محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من شرق السودان
نشر في الصحافة يوم 07 - 04 - 2013


المرأة البجاوية .. منتهى التقدير والاحترام
كسلا: محمد بين
قبائل البجا بشرق السودان تعد من اوائل القبائل السودانية، حيث توجود في المنطقة زهاء الستة آلاف عام، وحتى يومنا هذا تحتفظ قبائل البجا بكل مكوناتها وثقافاتها رغم عوامل التغيير الطبيعية وغير الطبيعية التي تؤثر في المكونات البشرية والجغرافية والمناخ للبيئات الكونية.
ظلت الأسرة البجاوية على مر العصور محافظة على تماسكها وعادات القبيلة البجاوية التي تميزت باعقد الاعراف والتقاليد في المحافظة على مكوناتها وحماية افراد القبيلة واراضيها وممتلكاتهم، الى جانب مكتسبات ومقتنيات اخرى لا يتسع المجال لذكرها، ولكن تظل المرأة هي أهم عناصر الاسرة البجاوية وفخر قبائل البجا، وقد احتفظت قبائل البجا بصفات وقيم المرأة كقنينة العطر المصنوعة من الذهب ويتوارثها افراد الاسرة والعائلة مثل سيوف اجداد القبيلة ودرقاتهم ودروعهم التي مازالت تمثل الارث والوصية لكل افراد الاسرة، كذلك المرأة في قبيلة البجا تحتفظ بهالة من القيم والحماية تعجز كل المقارنات عن مجاراتها في الكيانات البشرية الاخرى سواء في السودان أو في أية دولة اخرى، وفي اوساط قبائل البجا يكون الحديث عن المرأة هو الحديث عن المسكوت عنه، وفي مجالسهم يأتي ذكر المرأة محفوفاً بالحذر وعدم المبالغة والإسهاب.
ومن خلال معايشتي لاهل البجا وتعلمي لغتهم وبعض عاداتهم، تعلمت ألا اتطرق لذكر المرأة من دون ان يسألوني ذلك. وكل هذه الصفات التي تتميز بها قبائل البجا لم أكن أنا الذي يتحدث عنها، لأنني قليل المعرفة في هذه الامور ولم اطلع على كثير من الكتابات لكبار المؤرخين الذين أرخوا لتاريخ البجا، ولكن عندما طلب مني أن أكتب شيئاً عن مكانة المرأة البجاوية في مسار أعراف وتقاليد القبيلة ولما يثار من لغط حول هذه الصفات، أود أن اتطرق لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض، والتي تعتقد ان المرأة في قبائل البجا مقهورة ومستضعفة، والحقيقة حول هذه المعلومة ان الحاصل هو عكس هذا الاعتقاد، وما يجب أن يعرفه الجميع أن المرأة البجاوية تتمتع بمكانة ومقام في قبيلتها وأسرتها لا يوجد مثيلهما في أمة غير البجا.
وآتي بالقراء الاعزاء هنا الى التعريف الحقيقي لمكانة الاسرة لدى البجا، فإنها الأم والأخت والابنة والزوجة والحماة والنسيبة، وهي شيخة الخلاوي ومحفظة القرآن، وفي هذا الاتجاه الديني نجد أن المرأة عند البجا تتفرد بدور قل أن يوجد في قبيلة اخرى، حيث نجد في مناطق كثيرة بشرق السودان أن اليافعين قبل سن الدراسة في مدن الاقليم الشرقي سابقا يساقون الى خلاوى تحفيظ القرآن الكريم، وكان غالبية شيوخ هذه الخلاوى من النساء، وكان لهن دور اجتماعي عظيم في مجتمعاتهن بجانب تعليم للأطفال آيات وسور القرآن الكريم، ولهن الكلمة الحكيمة والرأي الثاقب في كثير من الأمور التي تهم مجتمع النساء والمنطقة الجغرافية التي تحيط بخلاويهن.
وهذه المهمة الاجتماعية التربوية التعليمية قد سادت في عدد من مدن وقرى شرقنا الحبيب منذ زمن بعيد وتقريباً لقرن من الزمان.
