مغنية صاحبة تجربة أختلف حولها متذوقي الغناء السوداني ، هنالك من يرى أنها صاحبة مشروع غنائي مختلف ، ومنهم من يرى انها صاحبة تجربة غير جديرة بالإهتمام وفاشلة . وحتى أغاني الغير التي أدتها قد شوهتها . وهذا ما ينطبق عليه القول المتداول (لولا اختلاف الأراء لبارت السلع) . ويصلح هذا القول تماماً في الإستماع للغناء ، فهنالك قامات فنية مثل ود الأمين ووردي وغيرهم من العمالقة الذين أجمع حولهم كل السودانيين إلا أن هنالك من يتحفظ عليهم . لأن السلوك البشري سلوك لا يخضع لمنطق والفنون بشكل عام ليس لها معايير ومقاييس تقاس بها . انا من اصحاب الرأي الأول ، تذكرني نانسي بتجربة الراحل مصطفي سيد احمد المتميزة في بداياتها فقد أختلف حولها الناس . رغم أن مصطفي كان فنانا مختلفا ومجددا وصاحب تجربة متفردة ، وجد الكثير من الإنتقادات . معروف أن بعض الناس يرفضون الجديد مهما كان ، وكل صاحب تجربة جديدة ومجدد اما هو مهرطق أو مهرج في نظرهم . اعتقد ان نانسي صاحبة مشروع فني محدث في بداياتها التي تبشر بانه سيكون مشروع فني كبير يحدث اضافة للغناء السوداني ، وتمتلك ادوات الوعي اللازمة لبناء مثل هذه المشاريع ، تابعت عدد من اللقاءات التلفزيونية التي أجرتها في الفترة السابقة التي اظهرت فيها وعي بمشروعها وأهدافها التي تسعي لتحقيقها من خلال هذا المشروع . أسس أي مشروع غنائي الصوت الجميل ، الأغاني الخاصة ، الوعي الفني وهذا ما تملكه نانسي . تغني نانسي طيف واسع من الغناء المتنوع من جغرافية السودان مثل المترامية مثل (أندرية) ، اضافة للأغاني الوطنية( بلد هيلي انا ) وهي تعبر عن جغرافية وتراث الشمال إضافة إلى أنها أغنية وطنية امتازت ببساطة الكلمة وعمقها في نفس الوقت . وتمثل أغنية الأطفال (بابا وماما) اضافة حقيقية لأطفال السودان الذين افتقدوا هذه اللونية من الأطفال وهو حق لهم ، اعتقد ان الأغنية من ألحانها وهي غاية في الجمال . نانسي مثال للتنوع والإختلاف في أي مجتمع . الإختلاف نعمة في كل شئ حتى في الغناء ، ولولا التباين لأصبحت الحياة نسخة واحدة من كل شئ وهو ما يدعو للملل والرتابة . والسودان زاخر بتنوعه الثقافي ، الديني والقبلي وكل هذا الطيف يمكن أن يفيد الفنانة نانسي في تجربتها واعتقد أنها صاحبة مشروع حداثي في كل شئ واتمني ان تكون اسهام في مشروع حداثة الوطن الكبير وأن تتطور تجربتها وتحقق أهدافها . ونحن موعودون بمشروع غنائي ثر .