قبل أن أدلوا بدلوي في هذا الموضوع الشائك أستعرض بعض ماقالة خبراء القانون الدولي .. بصدد القرار الصادر من محكمة الجنايات الدولية المتعلقة بحفظ ملف قضية دارفور الذي لم يراوح محله لفترة تقارب العشرة سنوات . قال، أستاذ القانون الدولى، الدكتور نبيل حلمى، إن «حفظ قضية دارفور من قبل الجنائية الدولية وإحالتها إلى مجلس الأمن، يعنى تجميد القضية لحين النظر فيها مجددا والتصرف بشأنها من قبل المجلس»، مضيفا ل«الشروق»، «أن على المجلس فى هذه الحالة أن يقرر التصرف فيها، إما بإعادة إحالتها، أو غير ذلك وذلك طبقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة... وفى سياق متصل، قال السفير المصرى السابق لدى السودان، محمد الشاذلى، إن الجنائية الدولية، ما هى إلا أداة للضغط على الدول بحسب هوى أطراف دولية معينة، والدليل على ذلك، ترك قادة إسرائيل دون التحقيق فى جرائمهم المستمرة ضد الشعب الفلسطينى، أو تحويلهم للجنائية الدولية. وحول موقف الرئيس، البشير، بعد وقف التحقيق، أوضح، الشاذلى، فى تصريحات ل«الشروق»، أن موضوع ملاحقة البشير سياسى بالأساس، تتغير حدته تبعا للمواءمات والضغوط الدولية على السودان، وهذا ما وضع مصداقية المحكمة محل شك، مدللا على ذلك بسفر الرئيس السودانى إلى عدة دول خارجية دون ملاحقته أو القبض عليه فيحق لنا أن نتسائل هل قرار الجنائية الدولية بتجميد محاكمة الرئيس عمر البشير ، هو إنتصار للدبلوماسية السودانية حتي إشعار آخر؟؟ وهل الحكومة واالمعارضة تقرأ جيداً مايمكن أن يحدث مستقبلاً ؟ عليه يجب أن تستفيد منه الحكومة في توحيد الجبهة الداخلية ، وذلك في تقديم تنازلات للقوى المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ،وإصلاح الدولة لايتم إلا بإصلاحات جزرية ، تتم عبرجراحات سياسية كبيرة لإزالة معظم الأورام الخبيثة التى لحقت ببنية الدولة المتمثل في نظام الحكم المترهل الذي أوجد جيوشاً من العطالة السياسية ..الوضع الإقتصادي البائس .. الفساد الذي أهلك البلاد والعباد ..الخدمة المدنية التى أصبحت قطاع خاص لبعض عديمي الذمة والضمير يسيرونها لمصالحهم القبلية والجهوية ...الخ.. وما يعضدد حجتي بإنتصار الدبلوماسية السودانية هذا الإختراق الكبير الذي سجلته الدبلوماسية السودانية بإتجاها شرقاً نحو الصين التي أصبحت شريكاً إستراتجياً لآفريقا عبر البوابه السودانية .. وجذب روسيا التى تبحث عن رئه لتتنفس بها بعد أن كتم الحصار الإقتصادي الغربي أنفاسها جراء المشكل الأوكراني.. فالوضع السياسي العالمي في حالة عدم إتزان فالكل يبحث عن مصالحة الإقتصادية الخاصة ليتفادي المشاكل الداخلية التى ربما تنشئ جراء تحالفات هشه ، فالدول الغربية خاصة بريطانيا وفرنسا في الواقت الراهن مشغوله بمشاكلها الداخلية ضد ما يعرف بالجهادين الإسلاميين الغربيين . وخوفه على مصالحة في المنطقة العربية التي ربما تطيح بحلفائه التقلديين نتيجة الصراعات الدائره بالمنطقة المتمثل حربه ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدول الإسلامية(داعش) في بلاد الرافدين والشام.. وفي اليمن (الصراع السني الشيعي ).. الذي أعطي إيران دوراً محورياً لايمكن تجاوزه في كل طاولات الحوار المتعلق بترتيب الأوراق وإدارة الأزمة في هذه المنطقة الملتهبه ، بالإضافة لملفها النووي ، فيجب على الحكومة والمعارضة أن يستفيدا من هذه الهرجلة في الساحة السياسية العالمية وبأسرع وقت لمصلحة الوطن والمواطن قبل أن يباع في سوق النخاسة السياسية وبأبخس الأثمان ، لأن العالم تحكمة لغة المصالح ، والسياسية هي مصالح ليس إلا .. قوموا يرحمكم الله للحفاظ على وطن يحترق ونحن نظر إلية. [email protected]