وبعد أن ظهرت خلاوى الشيخ علي بيتاى في منطقة همشكوريب شمال كسلا، تطور دور المرأة المحفظة للقرآن، حيث قامت خلاوي للنساء فقط تقوم على تدريس علوم القرآن والفقه والحفظ، وتجلت سيرة أم الفقراء من أسرة الشيخ علي بيتاى صاحبة الريادة في مجال شيخات الخلاوي، حيث كانت تقوم على خدمة الحافظات من النساء الدارسات، وتسهر على راحتهن لتوفير البيئة المناسبة لهن ليتعلمن علوم القرآن والفقه والسيرة والعبادات، ولكي يصرن بعد ذلك مدرسات لمناطقهن. وأم الفقراء كانت تقوم بكل هذه الأعمال حتى بلغت من العمر عتياً، وتركت أزكى وأبهى سيرة لامرأة قادت الدعوة الى الله في عالم النساء. وتعلمون سادتي القراء ما هو عالم النساء، لذلك ولهذه الادوار العظيمة نسأل الله أن يتواصل عطاء النساء في هذا المجال.
القهوة في الموروث الثقافي البجاوي
كسلا: عبد الدائم الأمين كريز
تعتبر القهوة من أهم مقومات وملامح الحياة في شرق السودان، ووفقا للثوابت التاريخية فقد وفدت الجبنة الى شرق السودان قبل سنين بعيدة، وقد جاءت قبائل البجا بالقهوة من اثيوبيا وإريتريا، كما استصحبوا ذات الطقوس والتقاليد التي تصاحب تناولها، وتعتبر قبائل البجا في شرق السودان اكثر المجموعات السودانية حرصاً على تقاليد تعاطي البن.
وأولى ملامح تلك الطقوس في مجالس القهوة هو الفصل تماما بين الرجال والسيدات، فلكل مجلسه الخاص، ومن النادر جداً أن يتناول الرجل القهوة مع ام اطفاله، فالبجاوي لا يدخل منزله البتة الا عندما يحل الظلام، وذلك توجه رسخته مفاهيم الآباء والاجداد، كما أن درجة الاحترام والتقدير البالغين للمرأة في الموروث الثقافي البجاوي تدفع الرجل بعيداً، وقد شكل ذلك التوجه ثقافة تعاطي البن.
ومن ملامح طقوس القهوة عند البجا «قلي» البن امام ناظري المستهدفين او الكيفيين حتى يشموا رائحة القلية، اما الامر الثاني فهو محدودية افراد الجلسة او المحتسين للقهوة، اذ يفضلونها حصرية ولعدد محدود من الناس حتي لا يذهب المزاج.
ومن الضروري في جلسات القهوة أن تأتي «تقيلة» بمعنى أن تأتي كمية البن كبيرة، بينما تكون كمية الماء محدودة، ورابع الشروط أن يكون السكر خفيفاً حتى يستمتع الشارب ويتذوق طعم البن، لذلك لا بد لكمية السكر أن تكون محدودة، ولا مانع عند البعض من تناولها بلا سكر.
وإذا حضر أحدهم أثناء الجلسة فهذا لا يتناول اي فنجان من تلك المعدة قبل وصوله، وتعد له قهوة بقلية جديدة حتى وإن كان قد تناولها قبل بضع لحظات بمكان آخر، فالقهوة هنا تعتبر دليلاً على الاحترام والتقدير.
وإذا وصلت المرحلة الى الدور الثالث او «التلتاوي» كما يسميه البعض هنا فإنهم يقولون للذي أعد القهوة «بادرا» وهي كلمة بدويت تعني أن عليك تجديد القهوة وعملها من جديد، وقد يصل عدد مرات عمل القهوة في الجلسة الواحدة «8» مرات، وربما دارت الفناجين الليل كله بلا توقف وذلك وفقاً للمزاج والسمر.
