* قبل أعوام خلت جاءني الزميل الهندي عز الدين بكاميرته التلفزيونية لإجراء حوار لصالح قناة «المستقلة» اللندنية وقد كان مراسلاً لها من السودان.. * وكان محاوراً بارعاً- وهذه شهادتي لله لصاحب «شهادتي لله»- يتميز بموهبة حصر ضيفه في (الزاويا) بمثلما يفعل كبار المحاورين بالفضائيات الشهيرة.. * ومن الأسئلة (الذكية) التي وجهها لي- وكنت أشغل منصب رئيس التحرير- أن لماذا مُنحت رخصة المنصب هذا إن كانت الإنقاذ (غير ديمقراطية!!) كما تقول.. * فأجبته صادقاً- لا (متخارجاً)- أن من بين متحزبي المؤتمر الوطني (قلةٌ) تخشى الله أكثر من خشيتها (الإقصائيين!!) من متنفِّذي الإنقاذ.. * ومن القلة هذه هاشم الجاز الذي كان أميناً عاماً لمجلس الصحافة- آنذاك- ولم ير ما يحول دون نيلي الرخصة المذكورة ما دمت مستوفياً الشروط.. * ولكن خلفه (المروح)- في تأكيدٍ لكلامنا عن انعدام الديمقراطية- (رأى ما يحول!!) بعد نحو عشر سنوات من المقابلة التلفزيونية تلك.. * والبارحة كتب الزميل الهندي هذا كلمةً (باكية) يعيب فيها على الجيش المصري عدم الصبر على (الديمقراطية) التي أتت بمصري رئيساً.. * وكتب الهندي في كلمته هذه بعنوان (اغتيال الديمقراطية في مصر) يقول: (ضعف أو خلل منهج وإسلوب عمل الدكتور مرسي لا يعني طعن الديمقراطية الوليدة في مقتل بحجة الاستجابة لمطالب الشعب المُختطف).. * ونحشر- من جانبنا- الهندي في زاوية أضيق من التي سعى إلى حشرنا فيها قبل أعوام ونسأله رأيه في (إغتيال الديمقراطية في السودان) من تلقاء الذين يناصرهم الآن.. * ثم نرد إليه (بضاعته)- وهو في زاويته هذه محشوراً- ونقول: (ضعف أو خلل منهج عمل «الصادق المهدي» لا يعني طعن الديمقراطية الوليدة في مقتل بحجة الإستجابة لمطالب الشعب المُختطف).. * أليس المهدي جاء عن طريق صناديق الإقتراع (برضو)- يا الهندي- أم أن الإنتخابات تلك كانت (مزورة!!) يا ترى؟!.. * ونأتي- من ثم- إلى (تضييق) أكثر على أخينا العزيز صاحب «المجهر»، وهو في (كورنره)، لنقذف نحوه حجة (بحجة الإستجابة لمطالب الشعب!!) كهجمةً مرتدة.. * فليذكر لنا الهندي- مشكوراً- (عشرةً!!) فقط من المتظاهرين ضد حكومة الصادق يوم الثلاثين من يونيو (89).. * عشرة فقط وليس عشرات (الملايين!!) كما هو حادث في مصر الآن رفضاً لسياسات مرسي (التمكينية!!) ذات الإخفاق تلو الآخر.. * فإن لم يفعل- ولن يفعل- فأمام عزيزنا الهندي أحد خيارين: * إما أن يقر بمشروعية انحياز الجيش المصري إلى جانب (الملايين!!) من أبناء شعب شمال الوادي بحثاً عن ديمقراطية (وأدها!!) الإخوان.. * وإما أن يقول لمن يناصرهم من أهل الإنقاذ: (أخطأتم حين وأدتم ديمقراطية «وليدة!!» دون أن يكون هنالك متظاهر واحد في الشوارع!!).. * وإلى أن (يرسو)- و(يرسِّينا) معه- (على بر) فليبق الهندي (محشوراً) في زاويته يبكي على (ديمقراطية) هناك...... * ويطرب ل(شموليةٍ !!!!!) هنا. آخرلحظة