضيف "ثم الجبنة وهي إناء فخاري سوداني مع الوقاية وهي المقعد الذي توضع عليه هذه الجبنة التي غالبا طبقا لابو ادريس ما تكون مزخرفة بأنواع الخرز الصغير في اشكال فلكولورية لايخلو بيت بجاوي من فنجان القهوة أو الادوات أو المواد الاخرى المستعلمة فيها أو التابعة لها،أن التجمع البجاوي لا أقول مدمن على شرب القهوة البجاوية والتي تمتاز بنكهة فريدة تختلف عن نكهات القهوات الأخرى فهذا التفرد ميز اهلنا البجا عن غيرهم في كثير من الاشياء منها طريقة الصنع والاجواء التي تصنع فيها هذه الجبنة وطريقة احتسائها وغير ذلك،أن الجبنة أو القهو البجاوية لم تقتصر احتسائها على فئة معينة من الفئات العمرية البجاوية بل انها شملت جميع الفئات ووصلت الى حد التوارث بين الاجيال . نواصل بكرى سوركناب [email protected]