ولا يتناول البجا القهوة المعدة بواسطة النساء، فللرجال مذهبهم في اعداد القهوة، وللنساء جلستهن الخاصة بعيداً عن الرجال، واللافت عند البجا أنهم وبمجرد استقبال الضيف والترحيب به فإنهم يبادرون الى وضع كل مدخلات القهوة من بن وجنزبيل وسكر أمامه حتى يقوم بإعداد قهوته اعتماداً على الذات، إذ يرون في قيام الضيف بإعداد قهوته تثبيتاً للكيف وتقديراً له، وتبقى «عدة القهوة» مصاحبة دائماً للسيف والسفروق، وهي اهم مستلزمات البجاوي في حلة وترحاله.
ومن اشهر المقاهي المعتقة في كسلا قهوة الرياضيين التي يستقبل فيها العم محمود زبائنه من كل انحاء السودان، اذ تراه هاشاً باشاً في وجوه الزبائن، وهو معروف في الوسط الكسلاوي، وتجد بالقهوة كل الاخبار السياسية والرياضية والاجتماعية واخبار الاندية والناس بالمدينة، وإن كنت من الباحثين عن تلك الاخبار فعليك اختيار اقصر الطرق والتوجه باكراً الى قهوة عم محمود التي تقع خلف صيدلية القاش الشهيرة، وهناك «قهوة ام الحفر» التي يرتادها الكثيرون من الشباب، ومن الاماكن التي تقدم القهوة في كسلا كورنيش القاش وجبل توتيل.
وفي ختام الحديث عن القهوة عند البجا وكسلا لا بد من الاشارة الى ان مجالس القهوة عند البجا تعتمد الصبي بعد تجاوز السبعة أعوام.
الخلال و الخنفس في ثقافة البجا
هناك العديد من المميزات الثقافية التي يتميز بها البجا ، فمن عادات البجا أن يطلق الرجل شعر رأسه، ويضفر الجزء الخلفي منه، ويدهنونه بالزيت ويلبس البجاوي القميص والسروال والصديري ويتلفح بثوب وعلى رأسه العمامة الطويلة البيضاء وغالبا ما يمتشقون السيوف والخناجر التي يسمونها "الشوتال" وهم يرقصون بالسيوف اضافة الى وظيفتها الأساسية في الدفاع عن النفس، وشعرهم الكث يمشطونه بمشط يسمى«الخلال» غالبا يصنع من خشب البيئة المحلية.
وينتعل البجاوي حذاء من الجلد، وتلبسه نساء البجا مزخرفا ،وهو أشبه بنعل قدماء الفراعنة.
أما المرأة البجاوية فترتدي الثوب الذي يغطي جسدها بالكامل وعادة ما يكون من غير اللون الأسود مثل الأحمر والأخضر وغيرها ولها زمام تضعه على أنفها وتكاد هذه السمة تكون مميزة للمرأة البجاوية..
ونساء البجا يمشطن شعورهن عند الزواج ويتركنها بدون تضفيرها في ضفائر صغيرة يطلق عليها في السودان "المشاط "، ويمسحنها بعد ذلك بالصمغ وخلطة من العطور، وتضفرن فقط خصلتان في مقدمة الرأس، وهي دلالة علي أن المرأة متزوجة، وتربط بهما حلية ذهبية، وتلبث المرأة فستانا وسديريا، وقد تلبس عليهما ثوبا سودانيا يربط في الخصر وتغطي به الرأس.
بالنسبة للرجال يتباين الشعر عند البجا بين الناعم وذلك المسمى بالمتموج يختلف التعامل معه بين كافة مكونات عالم البجا فالبعض يحلقه باكرا واخرون يسدلونه حتي يقارب العنق ،والراسخ عند غالبيتهم اطالة الشعر والحكمة من ذلك هي حماية الرأس من ضربات الشمس القاتلة فدرجة الحرارة التي تتميز بها المنطقة صعبة الاحتمال واذا كانت بعض القبائل الافريقية القاطنة في المنطقة المدارية قد جعلت من طاقية البرش حاجز سد يقي الرأس من ضربات الشمس فان قبائل البجا اعتمدت اسدال الشعر كنوع من اسباب الحماية والوقاية للرأس والاعتماد علي الودك الناتج من شحوم الحيوان في تغذية واطالة الشعر .
