د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وبلغ اليأس الزبى
نشر في الراكوبة يوم 15 - 01 - 2015

للعرب مثل مشهور يقول " أشبعتهم سباً وأودوا بالإبل " وحكايته أن راعيا عاد لصاحب الإبل ليبلغه أن رجالا هاجموه وأخذوا إبله لكنه أراد أن يظهر ما بذله من جهد في المقاومة فقال العبارة " أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل " أي أنه كال لهم السب والشتم ولكنهم ذهبوا بها وكلمة أودى أكثر ما نسمعها هذه الأيام عن الحوادث التي تودي بالآلاف فيما أودت الحكومة بنصف الشعب .. والمهم في الأمر أن الرجال ذهبوا بالإبل دون أن يؤثر فيهم سب الراعي الذي رضي من الرعي بالإياب ، والمثل يضرب لمن يفعل فعلا لا طائل من ورائه ولعل حال الراعي هو حال المعارضة عندنا .
المعارضة ونحن معها أشبعنا وأوسعنا الإنقاذ ، النظام الحاكم قهرا وجبروتا منذ ربع قرن ، سبٍا ولعنا دون أن يضيرها ذلك شيئا ، لسبب بسيط وهو أن الحكومة تدرك أن الشعب السوداني رضخ لتاريخه في أن تغيير الأنظمة مرتبط بتحرك شخصيات سياسية وتاريخية بعينها وقد عملت على تدجينها أو تخوينها وهو ما يدفع لترديد العبارة الرائجة " لكن البديل منو ؟ " فالشعب يبحث عن شخص لا عن نظام تحكمه مؤسسات يتراجع فيه دور الفرد من قائد ملهم إلى موظف إن أخطأ قومته المؤسسات وإن انحرف كشفته المراجعات ولعل ذلك التصور الخاطيء هو ما ساهم بفعالية في بقاء الإنقاذ حيث ما زال على رأس الأخبار ما يفعله الصادق وما يقوله الميرغني وما يتخذه الترابي من مواقف ومن يخرج من أفواه أراذل الوطني وحثالته ومن انفض عنه ومن يعود إليه ، حيث شغلتنا مواقفهم عن دورنا في عجلة التغيير بانتظار من يحركها وكأنها لا تتحرك بدونهم .
الشعوب لا تعرف اليأس قطعا، لكن المراقب السياسي يجب ألا يتعلق بالأوهام ويتمسك بالأماني ويتشبث بالأحلام منتظرا حدوث التغيير قضاء وقدرا.
نحن نعرف كيف تسقط الأنظمة وما يجري حاليا لن يسقط نظاما ، المعارضة السياسية الشمالية درجت على تشجيع المقاتلين في الأطراف لإضعاف الأنظمة الحاكمة منذ بدايات سني الصراع والتمرد في الجنوب من خلال دعم ومؤازرة الأنانيا وجون قرنق والآن الحركة الشعبية ، قطاع الشمال والجبهة الثورية إلخ .. وإذا كان القتال الذي قاده جون قرنق لم يفلح في إسقاط النظام وانتهى للاتفاق فلا ريب أن المقاتلين الآن ليسوا أشد مراسا منه أو خبرة أو عدة أو عتادا أو تأييدا خارجيا أو داخليا.. النظام أيها السادة لا يقاتلكم بأعضاء تنظيمه كان ذلك في السنوات الأولى لحربه في الجنوب ثم فطن إلى أن الحرب تأكل كوادره فاضطر لتغيير استراتيجيته ليدفع بتلاميذ المدارس للشهادة ، النظام الآن أجاد فن الحرب ، أبناء مسئوليه في دبي وماليزيا والصين ولندن وأبناء الفقراء يقاتلون نيابة عنه وصار يصنع حروبات القبائل ويخلق انشقاقات الحركات المسلحة ويخطط ويدعم تفريخ الأحزاب من شاكلة الأصل والفرع وفرع الفرع وكأنما نضبت اللغة من أن تجد مسمى بديلا لكنها نكاية في الرافضين بل وحتى لا يتمرد عليه الجيش بسبب الخسائر الكبيرة خلق النظام ما يسمى بالدفاع الشعبي ثم الجنجويد والآن قوات الدعم السريع إلخ ... كما أنبت نبتا شيطانيا تمثل في أجهزة عديدة للأمن كل منها يرقب الآخر .
