*بلغت سخرية (الزعيم) من الأنظمة الشمولية حد التفكير في (تهجير!) الشعوب.. *قال إن البلد يجب أن تُفرغ من الشعوب كيلا (تعكنن) على الحاكمين.. *ولكن ما كان يخطر بباله أبداً أن فكرته الكوميدية هذه ستجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.. *فبعد عبارة مأمون حميدة تلك عن هجرة الأطباء ها هي واحدة من أخوات نسيبة تشجع على الهجرة.. *قالت عفاف أحمد عبد الرحمن إن ظاهرة الهجرة من البلد - الآن- تذكرها بهجرة المسلمين الأُول.. *وفات عليها أن هجرة المسلمين تلك كانت جراء (سوء معاملة!) كفار قريش للذين اتبعوا دين الإسلام.. *تماماً كما فات على الوزيرة إشراقة أن استشهادها بموسى وأخيه هارون عليهما السلام لم يكن في محله.. *فموسى وهارون أُرسلا إلى فرعون الذي (طغى!) كما نعلم.. *فإلى أي (فرعون) اُبتعثت هي ومعها أخوها الذي أتت به إلى مكتبها مديراً؟!.. *كذلك سألناها - في حينه - ولم تجب عن سؤالنا إلى يومنا هذا.. *ولن تجيب عفاف - كذلك - لو سألناها عما إن كانت أسباب هجرة السودانيين اليوم شبيهة بتلك التي أشارت إليها.. *فهجرة الكفاءات الطبية التي استخف بها وزير الصحة حميدة هي أحد أهم أسباب تردي خدماتنا الصحية.. *وهجرة أساتذة الجامعات الأكفاء تسببت - إلى جانب عوامل أخرى - في (فضائح) تعليمنا الجامعي.. *وهجرة الأيدي العاملة بكثافة - الآن - أدت إلى انتشار العمالة الأجنبية الرخيصة في بلادنا.. *العمالة هذه التي يأتي معها - على نطاق واسع - الإيدز والخمر والزنا و(غريب!) العادات.. *وإن كانت عفاف يعجبها الاستشهاد بالدين - حقاً - فعليها أن تسأل عن دواعي الهجرة الجماعية في زمان (رايات الدين!).. *فالناس يتدافعون نحو (صالة المغادرة) - يا أختاه - لأن مقومات العيش الكريم انتفت في وطن (المشروع الحضاري).. *وقارئ ظريف - كان قد هرب بجلده من جحيم بلده- قال لي إن أجمل مكان في السودان بات هو صالة المغادرة هذه.. *فهذا (تأصيل!) ليس في محله - إذاً - يا عفاف كيلا تخدعي نفسك بأوهامٍ تبريرية وأنت تتمرغين في النعيم.. *فأولئك التمسوا (الرحمة!) عند الأحباش بعد أن افتقدوها لدى (بني جنسهم).. *والآن الأحباش يتوافدون إلى بلادنا بعد أن هجرها السودانيون جراء (انعدام الرحمة!).. *وعما قليل لن تجد حكومتنا من (يعكنن عليها) يا عادل إمام.. *سوى أقلامنا التي يجب أن تهاجر هي أيضاً. الصيحة