بكل تأكيد عندما تشرق شمس صباح الغد2015/01/01م ستكتب مولد عام جديد يحمل في طياته فرحة كبيرة بذكرى استقلال لبلادي السودان ومن الطبيعي أنني لست وحدي من يحتفي بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة وأمثالي بكل تأكيد كثيرون ممن يتوق في أنفسهم ودواخلهم ترديد ذكرى الاستقلال من دنس الاستعمار البغيض وما لها من ذكريات وأماني ولكم تمنينا نحن السودانيون من تحقيقها بداية اهنئي نفسي والشعب السوداني الأبي بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والخمسون لبلادي مسقط رأسي موطني ومصدر اعتزازي وفخري الأبدي (السودان) ومن ثم القيادات الشريفة التي شاركت وساهمت في تحرير الأحرف الأولى من المذكرة التي قدمت ببسالة واعتزاز وكبرياء لنيل السودان استقلاله بالجلسة البرلمانية التاريخية تحت قبة البرلمان عام 1953م وكانت ثمرته مولد الاستقلال المجيد وهو رمز الشموخ وكذلك التقدير والرحمة والغفران لكل من ساهم أو أبدى الرأي ووقع على المذكرة التاريخية التي قدمت للحاكم العسكري آنذلك لنيل السودان استقلاله من الحكم الانجليزي المصري . وما من احد ينسى ما قدموه هؤلاء الأبطال وما تكبدوه من مشقات وعناء وبذلهم لكل غالي ونفيس والرحمة إلي كل من أزهقت أرواحهم فداء وتضحية في سبيل تتويج ثوراتهم ونضالهم منذ عام 1924م والأبطال الذين حملوا رفع الراية حتى بلغت مداها على يدي الزعيمين السيد/ إسماعيل الأزهري والسيد/ محمد احمد محجوب برفع علم السودان الحر الحبيب خفاقا بالسرايا على رأس القصر الجمهوري .وإعلانهم لقيام دولة جمهورية السودان .لتقف حرة بين الأمم .برأي سوداني وحرية القرار والحصول على الذاتية وتنفسنا من خلالهم حلاوة معنى أن يكون الإنسان والبلد مستقلاً. وها هي الأيام تتوالى ويمر الاحتفال تول الاحتفال ونحن نردد أهازيج الفرحة والشكر والثناء والاعتراف لهم بالعرفان ما قدموا أولائك الأفذاذ من الرجال ومن خلفهم النساء أخوات مهرية ممن أدلين بدورهن. ونجد أنفسنا نقف مذهولين خاوي الوفاض ولم نجد ما كنا نصبوا ونتغنى دائماً به من ديمقراطيه وحرية ووحدة تراب ووحدة كلمة ووحدة تعايش والعيش الكريم من وضع دستور دائم وطني يراعي التركيبة الوطنية المتفردة للسودان والذي يحتضن العديد من ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي أو مشاريع تنموية مفيدة ذات عائد قومي يكتفي بها السودان من شرقه إلى غربة ومن شماله إلى جنوبه حيث لا نزال في خلاف واختلاف متراكم ومتتالي ومتوالي وموروث يعتمد على الآراء الشخصية الحزبية الضيقة والتي تخدم في المقام الأول الطموح الشخصي والحزبي الضيقين متناسين الوطن الكبير الذي يحضنا جميعنا ونعيش تحت سمائه ونعيش في أرضه ونشرب ماءً عذباً من نيله الممتد والمواطن الذي من أجلة قامت الثورات وتكبده الكثيرون بل الكثيرون جدا من الويلات من حكومات متعددة ديمقراطية كانت أو عسكرية مخلوطة أو تشكيلية أو أتلافيه أو هجين. ولا نزال نرتجي أن يكون هنالك انفراج بخروج بطل حقيقي يوحدنا ويجمع شملنا كسودانين وليس مجرد خطب رنانة تردد في المحافل والمناسبات السياسية في ذكرى الاستقلال فقط عبر القنوات أو الإذاعات أو الصحف السيارة ويتم حفظها بالإدراج ولا ترى النور في حقيقة الواقع المؤلم وأمنيتي وربما الشعب السوداني بأكمله أن تعاد سيرة تدريس التربية الوطنية بالصورة السليمة التي تؤصل المفاهيم لحب الوطن منذ النشأة واعتباراها مادة أساسية للافتقار الشديد الذي يخيم على المستوى الاجتماعي والثقافي والأكاديمي عن استقلال السودان ومكتسباته التي يجب إن تعظم وتعزز وتكون قدوة للأجيال المتعاقبة جيل بعد جيل وبحكم مواطنتي الأصيلة أشدد على ضرورة وضع المصالح العليا للوطن والمواطن فوق الهامات ونناشد القيادات النافذة وبحكم مناصبهم فهم مسئولين أمامنا والتمترس حول كلمة الحوار السياسي السلمي المفضي الى والوحدة لأبناء الوطن الواحد . بدلا من لغة البندقية . وذلك تمسكاً بقول المولى سبحانه وتعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، والنظر بعين الرعاية الشمولية الفاحصة والعقل والتعقل الناضج لما وصل إليه حالنا بالسودان من تشرذم وتفلت وتشتت وتحزب وانقسام وتشظي أصبح هنالك عداء بين الأخ وأخيه والأب وابنه ناهيك عن المليشيات والحركات والانقسامات الجغرافية والقبيلة والأثنية والجهوية المقيتة والتي تمخض عنها التدهور المريع وما نتج عنه من انفصال جزء عزيز من الوطن جنوب السودان وما لازمه من تدهور في جميع المناحي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ناهيك عما انبثق من حركات مسلحة والتلفت الأمني المروع وما تم تمزيقه من نسيج اجتماعي ظل محافظا على الأعراف والقيم والعزة والكرامة السودانية حتى زمن قريب . ومن واقع المسئوليات الملقاة على عاتق المسئولين كلا حسب موقعه أن يتقي الله في الأمانة الموكلة إليه بجلد الذات وتمليك كل ذي حق حقه وترجمة الوصايا التي وروثها من الاستقلال ومعانيه الجوهرية ذات المدلولات الماسية السامية من وحدة وتوحد وتنمية زراعية وصناعية واقتصادية واجتماعية ولا ينسوا أن اليوم عملا بلا حساب وغدا حساب بلا عمل وسوف يسألوا عن تلك المسئولية عندما يلاقوا ربهم في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا ولد . الأمل الكبير والمتعاظم يحدونا أن يكون العام القادم عند الاحتفال بعيد الاستقلال قد تحققت ديمقراطيه فعليه نعيشها وتمشي يبننا ومتزامنة في مشاريعنا وتنميتنا ومعايشنا من تكاتف وتالف واتحاد وطني مميز و نتعهد بأن نخمد نيران الحرب التي جعلتنا في حافة هواية يصعب التنبؤ بنهاية النفق المظلم الذي نعيشه حاليا بالسودان ولا تكون مجرد عبارات رنانة وأماني كالأحلام وأن نملك ابنائنا أحفادنا راية استقلالنا وبها العزة والسؤدد بوطن عزيز موحد ومواطن حاذق ينعم بالخير والاستقرار والمحبة والعيش الكريم تحت ظل سودان موحد . ونردد الأغنية المشهودة جدودنا زمان وصونا على الوطن . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،، عدلي خميس / الدمام [email protected]