قد أكون متشائما في تصوري لكن تعالوا ننظر للواقع، كيف يسقط هذا النظام ؟ ومعارضوه الذين ينتظرهم العامة " كراع برة وكراع جوة " بل جسم بعضهم كله جوة وأرجلهم فقط برة .. كيف يهلل هذا الشعب المسكين ومثقفوه ، للأسف ، للصادق المهدي يوم يصالح ويوم يخاصم ويوم يوقع اتفاقية ؟؟ كيف يبارك الناس ويتبركون بالميرغني يوم يؤيد ويوم يعارض ويوم يقول نعم وحين يرفض على استحياء ؟ كيف تسعدون لعودة غازي صلاح الدين وانشقاق " سائحون " وهم مثلهم مثل من في السلطة ثلة من المجرمين ؟! وسيعود بعضهم لبعض يتلاومون ويتصالحون طال الزمن أم قصر!.
كيف نهلل لإزاحة الترابي ونستبشر بعودته للمعارضة ثم نرافقه إلى مؤتمر الحوار كيف تنطلي علينا حكاية انقلاب قوش وانشقاق موسى هلال وتوقيع المهدي لاتفاقيات وعودة الميرغني ومشاركتهما في الحكم عبر ابنيهما ؟ ثم نكتشف في نهاية الأمر عودة الفرع للأصل والمخدوع للمخادع .
أتابع ما يجري وأصاب بالدوار .. أقول في نفسي إن كانت هذه هي المعارضة " فابشر بطول سلامة يا حاكمُ ".
اليأس من المعارضة لا من الشعب والإحباط من قادتها والقنوط من تصرفاتها حتى تاريخه.
أصبح النظام يلعب لعبة خبيثة ذكية تفيده ولا تضره بشيء .. يجلب الصادق للبلاد في " نداء الوطن " ثم يضرب به عرض الحائط ويعرض عنه .. بعد سنوات .. يوقع الصادق التراضي الوطني فلا يرضى عنه النظام ويحاصره لسنوات أخر حتى يدفع بابنه للجلوس في القصر ثم يتجاهله ويفقد الصادق بذلك مصداقيته أمام الشعب والله ويخسر الوطني والوطن ، يجره جرا للحوار ثم يدبر ويقدر ويكيد له كيدا فيقبض عليه بتهمة التطاول على قوات الدعم السريع ويسجنه شهرا ثم يخرجه بصورة مهينة بعد توقيع على اعتذار يقوم النظام بتسريبه !!! تقوم الدنيا وتقعد رافعة شعار أطلقوا المهدي " ونوسع النظام سبا " ، فيطلق سراحه بعد أن أظهر النظام العين الحمراء ثم ينفض سامر المطالبات الإسفيرية !!
تقبض السلطات على إبراهيم الشيخ وتودعه السجن فتقوم قائمة المطالبات بالإفراج عنه ويتولى أصحاب الأقلام على الراكوبة وحريات وصويحباتهما ونحن " ونشبع الإنقاذ سبا " .. تفعل الإنقاذ ما تشاء حتى يسمع الناس كلهم في أصقاع الدنيا بأنها تعتقل سياسيا واحدا ثم ما تلبث أن تفرج عنه ومن يومها لا يسمع الناس عنه شيئا .. فتظهر الحكومة بمظهر النظام الذي ليس لديه معتقلون سياسيون !!
