ما يزال تأثير اتفاق " نداء السودان" الذي ابرمته قوي تحالف معارضة الداخل مع الجبهة الثورية يلفى بظلاله على المسرح السياسي في الداخل من خلال التصريحات العنيفة التى تدفع بها الحكومه وحلفائها من احزاب الحوار الوطني لاسيما الكتلة الاسلامية (الشعبي والاصلاح الآن) ، والتى تتمركز في مجملها بحسب مراقبين لنسف حالة التقارب التى بدات واضحة بين قوي المعارضة والحركات المسلحة تحت مظلة ما بات يعرف بالجبهة الثورية وهو الكيان السياسي الذي رفضت الحكومة التعامل معه عبر مفاوضات اديس ابابا مؤخراً ولوحة اكثر من مرة انه يقف خلف فشل مفاوضات اديس على صعيد المنطقتين (النيل الازرق وجنوب كردفان) ودارفور. واتهم رئيس الجمهورية عمر البشير في حديثه أمام جماعات الطرق الصوفية بمنطقة شرق النيل مؤخراً الجبهة الثورية وكل من وقع اتفاق (الفجر الجديد) و(نداءالسودان) بأنهم مرتزقه وعملاء ، كما أكد بأن مهندسي هذه الاتفاقيات هم (السي آي ايه ) والموساد الاسرائيلى وان الهدف منه الغاء شريعة الله وتفكيك بنية الدولة من خلال حل القوات النظامية. وفي ذات السياق فقد اكد مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي في حديث خاص ل(المستقلة) موقف حزبه الراسخ في رفضه لوثيقة "نداء السودان" التى وصفها بأنها يأتي فى اطار دعم مشروع اليسار للعودة الحكم وقال ان البنود التى قامت عليها "نداء السودان" تطالب بإلغاء الشريعة الاسلامية وحل القوات النظامية ، واعتبر هذه الخطوة هي مخطط لاحداث الفوضى بالبلاد على قرار ما حدث في العراق عبر مخطط (بريمر) ، وقال ان تحالف الجبهة الثورية واحزاب الداخل المعارضة ليس لها الحق في ان تقرر بشأن الشعب كما انها ليست ذات ثقل يمكنها من لعب هذا الدور ، وسخر السنوسي من الدعوة للحكم الذاتي في دارفور والمنطقتين وقال ان اهل دارفور مع الوحدة وهذا المطلب لم تتقدم به يوما اي حركة مسلح ، كما اشار الى ان الاستجاب لهذا المطلب في المنطقتين سيؤدي الى انفصال جديد على قرار ما حدث للجنوب ، ووصف السنوسى كل من وقع على نداء السودان بأنه غير حريص على الشيعة الاسلامية. ويرى محللون سياسيون ان احتدام الرؤي بين التيار الاسلامي والقوي اللبرالية التى تشكل الجبهة الثورية أمر متوقع وطبيعى ، وهو ينبع من الفكر الذي يرتكز عليه كل طرف ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه ان هذا التباين لن يفضى في حل قضايا الوطن التى تتطلب الحد الادني من التوافق بين مختلف الفرقاء السياسين لإدارة دفة البلاد ، ويخشون في ان استمرار هذا النهج وغياب الحوار العقلى ان يعزز الجنوح للعنف مما يؤدي الى خلق فوضى في ظل انتشار السلاح في معظم هامش واطراف البلاد. لكن استاذ العلوم السياسية د.صلاح الدين الدومة في حديث ل(المستقلة) اكد على ان موقف المؤتمر الوطني من رفض هذه الوثيقة "نداءالسودان" يأتي في اطار محاولة تأليب الرأي العام ضدها لأنها لا تمضى في اطار مصالحة بينما يأتي رفض المؤتمر الشعبي لها من باب تأكيد انه مع الثوابت الوطنية اضافة الى سعيه لنيل رضى المؤتمر الوطني ، ونفى "الدومة" ما يشاع من تقارب بين الوطني والشعبي لا سيما بعد اعلان الوطني لعدم تأجيل الانتخابات وتعديل الدستور بحيث يتيح تعين الولاة بدلاً من الانتخابات ،واشار الى ان الوطني يريد الشعبي ان يدخل اليه كأفراد وليس كتنظيم سياسي له رؤاه وافكاره والتى تطالب بنبش ملفات الفساد والمطالبة بالمحاسبة.واعتبر الحديث حول اسلامين ويسارين امر مجافى للواقع حيث اننا نجد تحررا واضحا في افكار الاسلامين كما بدا واضحا داخل حزب الاصلاح الآن. وتعتبر الجبهة الثورية تحالف لقوي سياسية وعسكرية تكون في نوفمبر 2011 ويضم الحركة الشعبية – قطاع الشمال والحركات المسلحة في دارفور العدل والمساوة وحركة تحرير السودان جناح مني اركو وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد اضافة الى حزب الأمة والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة وتضم احزاب من شرق السودان ، وحزب الامة بقيادة نصرالدين الهادي المهدي ، وحزب الاتحاد الديمقراطي مجموعة التوم هجو. [email protected]