ويعتبر الشعر الكثيف والطويل من مظاهر ومقومات الجمال بين البجا وصار لشبابهم مدرستهم الخاصة في ابراز جمال الشعر من خلال انزاله علي الرقبة من الناحية الخلفية وعلي الجانبين في شكل جدائل وضفائر باستخدام الودك فيما يترك النصف الامامي علي طريقة «التفة» . ويعتمد شباب البجا وكبارهم علي الخلال الذي يصنعونه بانفسهم من الاشجار اذ يستخدمون في تصفيف الشعر وكثيرا ما يتركون الخلال علي الرأس ليوم وايام .
يسمح للصبي عند الهدندوة بارسال شعره بعد السابعة وقبل ذلك يتم حلق الرأس كاملا طيلة السنوات الاولي مع الابقاء علي المقدمة او القجة او ما يتعارف عليه اهل شرق السودان بالعرف ولا يتم غسل الرأس بعد ارسال الشعر الا بعد شهر او شهرين عندما يريد الواحد من الشباب اعادة استخدام الودك .
بالاضافة الي الصفات المطلوبة من الشباب من الشجاعة والكرم والفروسية والمحافظة علي الموروث الثقافي للقبيلة والي كل ذلك فان اطالة الشعر بين شباب القبيلة احد العناصر الجاذبة من قبل الفتيات والصبايا.
بحضور النائب الاول .. كسلا تتلمس دروب النهضة والتنمية
كسلا : بله علي عمر
جاءت زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية لولاية كسلا لتشمل افتتاح عدد من المشروعات الخدمية في قطاعات الصحة والمياه والكهرباء والطرق، وتنبع اهمية افتتاح هذه المشروعات من خصوصية الولاية التي اثر عدد من قياداتها الشعبية اللجوء الي حمل السلاح بدعوي التهميش وتجاهل الدولة القيام بما يليها خاصة في مجالات المياه والتعليم والصحة لتأتي اتفاقية الشرق التي التزمت فيها الدولة القيام بدورها الخدمي اضافة الي العديد من بنود الاتفاق مثل المشاركة في السلطة علي المستويين الولائي والاتحادي ، الفترة الزمنية الماضية من اتفاقية الشرق شهدت قيام العديد من المشروعات مثل طريق كسلا اللفة الذي يعتبر طريقا دوليا يربط السودان باريتريا.
المشروعات الجديدة التي دشنها النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه شملت اعمال تأهيل مستشفى كسلا بتكلفة اجمالية تبلغ «5» مليارات جنيه وشمل التأهيل كل اقسام المستشفى وتغيير شبكتي المياه و الصرف الصحي وتوفير الاجهزة والمعدات الطبية الحديثة ومواكبة احدث التقانات الطبية، كما افتتح نائب رئيس الجمهورية مشروع بنك الدم المركزي الذي يهدف الي توفير نقل الدم بصورة آمنة وسليمة كما يؤسس الي توفير مخزون استراتيجي من الدم وتفعيل معمل الفيروسات الذي يقلل من نشر الامراض المنقولة بواسطة الدم ، ويقوم المركز بخدمة الخدمات للمستشفيات العامة والخاصة .
ومن المشروعات الصحية التي تم افتتاحها مبني مدرسة القابلات التابع لادارة الصحة الاولية ويساهم المشروع في خفض معدل وفيات الامهات وتحسين مؤشرات الصحة الانجابية ، وتضمنت المشروعات الاضافات الجديدة لمستشفى كسلا الكويتي للاطفال الذي أُنشئ في العام 1986 وقد الحقت بالمستشفى مبنى الحوادث الجديدة بسعة «40» سريرت وتأهيل العناية المكثفة وتأهيل وحدة حديثي الولادة مع اضافة «10» أسرة وبلغت جملة تكلفة الاضافات الجديدة قرابة المليار جنيه .
في مجال الطرق، فقد تم تشييد عدد من الطرق داخل المدينة بعضها بتمويل اتحادي واخري بتمويل ولائي واهم هذه الطرق طريق مركز المدينة بطول «4» كيلومترات وطريق السواقي الجنوبية بطول «7» كيلو مترات وطريق الشهداء بانت وطريق الختمية ،ومن الطرق ايضا طريق القربة - الطريق القومي و وطريق حلفا المصنع ،ومن الطرق القومية طريق كسلا اللفة بطول «26» كيلومتر الذي مولته منظمة قطر الخيرية وطريق كسلا ودشريفي .