يخرج الصادق المهدي تحت سمعها وبصرها ورغم علمها كما تزعم بحسب تصريحات الرئيس ، عن اتفاقية تخطط لها إسرائيل وتتركه يذهب لتوقيعها .. يوقع على إعلان باريس .. تعود إبنته مريم فيعتقلها فتهب عاصفة المطالبة بإطلاق سراحها ونوسع الحكومة شتما ولعنا .. تمضي في الحبس ما شاء لها النظام ثم يطلق سراحها وتعود لبيتها وينتهي الأمر بأنه لا توجد سجينة غيرها.. وينسى الناس في غمار كل ذلك ما يرتكب من مجازر في الأطراف وما يعانيه الشعب من فقر وجوع وخوف.
يغادر إلى أديس أبابا ، بمعرفتها ، المحامي فاروق أبو عيسى والدكتور أمين مكي مدني يوقعان على اتفاقية ، يعودان فتعتقلهما .. تنشط أقلام الفضاء وبضعة محامين يعدون على أصابع اليد ، كما نشرت صورهم الراكوبة ، للمطالبة بإطلاق سراحهما فيما يشبه الشفقة بدوافع كبر السن والمرض !!.. ويتدافع محامون لطلب الإفراج عنهما لذات الدوافع الغشيمة !! ونلعن سنسفيل أجداد الإنقاذيين ، تتلكأ الإنقاذ .. لأنها تترقب الوقت الذي يناسب ذلك خاصة وانتخاباتها على الأبواب لتطلقهم وتقول إنها لا تعتقل معارضين سواهما .. وتظهر بمظهر الدولة التي ليس لديها معتقل سياسي !! أرأيتم كيف تدير الإنقاذ ملفاتكم .. ؟؟؟
غير أن ما أعجب منه هو استمراء المعارضة للاتفاقيات حتى أصبحنا لا نستطيع أن نحصيها عددا ولا نعرف الفرق بينها ونحن من المتابعين لها والمهتمين بشأنها فما بالك بالعامة !! ؟ لقد اختلط علينا حابل نيروبي وأديس بنابل القاهرة وباريس حتى لا نكاد نتبيّن ملامح أي منها .. ما جدوى توقيع اتفاقية لا يعرف واضعوها كيفية تطبيق بنودها ولا يعرف الشعب تفاصيل تلك البنود ؟ ولا خطة تنفيذها ولا ميقات تطبيقها على الأرض ؟! حتى أضحت اتفاقيات فضائية تتناقلها المواقع وتلوكها ألسنة المجالس ويختصم حولها الناس أياما ثم ما تلبث أن ينساها الناس لتلحق بها أختها وتسير سيرها ليتم وأدها على منوال سابقتها ! من منكم يحدثنا عن طوبة واحدة بنيناها في صرح اتفاقية نيروبي أو كاودا أو بند واحد نفذناه لإعلان باريس أو مادة واحدة من اتفاق أديس أو فقرة واحدة من اتفاقية غازي والمهدي ؟ لا يعرف الناس سوى أسماء الاتفاقيات ومدن انعقادها لكن ماهيتها مجهولة وبنودها غير معروفة وخطة تنفيذها بقيت سرا بين من وقعوها فقط !! هذا عبث لا طائل من ورائه يمنح النظام فرصة الحديث عن موضوع لن يقع أبدا ّ!! ما الذي تم تنفيذه في الاتفاقيات السابقة حتى يطمئن الناس للاتفاقيات اللاحقة ..؟؟ أصبح توقيع اتفاقية لا يعني أحدا في شيء ولا يجذب انتباه أحد لشيء .. أفيقوا من أوهام الاتفاقيات التي تولد ميتة defunct.
