عندما خطط الأمريكان للقضاء على صدام حسين وترسانته الحربية ووضع أيديهم على ثروات ومقدرات العراق الهائلة في ذلك الوقت أشاعوا أن صدام حسين يتملك أسلحة نووية وكيماوية هي مثار تهديد لجيرانه من دول الخليج بل وكل العالم . وقد تمت الدعوة إلى مؤتمر صحفي سيعرض فيه كولن باول بالصوت والصورة الأدلة التي لا يشق لها غبار و ( ما تخرش الميَة ) كما يقول الاخوة المصريون . وتجمعت عندها وكالات الأنباء ومندوبو الصحف العالمية وممثلو أعرق وأكبر المجلات السياسية والفضائيات ومحطات التلفزة في كل أنحاء العالم لإلتقاط وتصوير الأدلة القاطعة وتدوين الحدث الهام وتوثيق الموضوع للتاريخ والقادم من الأجيال . وقد تم الترويج لهذا المؤتمر بحيث صار المؤتمر المعني أهم حدث في تلك الأيام جعل الجميع يترقبونه وينتظرونه وهم في شوق ولهفة وبفارغ الصبر مع ملل الإنتظار حتى كانت اللحظة الحاسمة عندما أطل كولن باول بطلعته البهية وكامل أناقته و بدأ بحديث مقتضب عن الموضوع ولسان حاله يقول أنا( مدفوع دفعا – وبالله عليكم وأرجوكم أن تروني كما توهم فرعون أنه رأي نفسه ، لا كما رآني ذلك الطفل الصغير) وتم عرض شاحنات قال أنهم التقطوا صورها بواسطة الأقمار الصناعية وهي التي تحوي الأسلحة النووية التي يمتلكها النظام العراقي ذلك الوقت . كان الجميع في انتظار أدلة ووثائق وحتى شهادات شهود عيان مع إبراز عينات حيَة للمواد الخطرة وتوضيح مدى خطورة تأثيرها على الانسانية في حالة ما إذا ما تم استخدامها ، بل كان الجميع في انتظار أن يتم عرض حي ومباشر لاستخدام ذرة صغيرة على فأر تجارب لنرى مدى فاعلية الأسلحة ومدى تأثيرها وبالتالي مصداقية ما تم الترويج له والدعاية المكثفة التي صاحبت الاعلان . جرجر الجميع أذيال الخيبة منصرفين ومُنُوا بخيبة أمل عظيمة عندما تفاجأ الجميع بمفاجأة من العيار الثقيل ولكنها (عكسية). " أنقروا نحن حكينا الحكاية دي ليييييييه ؟؟ " ولمن يتوصل للإجابة الصحيحة الجائزة وجبة فطور (مدنكلة) بمبلغ 33 ألف. عبدالرحمن أحمد المهيدي [email protected]