يعتبر خط الكهربا الناقل «220» كيلوفولت و المحطة التحويلية باروما احدي ابرز علامات التحول الاجتماعي والاقتصادي المرتقب في ظل توفر الموارد الزراعية الهائلة التي تمتاز بها المنطقة، وتعتبر المحطة التحويلية باروما احد اهم المشروعات التي افتتحها النائب الاول لرئيس الجمهورية، وردا علي طلب ناظر عموم الهدندوة محمد الامين ترك لرئاسة الجمهورية بالمساهمة في اعمال الشبكة الداخلية بالمدينة خاصة ان اهل المنطقة يعانون بسبب الفقر، اعلن النائب الاول عن التزامه بدعم مشروع الكهرباء مطالبا الولاية برفع دارسة متكاملة عن تكلفة المشروع .
وفي مجال المياه فقد افتتح النائب الاول مشروع مياه مدينة اروما وتندلاي بتكلفة بلغت «6» ملايين دولار ويقوم المشروع علي حفر آبار جوفية بمدينة كسلا غرب القاش لتوفير مياه شرب اضافية تقدر بحوالي «24000متر مكعب من المياه» وتشييد خط ناقل بقطر «12» بوصة بطول «52» كيلومتر من كسلا حتي اروما يهدف المشروع لتوفير مياه الشرب للمدينة والقري التي يمر بها الخط الناقل ،النائب الاول لرئيس الجمهورية اكد في اللقاءات الجماهيرية بكسلا واروما وتلكوك ان المشروعات التي تم تنفيذها مؤخرا وتلك التي تحت التشييد تهدف الي النهوض بالشرق وانسانه حتي يعود داعما للمركز بعد وصول خدمات الكهرباء والمياه التي تعتبر الركيزة الاساسية للنهوض في المنطقة التي تتوفر لها من الموارد ما يجعل يدها هي العليا بين اهل السودان . واعلن النائب الاول التزامه بدعم شبكة الكهرباء الداخلية باروما.
أغنيات فى جمال كسلا
كتبت : هويدا المكى
كسلا مدينة الفن والجمال وسحر الطبيعة الحلال ودرة الشرق هي المدينة التي كتب عنها الشعراء و تغني لها الفنانون بالكثير من الدرر والألحان الطروبة والرائعة، انجبت كسلا أميز الشعراء والفنانين والمثقفين والادباء الحلنقي ، ابرهيم حسين ، التاج مكي ، روضة الحاج وغيرهم ممن شكلوا وجدان الشعب السودانى بالكثير من الروائع.
لكسلا سحر خاص فى جمالها الطبيعى وألفتها واحتوائها للقادمين وهناك مقولة شائعة عند أهلها «ان من يشرب من ماء القاش وتوتيل سيرجع مرة أخرى لكسلا» وتغنى الفنان المرهف التاج مكى عاشق كسلا بهذا المعنى من كلمات ابنها اسحق الحلنقى الذى كتب أغنية «فايت مروح وين» حينما قال :
يلاك بعيد نرحل على دنيا حنية
نعيش لوحدينا والسيرة منسية
وأوسدك قلبى وأرعاك بعينيا
وأسقيك مياه توتيل عشان تعود ليا..
