بسم الله الرحمن الرحيم ( في إطار التطور الطبيعي ) عبارة تجسد معول هدم ينطلق لتدمير المؤسسات والقضاء على البنى التحتية لتحقيق المآرب والمصالح الذاتية لأفراد يحتمون تحت مظلة الحزب الحاكم الذي إمتدت أذرعه لكل ما تبقى من وطن ولا أحد مستثنى من المسئولية تجاه هذا البلد الجريح فقد صرنا أداة للتنفيذ إما بالتطبيل أو العجز عن قول كلمة الحق وغض الطرف عما يدور من حولنا . منذ أكثر من عام بدأت ولاية شمال كردفان مشروع النفرة بالتغول على مزرعة البحوث الزراعية والتي تبلغ مساحتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين (350) فداناً ...كل مواطني شمال كردفان بل العالم أجمع وعلى رأسهم المزارع الكادح يعرفون دور البحوث الزراعية في إنتاج الأصناف المقاومة للآفات والجفاف وتطبيق التقانات التي تزيد الإنتاجية لتحقيق الجدوى الإقتصادية . تم تمليك المزرعة بمساحاتها الشاسعة لشركة خاصة تجيد فنون التحرك في الخفاء حيث تقوم بالإعتداء على أرض المزرعة في أيام الخميس من الأسبوع و لا مسئول يمكن الإتصال به ولا جهة حكومية لها أذن صاغية أثناء الأسبوع فما بالك بعطلة نهاية الأسبوع والتي تمتد لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة . وإتضحت حقيقة أن لا مشروع إنساني يخدم إنسان هذه الولاية المسالمة سيتم تنفيذه على أرض المزرعة !!!! فقط غابات من الأسمنت والمخططات السكنية . وصل الأمر إلى مرحلة الإلتزام الخطي بالإبقاء على حوالي عشرين ( 20) فداناً!!!! لإجراء تجارب الباحثين في مجال المحاصيل و حوالي إثنتي عشر (12) فداناً !!!!! عبارة عن شريط لأشجار هشاب أمهات لمصادر وراثية لا وجود لها في العالم . بدأت أعمال الشركة على الأرض بمئذنتين لمسجدين تراهما العين من البعد ولأن الأمة السودانية قد نطقت بالشهادتين في العام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين (1989) ما يزال هؤلاء يرفعون لنا شعار الدين والإسلام لإخراس الألسن كما ساعد التعتيم الإعلامي الذي صاحب هذا الأمر على تنفيذ الشركة لمخططاتها لتكتمل خيوط الجريمة مساء الأمس الثلاثاء الموافق 16.12.2014 وقبل منتصف الليل بقليل بالإزالة التامة لأشجار الهشاب وهي الأشجار التي تجري عليها أبحاث ودراسات مستمرة وقد تم طقها في الموسم الحالي وفي إنتظار اللقيط . أشجار الهشاب المصدر الرئيسي للصمغ العربي الذي لم تستطع القوى العظمى أن تدرجه في قائمة الحصار الإقتصادي لما تبقى من السودان يعتدي عليها زمرة من صائدي الثروات وسماسرة العقارات الذين لا يفقهون معنى للبحث العلمي في دولة تجيد كل وسائل إذلال العلم والعلماء وتدعي أنها يوماً ما ستقود العالم و أنها ما زالت سلة غذاء العالم والواضح أنها تقودنا للنهاية . المضحك المبكي أنه في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الأسطر تعقد إدارة الغابات بولاية شمال كردفان بقاعة محلية شيكان ورشة عمل لإعادة إعمار حزام الصمغ العربي بالتعاون مع الفرنسيين!!!!!!!!!!!!!! إخوتي حاملي الدرجات العليا في مجال الغابات وأبحاث الصمغ العربي تعلمون يقيناً أنه بعد الإنفصال تشير تقارير منظمة الفاو إلى أن مستقبل ثروتنا الغابية بات في مهب الريح وبدلاً من أن نحافظ على مصادرنا الوراثية وأشجارنا المميزة النادرة ها نحن نشهد بأم أعيننا البلدوزرات وهي تزيل أشجار الهشاب وتحولها حطام على أرض جرداء لإستقبال شاحنات الأسمنت والخرصانة وحديد التسليح . حتى متى سنبكي على ما ضاع ونلطم الخدود على الحاضر إلى أن بتنا بلا مستقبل !!!حتى متى هذا الصمت المخجل ؟ حتى متى هذه الآذان الصماء ؟ حتى متى هذه الألسن الخرساء ؟....فغداً سيقدمنا النشء للمحاكمة وبعد غد سيحاسبنا رب السماء والأرض على شبابنا الذي أفنيناه أذيالاً تابعين أو سلبيين متفرجين . [email protected]