وما هو أسوأ من كل ذلك أن المعارضة ومنذ سنوات فقدت المباديء التي تخاصم عليها وتصالح بمقتضاها مما مكن عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية من الاتفاق مع الحكومة وكسر الصف والتراجع متى شاءت .. حتى إذا ما لفظها النظام عادت للمعارضة فاستقبلتها بالأحضان دون مساءلة ! لقد أصبحنا نعارض على طريقة رزق اليوم باليوم ، صارت ساحة المعارضة مكبا لقمامة ونفايات الإنقاذ من المطرودين والغاضبين والمغضوب عليهم !! إذا انشق مجرم على العصابة الحاكمة قبلناه بيننا ليؤمنا في الصلاة في أول يوم وإن تمرد مارق من قدامى القتلة على كتيبة الجزارين حسبناه بطلا بيننا وأمّرناه علينا وإن انسحب لص لأن القسمة لم تعجبه بين أصحابه اللصوص طلبنا منه أن يتولى أمانة المال عندنا وهكذا .. ودونكم ما حدث مع الترابي وقوش وموسى هلال وغازي صلاح الدين ومجموعة القتلة التي سمت نفسها " سائحون " وعبد الوهاب الأفندي و القائمة تطول ، يدخلون الحكومة ويخرجون للمعارضة ثم يعودون أدراجهم .. دونكم كمال عمر " يحسبه المغفل مناضلا حتى إذا اختبره لم يجده شيئا .. وهو من الوقاحة بحيث لا يستحي من أن يصلي الجمعة في مسجد المسلمين ويقضي السبت متعبدا في كنيس اليهود ويدق أجراس الكنائس مبشرا يوم الأحد ويردد صلوات النصاري ويرقص في المولد يوم الاثنين ويجلس الثلاثاء في قاعة الصداقة محاورا ويستأذن الأربعاء لقضائه في معبد البوذيين ويطلب الخميس لمقابلة الترابي ثم يتوجه للدفاع عن مواقفه على الفضائيات !! وتستقبله المعارضة بعد الانتهاء من آخر مقابلة لتصفق له وتهنئه !!
النظام لن يسقط هكذا فإن أردتم كيف يسقط فتعالوا أقول لكم .. لأن توقيع الاتفاقيات صار أمرا يدفع للسخرية والاستهزاء .. إن سياسة القبض على الرموز وإطلاق سراحهم لم تعد تهم الناس في شيء وهذه يستفيد منها النظام أكثر لأننا نكتفي منها بالمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين .. الرموز يجب أن يتبعهم أتباعهم ومؤيدوهم ليكونوا جذوة الثورة ووقودها وسراجها الذي ينير الظلمة لعامة الشعب .. إن شئتم معارضة تؤتي أكلها فاملئوا عليهم سجون كوبر وشالا وزالنجي والدامر وبورتسودان إلخ .. أين المؤيدون وأين أعضاء الأحزاب وأين الطلاب ؟ اعتقال الرموز يجب أن يكون شرارة التحدي ..أن يخرج قادة التنظيمات لمواجهة النظام سواء في الشارع أو في المؤسسات التعليمية ، أن توزع المنشورات في كل مكان ، أن تتم الكتابة على جدران المؤسسات والمنازل ضد النظام ، أن تخلق المعارضة حالة من عدم الاستقرار بالإعلان عن تظاهرات ومسيرات ، أن تنفذ الاعتصامات في أكبر عدد من المؤسسات ، أن يتحدث الطلاب والسياسيون في الندوات وأركان النقاش ولا يرضخون للبطش والتنكيل.. أن تخرج التظاهرات اليومية ، صباحا ومساء مهما كان حجمها ولو تكونت من عشرة أفراد لتجبر السلطات على اعتقالها ، أن يتصادم الطلاب مع أعضاء حزب البشير ويؤدي ذلك لإغلاق المؤسسات التعليمية أو استمرار التوتر.. أن يتوجه الطلاب للأسواق للتظاهر إن أغلقت الجامعات والمدارس، أن تستثمر مواقع التواصل في التحريض يوميا على الثورة والتنادي لها حتى تضطر الحكومة لإغلاقها حينها يشعر العالم كله أن في السودان أزمة .. وفي السودان جبروت وتلتفت أجهزة الإعلام لمتابعة ومناصرة المناضلين . لماذا لا تردون على البشير بجعل صيف البلاد مظاهرات وشتاءها مظاهرات وخريفها مظاهرات ومن تحته مظاهرات ومن فوقه مظاهرات وعن يمينه وعن شماله.