كثير من الأغنيات الراسخة تغنت عن كسلا والاشتياق الي سواقيها وأهلها
طولت من كسلا نسمة عيون أهلا
أنا لي زمن توتيل ما شربت من عسلا
طولت ما اتهنيت بالقاش وأيامو
يقدل كأنو عريس أمواجو قدامو
مرات يكون جائر تغمرنا الآمو
مرات يكون ناير ما أحلى أنسامو
طولت من توتيل تسقيني من ايدا
وتعيد لي أيام راحت مواعيدا
وسط الجبال نامت محروسة بالريدة
وأنا من عرفت الريد ما درت غير ريدا،
ومن أشهر الأغنيات التى جسدت عشق كسلا أغنية «حبيت عشانك كسلا»
حبيت عشانك كسلا وخليت ديارى عشانك
وعشقت أرض التاكا الشاربه من ريحانها
كلمني قولي ليا فاكر ليالي القاش
لمن الحنين عاودني لعطفك الجياش
ومن الأغنيات المشهورة جدا تلك التى تغنى بها الراحل زيدان ابراهيم من كلمات الشاعر عبدالوهاب هلاوى «فراش القاش»
بالله ليه يافراش خلاك وراح القاش
الدمعة فى الرملة وهمس النسيم الماش
القاش وشمس الصيف والقيف يعاين القيف
والدمعة فى الرملة ما بتحكى شوقك كيف
باكر يعاود القاش ترجع عيونو حنان
والريح تداعب الموج بجناح نسيم ريان
لكنى لو زيك جار حبيبى زمان
ما كان بعاود القاش لى زول نساني وخان
ومن الروائع التى تحدث عن كسلا رائعة الشاعر الكبير أحمد حاج علي التي تغنى بها فنان كسلا المرحوم عبد العظيم حركة و تضمنت القصيدة معظم أحياء مدينة كسلا العريقة بوصف وجميل .
و هنالك كلمات أخرى تتحدث عن طيبة إنسان كسلا وعشقه للأرض وحبه للاخرين:
درة شباب كسلا وياست جمال وحنان
نعيش على الذكرى ونشجيك بالألحان
منظر جمال كسلا في لون خضار وجبال
ساقيها نبع القاش من جدولو الريان
ويتحدث عن «عروس القاش» احد مواطنيها أبو عيسى فى منتداها الالكترونى الذى خصصه لها عاشقوها ومواطنوها واصفا كسلا بانها مدينة الجمال وهذا سرها حينما ينسل القاش فى خصرها مثل الحزام وتلبس من السواقى حليها الباهية وتتكحل عيونها فى لحظة الاشراق بين جبال التاكا وتكون الغيوم شامة فى خدها، إنسانها الطيب الودود البشوش يزيدها جمالا فوق جمال حينما يلتقيك هاشاً باشاً . بساطة الاشياء وعفويتها خصلة فيها دون المدائن .
من المحرر
تحتفي ولاية كسلا هذه الايام بمهرجان الثقافة والسياحة الثالث وايمانا بما تمثله كسلا في الوجدان الجمعي لاهل السودان تعمد "الصحافة" في هذه المساحة من عوافي للتركيز علي بعض ملامح الموروث الثقافي عند عموم قبائل البجا ، فغصنا مع مكانة المرأة عند البجا لدرجة تدفع بها الي القداسة كما وقفنا علي طقوس اعداد وشرب القهوة عند البجا وهي توجهات وثقافة تجاوزت البجا الي من لحق بهم من جيرانهم الجدد، كما وقفنا علي قدرة عبقرية المكان في تفجير الابداع وكيف اوقعت كسلا بزوارها فباتوا صريعي هواها بين النهر والجبل ...
واذا كان اهل السودان قد اجمعوا علي ما تحتويه كسلا من مقومات السياحة، فالشاهد اننا لا زلنا عاجزين عن تقييم وتقديم تلك الهبات الالهية واستغلالها بالصورة المثلي .. ان المعطيات الطبيعية التي وهبها الله لكسلا تفوق كثيرا تلك التي اختص بها بازل السويسرية ، كما ان جبال توتيل والتاكا لا تقل في سحرها وجمالها الاخاذ عن جبال الالب، واذا كان شيطان الشعر واستدعاء أساطير الالهة من الاغاريق وخمر باخوس ووجه مريا وصويحباتها قد فجرت ينابيع الشعر عند صلاح أحمد ابراهيم فقد اتفق جمع من الصحفيين اسكرتهم «عصرية» الجبل والشمس ترسل اشعتها الذهبية فاجمعوا علي انه لو كان الشاعر الفذ حضورا علي سفح التاكا وامامه صبايا كسلا وحسناواتها لكانت مخرجاته ألف مريا.
تحية لكسلا وللقاش ولكل أهل كسلا الذين نالوا جميعا من أسباب البديع ، فلا غرو أن غدوا مبدعين في كافة ضروب الإبداع.............
بله علي عمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.