الآن الانتخابات على الأبواب وعلى المعارضة أن تعلن " المقاومة الشعبية " وبكل الوسائل المتاحة للشعب ، ولتكن المواجهة في كل موقع وفي كل لجنة وفي كل حي وكل مدينة ، تمنع قيامها وتهدد باجتياح مراكزها وتخلق حالة من الاضطراب العام والترقب الحذر .. تعلموا أن أطفال فلسطين قاوموا الدبابات بالحجارة لسنوات طوال فما بالك بشعب كريم كالشعب السوداني لم يبق لديه ما يخسره ؟ الثورة يجب أن تستمر بأقوى الإيمان بها وأضعفه باليد والقلب واللسان ، يجب أن نتذكر سبتمبر فقد كان النظام قاب قوسين أو أدنى من الهاوية لولا تراجع القيادات التي طالبت على استحياء بالتحقيق في أعمال القتل الوحشي والمواجهة الهمجية ، لو أنهم خرجوا للميادين وقادوا الثورة وضحوا كما ضحى أحفادهم لما بقي هذا النظام .. لكنهم ينتظرونها " فتة باردة " !! ومعها كباية موية ساااااقطة !!!
أتدرون كيف سقط النميري ؟ كانت المعارضة تعطل عليه كل المؤسسات من بينها المواصلات والقطارات حتى اضطر لتكوين الكتيبة الاستراتيجية لقيادة القطارات و كان عمال عطبرة الأماجد يشكلون له بعبعا مخيفا حتى اضطر ذات مرة لإجبارهم على العمل بتخييرهم بين الذهاب للعمل أو إخلاء منازل العمال الحكومية ، وصار له مزارعو الجزيرة شوكة في حلقه وأصبح الطلاب صداعا دائما لنظامه ، الحكومة تستطيع معاقبة من يخرج عليها لكنها لا تدرك أنها بذلك تدق مسمارا في نعشها طال الزمن أم قصر .. كان الطلاب يتظاهرون عقب كل ندوة وكل أزمة في السكر أو المواصلات أو خلافها كان المسئولون بمن فيهم الرئيس نفسه لا يستطيعون زيارة جامعة أو مدرسة ثانوية لأن الطلاب الشرفاء يعلنون التحدي ويعلو هتافهم منددين بالزائر حتى يهرب مطرودا من المكان ، تظاهروا ضد كل مسئول في الأفراح والمآتم والندوات والزيارات وحفلات التخرج.. كان النضال لا يتوقف إن خرجت مدني تبعتها عطبرة والدامر والأبيض وكوستي وإن انفجرت الخرطوم عاونتها الفاشر كادوقلي وحلفا والقضارف وبورتسودان إلخ ... ولم يعتمد الناس فيه على المقاتلين في الجنوب كما تفعل معارضة اليوم .. لا بأس أن يؤازر بعضنا بعضا مع اختلاف أدواتنا لكن الركون والسكون والاعتماد على ثورة زاحفة من الأطراف للمركز لن ينجح أبدا والمطالبة بإطلاق معتقل هنا وهناك لن تسقط نظاما مهما علا شأنه أو كبر مقامه.. الأنظمة تسقط بالقهر العام .. أجبروا الحكومة على فعل أقسى ما تستطيع من البطش وممارسة كل ما تقدر عليه من العنف فهي بذلك فقط تحفر كل يوم وتعمق مقبرتها بيديها وحتى لا يجد هؤلاء ما يكفي من السجون فيفتحون بيت أشباح في كل حارة .. ضيقوا عليهم الخناق فما عادوا قادرين على المواجهة فلا تكونوا عاجزين عنها.
أيها الناس .. لا خيار أمامكم هذا أو خمس سنوات حسوما .. في انتظاركم والأمر لكم.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.